فيما يعد تطورا جديدا فى ملف المعتقلين فى الجماعة الإسلامية، أفرجت السلطات الأمنية عن محمد عمر عبد الرحمن، نجل الشيخ عمر عبد الرحمن أمير الجماعة الإسلامية.
وتم الإفراج عن محمد الملقب بـ"أسد الله" من سجن طره الذى يعد أكثر المقربين من والده وانتقل معه فى جميع أسفاره، دون شروط وقيود وانتقل لأسرته، وذلك بعد أكثر من خمس سنوات من الاعتقال فى السجون المصرية، وأربع أعوام من الاعتقال فى قاعدة باجرام العسكرية الأمريكية فى أفغانستان.
واعتبرت الجماعة الإسلامية الإفراج عن النجل الأكبر للشيخ عمر هو اتجاه إيجابى وتصرف محمود للسلطات المصرية يمهد لخطوات أخرى فى ملف المعتقلين من الجماعة ، وأوضحت الجماعة أن هذه الخطوة هى الحصاد الجيد والمثمر لمبادرة وقف العنف التى أطلقتها الجماعة قبل ثلاثة عشر عاما.
يذكر أن محمد هو الابن الأكبر للشيخ عمر وعاصر جميع أحداث أفغانستان منذ وصول أسامة بن لادن إليها، ومحمد متزوج من ابنة مصطفى أبو اليزيد أحد القيادات الهامة فى القاعدة فى أفغانستان والذى استشهد مؤخرا هو وزوجته على أيدى القوات الأمريكية، وكان متواجدا فى أفغانستان وقت الحرب الأمريكية ضد طالبان واحتلال أفغانستان، وانتقل إلى باكستان فى عام 2002 ،وبعدها تم اعتقاله من جانب القوات الأمريكية ونقله إلى قاعدة باجرام فى أفغانستان حتى عام 2006 حيث تم تسليمه للحكومة المصرية.
واعتبرت الجماعة الإسلامية الإفراج عن "أسد" رسالة واضحة للحركة الإسلامية من جهة، ولكل مسئول يعمل فى الملفات الخاصة بالحركة الإسلامية وللمجتمع كله، وأنها تعنى الكثير، وأهمه أن التصالح بين الجماعة الإسلامية والدولة أضحى سياسة مستقرة ثابتة لا تتوقف على أشخاص بعينهم، كما يعد الإفراج فى هذا التوقيت رسالة لكل من يهمه أمر المبادرة، أنها لا تخص فرداً بعينه، تحيا بحياته وتموت بموته، لكنها سياسة ثابتة للدولة التى ترى اليوم أن الجماعة الإسلامية هى جزء من المجتمع، وعليها أن تسعى إلى دمجها فى المجتمع، وأن يكون لها دور إيجابى فيه، وأن يتوقف الصراع بينهما، لأنه لا يصب فى مصلحة أحد، ويضر الدولة والمجتمع والإسلام والحركة الإسلامية نفسها.
وربطت الجماعة بين ما يتردد عن توقف نتائج المبادرة بوفاة اللواء أحمد رأفت مسئول ملف المبادرة بوزارة الداخلية الذى توفى قبل أسابيع ، وبين الجهد الذى تبذله الدولة فى هذا الملف، وأكدت الجماعة أن المبادرة لا تعتمد اليوم على شخص بعينه من الدولة، ولا تعتمد أيضا ً على شيوخ بعينهم، فقد توسع نطاقها فى الجماعة نفسها، وأصبح لها منظرون ومفكرون ودعاة وكتب ومواقع، بل انتقلت إلى إطارات أوسع إلى الحركات الإسلامية الأخرى فى مصر وخارجها ، وأصبح التصالح بين الحركات الإسلامية ودولها هو الفكرة التى ستسود فى القرن القادم، وبدلا ً من تكفير الحكومات وتفسيقها أو وصفها بالجاهلية أو حربها وصدامها، وبدلا ً من أن تنطلق من هذه السجون دعوات الحقد والكراهية والتكفير والغلو، أصبحت تنطلق منها دعوات التصالح والتغافر والتراحم والتواد والمشاركة والمعاونة على الخير.
وأكد د. ناجح إبراهيم المتحدث باسم الجماعة والرجل الثانى بها أن خروج " أسد الله" يدعم ما أرسته المبادرة من دعائم "فقه المراجعة" وتحويله لواقع عملى لا يستطيع أحد نكرانه، موجها الشكر لكل الذين ساهموا فى الإفراج عنه ، معبرا عن أمله فى أن تكون بشرى للإفراج عن والده الذى يحتاج أكثر من غيره لهذه اللحظة من السعادة بعد طول حزن، مطالبا أن يفعلها بارك أوباما الرئيس الأمريكى ويتخذ قرار الإفراج عن الشيخ عمر، معتبرا أنه قرار سيفيد أمريكا قبل غيرها، ويكون بداية لتحسين العلاقات بين أمريكا والعالم الإسلامى وكذلك الحركات الإسلامية.
الإفراج عن محمد نجل عمر عبد الرحمن بعد اعتقال ست سنوات
الأحد، 05 سبتمبر 2010 03:12 م
محمد عمر عبد الرحمن نجل الشيخ عمر عبد الرحمن أمير الجماعة الإسلامية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة