أكدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلينتون أن أمن إسرائيل مسئولية وأولوية أمريكية وأن إقامة دولة فلسطينية قابلة للتعايش الآمن مع إسرائيل يعد إحدى المصالح الاستراتيجية لأمريكا فى منطقة الشرق الأوسط كما أنه فى مصلحة الشعبين الإسرائيلى والفلسطينى.
جاء ذلك فى حديث مشترك أجرته وزيرة الخارجية كلينتون مع أميرة حانينا من التليفزيون الفلسطينى ويودى سيجال من القناة الثانية الإسرائيلية حيث أشارت إلى دعم الإدارة الأمريكية لمستقبل وأمن إسرائيل وتطلعات الشعب الفلسطينى، مشيرة إلى أنه فى القرن الـ21 لا سبيل للتوصل إلى الأمن والسلام سوى التوصل إلى تسوية لجميع المسائل العالقة وإنهاء الصراع.
وأوضحت الوزيرة كلينتون أن المفاوضات الجارية تختلف عن سابقاتها لثلاثة أسباب أولها وجود طموحات كبيرة لدى الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى لتحقيق الأمن والسلام وإقامة دولة، إضافة إلى التغييرات الكبيرة فى المنطقة حيث يتنامى فكر التسلح والعنف إلى جانب سهولة الحصول على الأسلحة من جهات مثل إيران التى تقف وراء كثير من أعمال العنف بما يهدد استقرار حياة الشعبين.
أيضا بدأ تعافى الاقتصاد الذى شهد تطورا ملحوظا فى نابلس مثلا فى العام الماضى، حيث كانت نسبة البطالة 30 فى المائة وهبط الآن إلى 12 فى المائة.
وأضافت كلينتون أن قوى النمو والطاقة الإيجابية فى صراع مع قوى الدمار والسلبية بالمنطقة فى إشارة إلى حماس وحزب الله وتريد الولايات المتحدة من الزعماء والشعوب أن ينتهزوا هذه "الفرصة الأخيرة" لإنهاء الخلافات ورغم صعوبة تغيير الماضى إلا أننا يمكننا خلق مستقبل أفضل ولقد تأثرت كثيرا لحضور كل من رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس عباس إلى هنا على الرغم من الشكوك.
وأشارت كلينتون إلى رغبة نتانياهو فى إنهاء الصراع واقتناعه بحل الدولتين من واقع معرفتها به على مدار سنوات عديدة وهو والرئيس عباس يعرفان بعضهما جيدا وكانا واضحين فى لقائى معهم وأظهرا رغبتهما فى التوصل لاتفاق نهائى مشيرة إلى أنه لابد من ضمان أمن دولة إسرائيل ضد هجمات حماس وحزب الله فهذا واقع حقيقى وليس دعاية أو جدلا نظريا وعباس يؤمن بحل الدولتين ويعلم أنه ربما تكون تلك هى الفرصة الأخيرة.
وأضافت "إننى مقتنعة تماما أن أمامنا معوقات وتحديات خاصة بالوقت ولكننى أثق أن الرجلين جاءوا بأفضل النوايا وعلينا أن نعمل بجد الآن للتغلب على تلك المعوقات".
وعن تحذير أبو مازن من انهيار المفاوضات فى حالة وقف عملية تجميد الاستيطان قالت كلينتون إننا هنا لتهيئة مناخ يفضى إلى التوصل إلى الاتفاق النهائى الذى يعتمد على اتخاذ القرارات الصعبة، والأطراف تعرف أن الهدف هنا هو اتخاذ القرارات فى إطار اتفاق حول كافة القضايا الأساسية والجوهرية الصعبة، مثل الأراضى، والمستوطنات والحدود والأمن، وتلك هى أصعب القضايا الأساسية فى رأيى.
وعن عودة اللاجئين قالت كلينتون بتأكيد اللاجئين والقدس والمياه وغيرها من القرارات الأساسية يجب التعامل معها بصورة شاملة وليس كأجزاء متفرقة، وذلك لأن كل طرف سوف يقدم تنازلات، لأنه لا يوجد مفاوض يأخذ كل شىء.
وأعربت كلينتون عن انزعاج ومخاوف واشنطن من محاولة إيران امتلاك أسلحة نووية ورعايتها للإرهاب وإمداداتها من الأسلحة إلى المجموعات الإرهابية التى تزعزع استقرار المنطقة والعالم، وسوف نواصل فرض العقوبات على إيران فى ظل رفضها الانصياع لرغبة المجتمع الدولى فى ظل مبادرات عربية تسعى للسلام مع إسرائيل منها المبادرة العربية التى قدمتها السعودية والتى تضمنت الخطوط العريضة لتحقيق السلام مع إسرائيل وتوجيه الانتباه إلى ما يمكن عمله معا بشأن جميع المسائل الصعبة التى تخيم على المنطقة، مثل المياه والتعامل مع الإرهاب وما شابه ذلك.
وأكدت وزيرة الخارجية الأمريكية أن تحسين الحياة اليومية للفلسطينيين ومعاناتهم مع الحواجز ونقاط التفتيش تأتى على جدول الأعمال ونعمل مع تونى بلير ممثل اللجنة الرباعية لتيسير ظروف هؤلاء بالتزامن مع سير المفاوضات لأننا نريد تغيرات على أرض الواقع وتحقيق تفاعل جاد بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ورفضت كلينتون الإجابة على سؤال يفترض أنه فى حالة عدم التوصل إلى حل نهائى أن يتم الاتفاق على تشكيل دولة فلسطينية بحدود مؤقته قائلة إن الهدف من المفاوضات الجارية هو التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الصراع وإقامة دولة فلسطينية مع ضمان أمن إسرائيل ولا نريد أن نتحدث عن المواقف الافتراضية، لذلك نحاول الحصول على الإطار الذى يتعامل مع كل القضايا الأساسية ومن ثم التوصل إلى اتفاق نهائى.
وأرسلت كلينتون رسالتين إلى الدول المانحة التى فقدت أمل السلام فى ظل أزمة مالية تمر بها فلسطين أولها تطالب جميع الجهات المانحة بتكثيف جهودها لدعم عملية السلام من خلال دعم السلطة الفلسطينية التى استطاعت على حد تعبيرها الوصول إلى مستوى جيد من النواحى الأمنية فى الضفة الغربية، إضافة إلى التغيرات المالية ونظم المساءلة، والرسالة الثانية تتعلق بلقائها شبابا من الجانبين ممن لديهم رغبة قوية لإقامة الدولتين.
وحول تصريح سابق لها أثناء ترشحها للرئاسة أن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل قالت كلينتون أعتقد أننى ملتزمة بأمن إسرائيل، وأعتقد أن حل الدولتين الذى يحقق تطلعات الشعب الفلسطينى هو فى مصلحة إسرائيل، والقدس المتنازع عليها، قضية عاطفية بالنسبة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، وكما تعلمون جيدا هى كذلك أيضا بالنسبة للمسيحيين واليهود والمسلمين فى جميع أنحاء العالم، وأتمنى أن يصل الطرفان إلى اتفاق حتى تصبح القدس رمزا للسلام والتعاون.
وأعربت كلينتون عن أملها ألا يفقد الفلسطينيون هذه الفرصة حتى يتحقق السلام لأنه هو الشىء الصحيح تاريخيا وأخلاقيا وروحانيا وسياسيا واقتصاديا، وللأسف فإننى أرى قوى التدمير والسلبية تكتسب مزيدا من القوة والمزيد من الشباب الفلسطينى والإسرائيلى يرحلون ولكنهم يريدون أن يعيشوا حياتهم بمستوى مقبول من السلام والأمن مثل أى شخص.
فى حوارها المشترك للتليفزيونين الفلسطينى والإسرائيلى..
هيلارى: على الفلسطينين انتهاز "الفرصة الأخيرة"
السبت، 04 سبتمبر 2010 05:51 م
وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة