صدرت عن دار الآداب ببيروت للروائية "ميرال الطحاوى" طبعة جديدة من روايتها الرابعة "بروكلين هايتس"، والتى صدرت مؤخرًا فى القاهرة عن دار ميريت.
وتحكى ميرال الطحاوى فى "بروكلين هايتس" قصة أم وحيدة مع طفلها البالغ من العمر سبع سنوات، تترك وطنها وتهاجر كلاجئة تعيش أجواء اللاجئين والمتعطلين والجيل الأول من عرب بروكلين، فتسترد ذاكرة طفولتها عبر جغرافية بديلة فكل شخصية تقابلها تتماثل وتتقاطع مع الذاكرة، فى رحلة البحث عن الذات وعن لقمة العيش.
وتكتشف البطلة "هند" عوالم جديدة تحملنا معها فى رحلة مماثلة عبر أروقة بروكلين وعبر طفولتها هى سرد رهيف لواقع شديد التعقيد.
وتخوض الرواية بفنية عالية جدًا، شهد بها العديد من الكتاب والشعراء فى مقالتهم، حياة امرأة مطلَّقة وصغيرها فى مدينة نيويورك، وتناوب خناجر الذكريات، والعُمر، عليها.
كما تتعرض لنماذج مختلفة من المغتربين من بقاع الأرض فى "التفاحة الكبيرة"، وتعرض البطلة– هند- عالمها الثرى بالتفاصيل الشرقية، وخباياه، ومحرماته التى تقهر الإنسان عامة والنساء خصوصًا، وكيف استمرت تسير رغم طعنة هنا وضربة هناك، والبطلة امرأة صلبة مثخنة بالحب والمواجع، لكنها لا تتوقف عن أن تنكأ جراحها، أو لعقها، بل تستمر بفيض ضوء طفيف يتسلل دائماً فى اللحظة الأخيرة، تستند على لا شىء سوى ذاتها وابنها الذى تحارب العالم، ونفسها فى بعض الأحيان، من أجله.
وتدور الرواية فى أحد أحياء نيويورك القديمة، أتاحت للكاتبة تأصيل أسلوبها وهو التصوير الدقيق لمجتمعات عرقية أصلية فى لوحات إثنوغرافية بالغة العمق والتعبير.
وميرال الطحاوى، روائية مصرية وأكاديمية تعمل أستاذا مساعدا للأدب العربى بجامعة نورث كارولينا الأمريكية، صدرت لها روايات "الخباء" و"نقرات الظباء" و"الباذنجانة الزرقاء"، وترجمت جميعها إلى ما يقرب من خمس عشرة لغة، ونالت جوائز مرموقة، إلى جانب إصدارها أعمالاً نقدية.
ومن أجواء الرواية، "كانت تريد أن ترى حظها فى أى شىء. أبراج البخت وأوراق الحظ المسماة "تاروت" والكوتشينة وكف يدها أحيانًا، جبينها… لا يمنع، إذا كان هناك من يستطيع قراءته، لكنها لم تتوقع أن تجده بداخل قطعة العجين المقددة على ورقة صغيرة ملفوفة بطريقة حلزونية دقيقة، تفتحها بعناية من يخاف على قدره ومصيره الذى تحمله اللفافة ثم تقرأ.."الذى ينتظرك ليس أفضل مما تركته وراءك". قطعت الورقة إلى نتف صغيرة وقذفت بها فى كوب الماء… هكذا وجدت نفسها بين ريح الشمال وريح الشرق، وحيدة وبائسة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة