الرقابة على المجازر الحكومية غائبة..

دراسة حكومية: 12 مليار جنيه خسائر تلوث اللحوم

السبت، 04 سبتمبر 2010 08:06 ص
دراسة حكومية: 12 مليار جنيه خسائر تلوث اللحوم الاتجاه نحو المذابح الخاصة والابتعاد عن الحكومية
كتب أحمد حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الواقع يقول إن هناك أكثر من 416 مذبحاً على مستوى 26 محافظة فى مصر، لكن الصالح منها 12 مذبحاً فقط، وهى المذابح التى تم إنشاؤها بالطرق العلمية الحديثة، أى أن هناك أكثر من 400 مذبح تعانى الإهمال وغياب الرقابة وبالتالى مواصفات النظافة والأمن والسلامة والنتيجة لحوم ملوثة تتسبب فى خسائر سنوية قدرتها دراسة حكومية مؤخراً بنحو 12 ملياراً.

داخل أحد هذه المجازر قام اليوم السابع بجولة تفقدية ولاحظت ما تشكو منه من إهمال وانتشار العديد من الأمراض نتيجة لتلوث اللحوم داخلها لدرجة علما أن مصر تتكبد خسائر سنوية وصلت إلى 12 مليار جنيه نتيجة لتلوث اللحوم، وذلك حسب الدراسة التى أجراها الدكتور سعد الدين نصر أستاذ الرقابة الصحية على اللحوم ونائب رئيس جامعة أسيوط السابق.

داخل أحد هذه المجازر، خاصة مجزر الشرقاوى التقينا بمحمد سيف مدير عام المذبح، الذى أكد فى بداية حديثه، أن هذا المذبح تابع للقطاع الخاص ولكن بإشراف من مديرية الطب البيطرى ومتابعة بصفة يومية من هيئة الخدمات البيطرية والتموين، وتابع سيف داخل المذبح حوالى 12 طبيباً بيطرياً منهم 8 أطباء للكشف و4 أطباء إدارة، وأضاف سيف أن هناك فرق كبير بين المذابح الخاصة الحديثة والمذابح الحكومية التابعة للقطاع العام، وذلك لشدة الرقابة على المذابح الحديثة الخاصة من قبل أصحابها ومتابعتها للنظافة وعمليات التطهير اليومية بجانب غرفة لإعدام الحيوانات المصابة التى يتم اكتشافها سواء قبل الذبح أو بعد الذبح وتعويض صاحبها بمبالغ مالية ثمن الذبيحة من قبل المذبح، وأشار أنه يوجد تعاقد بين المذبح وبين المجلس المحلى لنقل الذبيحة المعدومة بعد تعفنها، وذلك حتى لا يستخدمها أحد من خلال سيارات المجلس المخصصة لذلك.

وعلق سيف أن بعض الأمراض والفيروسات باللحوم تكون ناتجة عن طريق النقل، حيث من المفترض أن تكون سيارات نقل اللحوم سيارات "مزنكة" بمعنى أن تحاط بكاملها بأكياس بلاستيك وعن طريقها يتم تغطية اللحوم فور خروجها من المذبح ونقلها إلى محلات الجزارة.

ومن جانبه، أضاف يوسف محمد مدير المذبح، أنه يعد هذا المذبح من المذابح الحديثة داخل الجمهورية بالمقارنة بالمذابح الأخرى، وذلك لعمليات الرقابة الشديدة من أصحاب المذابح الخاصة بخلاف الحكومية وشدد أنة لا توجد اى ضغوط على الأطباء داخل المذبح من قبل الجزارين أو صاحب المذبح لتغاضيه عن بعض التجاوزات بل توجد رقابة شديدة من الطب البيطرى وصاحب المذبح وذالك لحرصه على سمعته.

وأضاف، أن المذبح يستقبل ما بين 150 إلى 200 رأس يومياً فى الأيام العادية، ولكن يصل هذا العدد إلى1000 رأس يومياً فى المواسم والأعياد وعن طريقة الذبح يقول يوسف أن الماشية تدخل من الباب الخلفى للمذبح، وذلك لوزنها ثم الكشف عليها وبعد التأكد من خلوها من الإمراض تدخل صالات الذبح ليتم ذبحها ثم يعاد الكشف عليها مرة أخرى بعد الذبح حتى يتم التأكد من خلوها من الأمراض، وإذا تم اكتشاف أو ملاحظة أى أمراض عليها يتم إعدامها فوراً عن طريق الطبيب ودفنها داخل حجرة الإعدام المخصصة لذلك.

محمد عبد الرحيم الجزار من كبار جزارى منطقة الوايلى يقول، إنه اعتاد الذبح داخل هذا المذبح وذالك لاكتشافه الفرق الشاسع بينة وبين المذابح الحكومية لنظافته المستمرة وتطهيره بخلاف المجازر الأخرى التى ممن الممكن أن تجد الدم على الحوائط والأرضية بخلاف الذباب والروائح الكريهة، بالإضافة إلى التغاضى عن بعض التجاوزات للجزارين الكبار.

على سلامة احد كبار الجزارين يقول أولاد سلامة لهم سمعة كبيرة فى مهنة الجزارة وإقباله على الذبح داخل هذا المذبح دليل على نظافته وسلامته بالإضافة إلى المزايا الأخرى داخل المذبح وشدة الرقابة من قبل صاحبة.

من جانبه، أكد الدكتور فتحى النواوى أستاذ الرقابة الصحية على اللحوم ومنتجاتها بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة على أن الهدف من إنشاء المذابح هو توفير مكان نظيف وملائم لكى يقوم التاجر بذبح ذبيحته داخلة متجنبا الأمراض والملوثات الناتجة عن طريق الذبح الخطأ بجانب عمل الكثير من الكشف والفحوصات على الماشية للتأكد من خلوها من الأمراض، ولكن توجد هناك مذابح قديمة ومتهالكة من المفترض تطويرها والفرق بين المجازر الخاصة الحديثة والمجازر الأخرى هو توافر الصحية داخل المذبح، مضيفاً أن هناك مذابح آلية حديثة تحولت إلى يدوية نتيجة للإهمال مثل مذابح "العامرية" و"البساتين".

وقال إن المشكلة تكمن داخل الجمعية التابعة لها الجزارون "جمعية تجهيز اللحوم"، وذلك لأنها لا تقوم بتطبيق القواعد والاشتراطات الصحية، موضحاً أن طرق النقل التقليدية مثل سيارات الربع نقل والموتوسيكلات وغيرها من الطرق التقليدية تكون السبب فى تلوث اللحوم وانتشار الأمراض، وأنه لابد من توافر سيارات النقل الحديثة التى تكون بداخلها ثلاجات لا تقل درجة حرارتها عن 4 درجة مئوية، وكذلك عند وصوله لمحلات الجزارة يجب أن توضع داخل ثلاجات لحفظها، أما لفها عن طريق القماش وغيرها من الطرق تكون السبب فى انتشار الأمراض.

وأضاف النواوى، أن هناك الكثير من الأطباء يتعرضون للبلطجة من قبل الجزارين والضغوط، مؤكداً أن الطبيب الضعيف لا يصلح أن يعمل داخل المذابح لتجنب تخازلة مع الجزارين نتيجة لخوفه منهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة