جلست مثل أى مواطن مع بعض أصدقائى نشاهد مباراة النادى الأهلى وشبيبة القبائل الجزائرى وكلنا أمل وحماس لا يقل عن حماس لاعبى الفريقين فى الملعب لهزيمة الفريق الجزائرى ولأسباب معروفة طبعاً.
ثم حدث ما حدث فى المباراة من خيبة أمل وعرض دون المستوى من جميع لاعبى الفريق والجهاز الفنى وهذا هو الحال الكره المصرية والدورى المصرى هذه الأيام ولكن هذا ليس المهم ... أثناء المباراة ومحاولات الأهلى للوصول إلى مرمى الشبيبة جاءت ضربة حرة مباشرة للنادى الأهلى على حدود منطقة الجزاء وتصدى لها شريف عبد الفضيل بطريقة غريبة جداً ورعونة شديدة فارتطمت الكرة بالحائط البشرى على ارتفاع بسيط وضعيف جداً فإنهار صديقى الذى يجلس بجانبى وصرخ فى وجهى قائلاً مش حرام اللى يحصل فينا ده ..هو معقول فى حد بيشوط الكره بالمنظر ده!!!؟.
فأجبته وأنا أنظر إلى المباراة "والله مش عارف أقولك إيه .. زى ما يكون أول مره يشوط فاول .."
ثم تابعنا مشاهدة المباراة وسرحت بذهنى فى الاستاد ورجعت لأكثر من 20 سنة وتذكرت هدف طاهر أبو زيد فى مرمى الزاكى خلال نهائى بطولة أفريقيا وكيف كان طاهر أبو زيد متمكن من هذه الركلات وكم أهدى بها المنتخب والأهلى انتصارات..
وبدأت أفكر وأبحث عن لاعب مميز هذه الأيام فلم أجد للأسف ولا أريد أن أبخس بعض اللاعبين حقهم ولكن أتكلم عن اللاعب المميز حقاً فى مهارة معينة مثل طاهر أبو زيد أو جمال عبد الحميد برأسه الذهبية والخطيب ومصطفى عبده وطارق يحى فلم أجد أحد..
لا أستطيع أن أقول على لاعب الآن يلعب فى أى ناد فى الدورى المصرى إنه مميز بمهارة معينة ولا أدرى ما السبب الرئيسى لهذه المهزلة المهارية.
سوى أن الاحتراف الوهمى المصرى ليس مبنى على أساس سوى الملايين التى يتسابق عليها اللاعبون عن طريق بورصة اللاعبين الغير مفهومة ولجان التعاقدات فى الأندية التى تجرى وراء عمولات انتقال اللاعبين بمميزات وهمية للفوز باللاعب الذى لا حول له ولا قوة سوى أنه لاعب كرة قدم..
فأين حق الجمهور والمشجع من هذه الملايين؟ الجمهور الذى يترك بيته وعمله وأهله ويذهب إلى الاستاد أو يجلس أمام التليفزيون ليشجع فريقه؟؟
للأسف لا أحد من هؤلاء اللاعبين عنده مهارة واحده ليتدرب عليها ليكون مميزاً فيها لأنه يتعامل مع الكرة على أنها وظيفة حكومية فتفشى فيها الروتين وأصبحت الكرة فى مصر بلا روح وبلا طعم ولا مهارة، ولكن أصبحت الفرخة التى تبيض ذهباً للاعبين والفضائيات والمنتفعين وأيضا الإعلانات.
ولكن من لا شئ وإلى لا شئ....
فهل يعقل أنه بين 80 مليون مواطن لا يوجد لاعب مميز!!!
والكلمة التى تنطبق على هذا الموضوع هى "فاقد الشئ لا يعطيه" وهذا الكلمة تنطبق على كل مسئول كروى ومدير فنى مدرب ولاعب وإدارى.
وأيضا مكتشفون المواهب ولجان التعاقدات بالأندية.
كلمة أخيرة أوجهها إلى اللاعبين وهى أن عمر الكرة قصير ولكن تاريخ الكرة طويل وذكريات الكرة جميلة فلا تحرمون أنفسكم من أن يتذكر المشاهد والمشجع والتاريخ لقطة أو هدف فى أى مباراة لأنها أجمل لحظات تاريخك وحب الجمهور لك بعد الاعتزال.. هو الحب الحقيقى...
وإلى اللقاء،،
