بسمة بكرى تكتب: كلمة السر عايزة أتجوز

السبت، 04 سبتمبر 2010 05:25 م
بسمة بكرى تكتب: كلمة السر عايزة أتجوز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على غير العادة رأيتها منهمكة فى قراءة كتاب منذ عدة أيام تحاول جاهدة إخفاء ملامحه بداخل حقيبتها الضخمة، بعد أن تنازلت مؤقتاً عن كميات الفشر المحكمة الصنع والتى تتفنن فى قصها على زميلاتنا من المتزوجات، عن مجموعة العرسان اللقطة التى تتناوب يوميا على بيتها ويعودون مقهورين من حيث أتوا دون جدوى فى تحقيق أمانيهم الملحة فى الارتباط بها، وذلك حتى تقنعهن بما عجزت هى عن تحقيقه.

إنها زميلتى فى العمل الآنسة سوسو.. بريق عينيها ابتساماتها الحنونة واحتضانها للكتاب، وكأنه طفلها الرضيع الذى عثرت عليه
بعد تعرضه مسبقاً لعملية اختطاف آثم مما جعلنى أصر على تتبع السبب.

وكنت الكائن الوحيد حينها المسموح لى بالكشف عن معالم هذا السر الخطير، حيث إننا مشتركان فى طبيعة الحالة الاجتماعية المدونة فى البطاقة الشخصية، وكانت (عايزة أتجوز) هى كلمة السر التى أرضت فضولى، فهو المعنى الكامن بداخل كل فتاة شرقية ليس بدافع التفاهة أو إرضاء لرغبات غير سوية.


إنما هى تطبيقاً لطقوس مجتمع رسخ فى أذهانهن منذ الطفولة أن الزواج هو الغاية المنتظرة، وإذا تحققت بذلك تكون قد أنجزت كل مهمتها فى هذه الحياة مهما بلغت مكانتها العلمية.

من تنادى خفية قائلة عايزة أتجوز ليس لديها بديل آخر عن قناعة شخصية بذلك خاصة فى أقاليم مصر حيث التمسك بالتقاليد الحميدة
تبحث عن الحب الذى لن تمنحه لها صديقة تخفى أكثر مما تظهر
أو شاب على الفيس بوك يرغب فى تغيير الأستاتيوس من singel إلى in relationship .
لن تستطيع أن تمحو من ذاكرتها أفلام شادية وكمال الشناوى التى دائماً ما تنتهى بمشهد الزفة باعتباره قاعدة واجبة التطبيق.

برايد هى الفتاة التى تتبعنا مغامراتها على الورق حتى تتزوج وأطلقنا العنان لخيالنا، لنتصور المشاهد التى ترويها ثم جاء مسلسل يحمل اسم الكتاب نفسه
قام بوضع حدود ممثلة فى مشاهد مصورة وأداء تمثيلى مفروض علينا
فكان التحول صادما كشأن أى عمل أدبى ينتقل من الورق إلى الشاشة
خاصة وإن كان الأداء لم يتفق مع فكر الكاتبة ومقصدها الحقيقى حيث أخذت هند صبرى تردد الحوار الداخلى للسارد (برايد) أمام الشاشة لتحدث به الجمهور.

بالإضافة للصراخ والحركات التمثيلية المفتعلة مما أدى لتشويه العمل
وبالرغم من أن تناول قضية تأخر الزواج ليست حديثة النشأة
أثار المسلسل جدلا كبيرا بين متابعيه واعتراضا من الفتيات أنفسهن على الصورة التى نقلها.

فكلنا نتذكر أدوار زينات صدقى فى الأفلام الأبيض والأسود قديما
والتى تناولت نفس المضمون ولم يثر كل هذا الجدل حينها وهذا مؤشر على وجود مشكلة حقيقية لدينا الآن.

حتى وإن أنكر الفتيات قائلات: هذا المسلسل غير واقعى أو أنا مش عايزة أتجوز.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة