ونحن على أبواب العام الدراسى الجديد، كنا نتمنى أن يعقد الوزير الجديد النشيط مؤتمرا صحفيا يعلن فيه على الملأ خطة الوزارة للعام 2010 / 2011 وما هو الدور الذى يجب علينا، كأولياء أمور، أن نشارك به الوزارة للارتفاع بمستوى العملية التعليمية. وهل أصبحت الدروس الخصوصية والكتاب الخارجى أمرا واقعا لابد أن نعترف به كما أذعنت له الوزارة فى السنوات الطويلة الماضية؟. وهل من خطة واضحة المعالم لعودة المدرسة والكتاب المدرسى إلى سابق عهدهما؟.
لقد بدأ ماراثون الدروس الخصوصية مع بداية شهر أغسطس وتهافت الطلبة على المدرسين المتميزين ليحجزوا أماكنهم، وباتت المعادلة مقلوبة فأغلب أولياء الأمور لا يرون أى داع لذهاب أولادهم إلى المدرسة، لأنها أصبحت مضيعة لوقت أولادهم الطلبة. وإذا كان هذا هو الحال فلماذا نظل نضحك على أنفسنا وننفق المليارات على المدارس فى إجراءات شكلية لا تسمن من علم ولا تغنى عن نهم الطلبة للدروس الخصوصية؟. ورغم مرور السنوات وتعاقب الوزراء على وزارة التربية والتعليم فإن الأمر أصبح واقعا مريرا لا تملك الدولة منه فكاكا.
إننى أطالب بإجراءات حاسمة للقضاء على الدروس الخصوصية أو إلغاء المدارس والعودة إلى نظام التعليم المنزلى، ولا يقدح فى ذلك ما سوف يقرره البعض من أن الأمر بإيدى أولياء الأمور لأننا جميعا نضطر إلى إلحاق أولادنا بالدروس الخصوصية، حيث الاهتمام والتحصيل وحصد الدرجات، ولو أمعنا النظر فى أسلوب التعليم بهذه الوسيلة سوف نصطدم بشيوع أسلوب الحفظ والصم والتلقين بعيدا عن المعامل والتجارب والورش المدرسية التى يمكن أن تسهم فى ربط العملية التعليمية بالواقع العملى أو حتى التمهيد لتخريج طالب يربط بين ما درسه وما سوف يطبقه فى الحياة من خلال العلم الذى نهل منه.
لقد كنا ننتظر من الوزير الجديد بأرقة أمل فى الأيام الماضية لكى يخبرنا كيف نخرج من كابوس التعليم النمطى السائد الآن إلى وسائل وأساليب تعليمية تواكب العالم المتحضر وإنا لمنتظرون.
