اعتبر تركى الدخيل الإعلامى السعودى بقناة العربية أن أخطر قضيتين تواجهان الصحافة العربية هما عدم احترام المهنية وما وصفه بالاستسهال، ونقص التدريب لكوادرها الصحفية، وانهيار منظومة القيم لديها، معتبرا أن هناك خلطا وتداخلا فى الوظائف، والكل يريد أن يرتدى جلباب الآخر، وهى القضية التى تواجهنا فى كل المجالات الآن.
وأشار الدخيل الذى استعرض تجربته فى العمل بالصحافة منذ أن كان طالبا بمطلع المرحلة الثانوية خلال حديثه فى صالون السفير السعودى بالقاهرة "المقعد" مساء أمس، إلى أن هناك خلطا بين الخبر والرأى فى الكثير من الصحف العربية، كما أنه لا يوجد توازن بين مساحة الحرية التى يشهدها الإعلام العربى والحرفية واحترام قواعد المهنة التى اعتبر أنها باتت تنتهك ليل نهار.
ونفى الدخيل أن يكون قد تعرض لأية ضغوط طوال فترة عملة بقناة العربية من جانب إدارتها فيما يتعلق باختيار ضيوف البرنامج الذى يقدمه "أضواء"، معتبرا أن الحديث عن الإعلامى المحايد "أكذوبة"، لكنه دعا إلى وجوب أن يكون موضوعيا، وأن يحترم حق المشاهد عليه فى تقديم المادة اللائقة وعدم الجور على وقته باستعراض أفكاره وآرائه ومعلوماته. نافيا أن تكون القناة ناطقة بلسان السفارات الأمريكية أو لها أجندة معينة.
واعتبر الدخيل أن الجهاد الأفغانى أكذوبة كبيرة، وأن آلاف الشباب العربى، خصوصا من مصر والسعودية ومن دول إسلامية قد غرر بهم لمصلحة الولايات المتحدة التى دربتهم وأوهمتهم بأنهم يقاتلون لتحرير أفغانستان من الغزو الشيوعى، ثم ما لبثوا أن انقلبوا عليها وفقا لمقولة "انقلب السحر على الساحر".
وأشار الدخيل إلى أنه كان واحدا من أولئك الذين تم التغرير بهم وأسرهم الجهاد فى أفغانستان، واستهجن الحديث عن أنه كان من أجل مكافحة الشيوعية، وقال: "إن العالم العربى يشهد نموا ملحوظا للتيار الدينى، خصوصا من جانب الإخوان المسلمين الذين اعتبر أنهم نجحوا فى الانتشار بين قطاع الشباب خلال فترة السبعينيات من القرن الماضى، بعد نكسة يونيو 1967، والعزف على وتر إقناعهم بفشل التجارب الشيوعية والعلمانية، وأنه آن الأوان للعودة إلى الدين".
وأكد على أن المسئولية دائما تقع على المجتمع فى تربية تلك الأجيال ولغة الخطابة المتشددة التى كان لها الأثر الكبير فى إقناع الشباب، وأنه يجب على الإعلاميين اجتياز مرحلة فرض الرأى والانتقال إلى احترام جميع طبقات المجتمع باختلاف ثقافاتهم.
وشهد صالون السفير السعودى حضورا مداخلة لوزير التعليم العالى د. هانى هلال عن أهمية استخدام الصحافة الإلكترونية والوسائط الجديدة فى مخاطبة شرائح الشباب.
كان السفير هشام محيى الدين ناظر استهل الصالون بالدعاء لروح الفقيد الراحل وزير الخارجية السابق أحمد ماهر الذى كان أحد الضيوف البارزين لهذا الصالون.
الدخيل: الجهاد الأفغانى أكذوبة.. و"الإخوان" انتشروا بفضل "النكسة"
الخميس، 30 سبتمبر 2010 04:10 م
الإعلامى تركى الدخيل خلال لقائه بالمثقفين فى صالون السفير السعودى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة