"الجنوبيون" يؤسسون هيئة لدعم وحدة السودان

فى أول تحرك من السودانين المقيمين بالقاهرة، وخاصة المنتمين إلى جنوب السودان لمواجهة دعاوى الانفصال، خاصة مع اقتراب موعد الاستفتاء على حق الجنوب فى تقرير مصيره، المقرر له فى التاسع من يناير المقبل، كون عدد من الجنوبيين تجمعاً مدنياً يهدف إلى تحفيز الجنوبيين على اختيار خيار الوحدة، وأعلن مساء أمس الأربعاء فى مقر السفارة السودانية بالقاهرة عن الاجتماع التأسيسى الأول لهذا التجمع الذى اختاروا له اسم "الهيئة الشعبية القمية للاستفتاء ودعم الوحدة".

جفور مكوى الأمين العام للهيئة قال لليوم السابع على هامش الاحتفالية إن "الهيئة بدأت عملها منذ شهر تقريباً بعد انتخاب الهيئة التأسيسية، وبعدها قامت الهيئة بجوالات على مكاتب الأحزاب السودانية الموجودة فى القاهرة، حيث التقوا الدكتور فارمينا مدير مكتب حكومة جنوب السودان بالقاهرة الذى استقبل وفد الهيئة بترحاب كبير، مشيداً بدور الهيئة بعد أن شرحنا له أهدافها التى لاقت قبولاً وسط الجنوبيين الداعمين للوحدة"، لافتا إلى وجود تنسيق بين الهيئة الموجود فى القاهرة وعدد من الهيئات الممثالة فى واشنطن والرياض.

ونفى جفور أن تكون الهيئة قد تأسست بدافع من المؤتمر الوطنى الحاكم، وقال إنها تأسست بمبادرة من أبناء الجنوب، وهى تعبر عن تحرك شعبى ممن رأوا أنه قد حان الوقت لتبصير الجنوبيين المقيمين فى مصر لمخاطر الانفصال عن السودان الوطن، ومحاسن الوحدة، مشيراً إلى أنه تم إعداد فعاليات أخرى ستقوم بها الهيئة خلال الأيام القادمة، منها مؤتمر جماهيرى ستعقده فى الرابع من أكتوبر المقبل لتوزيع الشنط المدرسية على السودانيين تحت رعاية سفير السودان بالقاهرة الفريق عبد الرحمن سر الختم، بالإضافة إلى ندوة إقليمية سيتم تنظيمها فى العاشر من أكتوبر أيضاً بالتعاون مع اتحاد الطلاب السودانيين تتناول الوضع السياسى فى السودان، وسيحاضر فيها الدكتور ربونا مالوال مستشار الرئيس السودانى ومايكل روات مستشار ولاية النيل الأبيض وكذلك القيادية الجنوبية هيلين أولير.

وحول مصادر تمويل الهيئة، قال جفور إنها هيئة شعبية، ولا تتلقى أى تبرعات من أحد، ولكنها تتعاون مع جهات وطنية فى تنظيم فعالياتها، مثل تعاونها مع السفارة السودانية فى القاهرة لاستضافة الاجتماع التأسيسى الأول للهيئة.

وأضاف جفور "الهيئة تتشكل من منظمات مدنية وأحزاب سياسية وبعض أعضاء الحركة الشعبية القومية، حيث يتولى رئاستها العقيد معاش أندرو قوات فرجوك، وهو حنوبى خدم بجيش القوى الشعبية المسلحة".

وخلال اللقاء التأسيسى الاول الذى عقد تحت شعار "السودان الواحد يجمعنا"، وحضره سفير السودان بالقاهرة ومدير مكتب حكومة جنوب السودان، وعدد كبير من الجالية السودانية المقيمة بالقاهرة، وخاصة الجنوبية، تحدث عدد من ممثلى الجالية والأحزاب فى كلمات أكدت كلها على ضرورة أن يظل السودان موحداً، ورفض أية محاولة أو اتجاه للانفصال، مطالبين أبناء الجنوب بالاستماع إلى صوت العقل الذى يدعو للوحدة ونبذ الانفصال.

الدكتور وليد السيد مدير مكتب حزب المؤتمر الوطنى بالقاهرة، قال فى كلمته الحماسية أن السودان يمر الآن بوقت حرج، يحتاج إلى أن يتنازل الجميع عن الانتماءات السياسية ورفع صوت السودان الواحد، مطالباً قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان بالتمسك بمشاعر المطالبين بالوحدة، لافتا إلى أن السودان دائما محل استهداف من أعدائه، معتبرا أن الوحدة هى صمام الأمان.