«مماليك» الجبلاية.. وشيخ العرب همام!

الخميس، 30 سبتمبر 2010 09:21 م
«مماليك» الجبلاية.. وشيخ العرب همام! محمود طاهر
رؤية- إبراهيم ربيع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يستطيع التليفزيون المصرى أن ينتج مسلسلا ملحميا عن حقبة من تاريخ الجبلاية المسماة مجازا اتحاد الكرة.. وهو يضمن نجاح العمل وتحقيق أعلى نسبة مشاهدة لأنه على الأقل عاش فى قلب هذه الحقبة من خلال رئيسه المهندس أسامة الشيخ كطرف أساسى فى ملحمة حقوق البث الفضائى التى قدمت لنا صورة كربونية لطبيعة النزاعات ذات الطابع الخاص على مملكة أو أموال أو زعامة، كان المماليك فى تاريخ مضى الأكثر واقعية فى التعبير عنها حيث كانت الخيانة والتصفية وبيع الضمائر والاخلاقيات أسلوب حياة قبل أن يتدخل القدر ويرسل إلى مصر محمد على العبقرى الذى أسعفته عبقريته إلى أسهل وأبرع خطة لاقتلاع المماليك من الجذور وهى الخطة الأشهر والأكثر تداولا بين الصغار والكبار والمسماة بمذبحة القلعة.

وقريبا شاهدنا فى رمضان ملحمة شيخ العرب همام الذى أدخل نفسه فى محرقة المماليك وكاد ينتصر لولا الخيانة من أقرب أصدقائه ومعاونيه إسماعيل الهوارى.. ولم يكن همام بنفس نفوذ وقوة وسيطرة السلطان محمد على حتى لو كان فى منهج حياته أكثر ثراء فى القيم الأخلاقية والإنسانية وسابقا عصره فى تخطى حواجز التقاليد والموروثات خاصة التى تعيق طموحاته وإنسانيته.

ولو أننا أخذنا من تاريخ الجبلاية قصة حقوق البث كحقبة شديدة التعبير عن نزاعات الأفراد حول الجاه والمنصب والمال إضرارا بالصالح العام الذى نعرف أن المماليك كانوا نموذجا فريدا فى التضحية به وبالبلاد والعباد من أجل الانفراد بالحكم.. لوجدنا أن رجال الجبلاية حتى لو لم يعرفوا التاريخ تدفعهم فطرتهم إلى السلوك «المماليكى».. فهم جميعا ضد خطر الغريب.. يتوحدون وينسون نزاعاتهم الشخصية من أجل التخلص منه أولا.. وعندما ينجزون ذلك يعودون للالتفات لبعضهم البعض نفيا وتشريدا وتشنيعا.

ونحن نرى الآن كيف أصبح زاهر وأبوريدة ضد بعضهما البعض بسبب المحاولات التى يبذلها الأخير للإصلاح لأنه شخصية دولية مصرية تمثل شمال أفريقيا فى الاتحادين الدولى والأفريقى وهذا لا يرضى زاهر.. وأيمن يونس ضد زاهر ومجدى عبدالغنى.. وإذا كان حديثنا وتناولنا يخص حقوق البث بمنافعها العامة والخاصة، فإنه من الطبيعى أن ينضم مماليك آخرون من ضواحى الجبلاية ليشاركوا فى النزاع لأن عوائد البث تعم وتخص فى نفس الوقت.. فيدخل مثلا حسن حمدى رئيس النادى الأهلى ورئيس وكالة الأهرام للإعلان ورئيس رابطة الأندية المحترفة.. أى أنه الشارى والبائع والوسيط والمتصرف فى شؤون مملكة المماليك.. ومعه يأتى مماليك آخرون من القنوات الفضائية، وهى قنوات تعلم جيدا ما هى حدود النزاعات بين المماليك وتعرف أن الجميع الأساس عندهم أن يوزعوا «ولايات» كرة القدم المصرية على أنفسهم قبل أن يوزعوا عوائد البث على أصحابها من الأندية التى تشبه شعوب مملكة المماليك مقهورة لا تأكل ولا تشرب وليس لها قدرة على الاعتراض وليس لها قدرة أيضا على مقاومة الاندثار.. هذه القنوات تريد عدالة توزيع المنافع وليس عدالة البيع والشراء وتريد أن تشترى البضاعة بخمسة قروش وهى تساوى خمسة آلاف.. وطبعا نحن نعرف استحالة أن يحب المملوك مملوكا ينازعه السلطة.. ومن التعايش مع النزاعات والعلاقات اكتشف المماليك أن غريبا فى مملكتهم.. غريب ليس بالاسم والصفة لأنهم يعرفونه لكنه غريب فى طباعه لأنه ذكرهم بالأمير عثمان القائد المملوكى الذى هرب من على بك وهو فى الطريق لقتله فى مسلسل شيخ العرب همام، وكان رجلا يقف فى وجه شيخ البلد إبراهيم بك وقال له أنت ضعيف كالناموسة.. هذا الغريب فى مملكة الجبلاية كان طبعا المهندس محمود طاهر.. وكان مكلفا بوضع أجندة ببيع الحقوق.. ولأنه رجل أعمال ناجح.. استفاض فى الدراسة وحدد سيناريو البيع لكن زاهر وجده حالما بأرقامه الغريبة، وعندما أدركوا أن حلمه قد يصبح واقعا أعادوا ترتيب الأولويات.. وجد سمير زاهر أن أولوية الصداقة وشهامة طاهر التى ساعدته فى محنته نفسيا وماديا حتى عاد إلى موقعه لابد أن تتراجع وتتقدم أولوية أخرى وهى تحقيق الذات مع مماليك آخرين عمرهم طويل فى الحكم وفى البيزنس وفى توفير أكبر حجم من المنفعة.. وحاول محمود طاهر «شيخ العرب همام» أن يقاوم الخديعة وكشف الفساد داخل الجبلاية ويحاول حشد المتعاطفين معه من كل الجهات، لكن «الحبكة» الدرامية لمماليك العصر الحديث كانت أكبر من محاولاته فانهزم وترك المملكة وتوجه باستقالته للمهندس حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة الذى تصب عنده كل هموم الرياضة المصرية ومطلوب منه أن يقفز فى جبلاية مليئة بالذئاب والنمور والأسود والقرود ليخرج منها فاقد النطق وفاقد الحركة لا يستطيع أن يأمر بقرار.. فيضطر إلى الانتظار لعل المماليك يأكلون بعضهم البعض أو تتاح الظروف لأن تتم دعوتهم إلى «مذبحة لوائح» حيث يصعب الآن أن نوفر قلعة أو نذبح ونرى دماء.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة