نادى النوبة العام منذ إنشائه مع مطلع القرن الماضى له لوائحه التى يجب أن تحترم، ولعلى أذكر الغالبية العظمى من الإخوة والأخوات أن مجتمعنا النوبى لن يمر فى الفترة الحالية بعثرات كما يعتقد البعض منا معلقين أن لنادى النوبة العام دور هام فى التصدى لتلك العثرات لأنه ببساطة شديدة الحكومة فقط هى التى فى يدها كل شىء تقترح وتنفذ ما يحلو لها فى حل جميع المشكلات من أقصاها لأقصاها بدليل ما شاهدناه فى الفترة السابقة، رغم كل ما تناوله النوبيون من رؤى وأفكار ومقترحات حول إعادة توطين النوبيين فى قرانا لم يكن للنوبيين ولا للنادى ولا الجبهات إياها أى دور حقيقى، فالدولة هى التى اقترحت وأيضا هى التى نفذت مقترحاتها سواء بالترغيب أو الترهيب، بل على العكس، لولا الجهات التنفيذية والنيابية فى أسوان والنوبة لتعثرنا بسبب التحزبات هنا وهناك أحيانا النادى كطرف ولجان المتابعات كطرف آخر، وقد تعاملنا جميعا كفرقاء وليسنا كإخوة نوبيين متحابين ومتسامحين.
وعليه أقول وبهدوء شديد لمن يتمسحون بالإبقاء على رئيس النادى ليغتصب من جديد دورة غير دورته، حرام عليكم عودوا إلى ضمائركم فى هذا الشهر الفضيل وراعوا ضمائركم وأنتم تؤدون صلواتكم فى التراويح والتهجد وتسألون أنفسكم ماذا يعيب رئيس النادى لو تراجع قليلا إلى منصب نائب أول الرئيس باعتباره مغتصبا دورة الكنوز فلا يجوز لهم أن يولوا فيما بينهم نائبا لهم لأنه حق مغتصب.
للجواب على هذا السؤال يمكننى أن أعود بذاكرة اطلاعاتى لأحوال النوبيين منذ ما يقرب من مائة عام تقريبا عبر صحافة النوبة زمان وتحديدا من مجلة النوبة الحديثة فى العقد الثانى أى فى العشرينيات، فمنذ إنشاء نادى النوبة العام كانت اللوائح المتبعة هى نفس لوائح اليوم رئاسة النادى كانت بالتناوب إلا أن نائب الأمة عن النوبيين فى ذلك الوقت بصفته كان هو الرئيس الشرفى لنادى النوبة العام أعتقد إذا لم تخنى الذاكرة كان اسمه سليمان نجيب "المهم أن النوبة فى هذه الفترة المشكلات التى كانت تواجهها أشد وأقوى عن وقتنا الحالى، سواء من حيث أوضاعنا الاقتصادية أو من حيث عدم استقرارنا فى قرانا نتيجة بناء خزان أسوان وتعلياته ومع ذلك كان النادى ملتزما التزاما عرفيا بتولى الرئاسة على طريقتها الحالية بينما كان نائب الأمة عن النوبة بصفته الرئيس الشرفى بل كان هو لسان حال النوبيين داخل وخارج قبة البرلمان.
معنى كلامى هذا على رئيس النادى الحالى أن يحكم ضميره، وبالتالى عليه أن يراعى رغبات الجمعية العمومية بدون عقد اجتماعات ولا غيره حتى يحتفظ بداخل عقولهم وقلوبهم بصفحة ناصعة البيضاء فى صالحه بترك المقعد للعرب عن صدر رحب ليفعلوا ما يرونه صالحا لهم دونما أن يكون هناك تلميح أو غمز أو لمز لا.. منك ولا.. من كتيبة مدافعيك وأن تسرع فى الحال قبل ليلة القدر بالتراجع عن مقعد الرئاسة لزيد أو عبيد من العرب المهم أن تتحرك إلى الوراء قليلا لمنصب النائب، بل من السهل جدا عليك وأنت فى موقع النائب الأول للرئيس أن تكون فى يدك كفة القيادة تماما كما هو الحال فى بعض الدول فى أن كفة الحكم فيها لرئيس الوزراء وليس لرئيس الدولة هذا ما نراه فى العديد من البلدان سواء فى إسرائيل أو لبنان أو فى إنجلترا وغيرها.
لماذا إذن يا سيدى هذا التكالب الشديد بتلك الصورة التى تبالغ فيها أنت ومجموعتك للاحتفاط بهذا الكرسى؟.. نعم لا ننكر أنك أضفت للنادى ولكن هذا لن يعطيك حق الاغتصاب، فالبحث عن المربع ليس بالنرجسية الزائدة عن الحد الذى قد يوصلك لتكون مغتصبا حقوق الآخرين.
هذه رسالة جمعت فيها كل ما بداخلى من أجل الحفاظ على أهم جزء فى حياتنا الاحتفاظ على كينونتنا وهدوئنا وألا نضع أنفسنا سلعة تباع وتشترى.
* مساعد مدير تحرير الجمهورية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة