تحدت نيللى كريم نفسها حينما اختارت تجسيد شخصية «منى» عندما عرض عليها المخرج سامح عبدالعزيز السيناريو وترك لها حرية اختيار الشخصية التى ترغب فى تقديمها لثقته فى اختيارها فتعاطفت نيللى كريم مع منى الفتاة المعدمة التى تحمل هم عائلتها وأشقائها الصغار وتضطر لتوزيع المخدرات وهى مجبرة، وشكل هذا دافعا لها لاقتناعها بالدور ونجاحها فى تقديمه.. ويبدو أن اقتناع نيللى بالدور وتعاطفها معه خلق تعاطفا موازيا مع المشاهدين ودفعهم للاقتناع التام بنيللى فى هذا الدور.
نيللى درست تفاصيل الشخصية وأبعادها وتاريخها وانطلقت بطبيعية شديدة وبدون أى انفعال وبدون أى «فرشة» ماكياج فى تمثيل الدور بحرفية عالية ودخلت فى مباراة تمثيلية مع فريق العمل نجحت بقدر كبير فى نيل درجة الدكتوراه فى التمثيل بفضل سيناريو محكم لأحمد عبدالله الذى تخصص فى نقل واقعية الطبقة الشعبية من خلال السينما وهاهو يستكمل واقعيته فى المسلسلات وبفضل توجيهات مخرج متميز كشف عن الممثلة داخل نيللى واستطاع أن يفجر الطاقات التمثيلية بداخل نيللى.
وربما تكون نيللى خرجت من شخصية الفتاة الارستقراطية التى حاصرتها تدريجيا بداية من دورها المميز فى فيلم «واحد صفر» مع المخرجة كاملة أبوذكرى وتجربتها العام الماضى مع المخرج شوقى الماجرى والنجم عابد فهد فى مسلسل «هدوء نسبى» لكن دخول نيللى «حارة» سامح عبدالعزيز وأحمد عبدالله كشف عن ممثلة مخضرمة تجيد التلون مع كل مشهد وكل جملة وتعطى إحساس كل جملة تمثلها مقدارها المناسب من الانفعال دون زيادة مبالغ فيها أو نقصان يفقدها الإحساس بالجملة.
فقد كشفت شخصية «منى» عن نيللى جديدة تمتلك كل أدوات الممثل فمثلت فى لحظات الصمت بعينها وبحركات وجهها ومثلت فى لحظات الغضب مشهدا تستحق أن تنال عنه الأوسكار أمام باسم السمرة عندما علم باسم الذى يجسد شخصية أمين شرطة بأن الفتاة التى يحبها تتاجر فى الحشيش وقدم الثنائى باسم السمرة ونيللى كريم مشهدا مميزا فى دراما رمضان هذا العام ومازالت نيللى تستمر فى تقديم الأفضل مع كل حلقة ورغم أن عدد مشاهدها لا يتجاوز الـ60 مشهدا لكنك تشعر وأنت تشاهد المسلسل أنها حاضرة فى كل مشهد وتتنتظر ظهورها لتستمتع كمشاهد بمشاعر حقيقية.
نيللى كريم.. سرقت الأضواء بـ60 مشهداً وأداء متميز
الجمعة، 03 سبتمبر 2010 12:27 ص