سعيد الشحات

فى مسألة الحاجز النفسى بين العرب وإسرائيل

الجمعة، 03 سبتمبر 2010 11:48 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مقاله بمجلة "نيويورك تايمز" قال الرئيس مبارك إن قضايا الحدود واللاجئين والقدس ليست العقبة الرئيسية فى طريق تحقيق السلام، وإنه سبق للفلسطينيين والإسرائيليين التوصل إلى تسوية لها فى محادثات طابا عام 2001، وأضاف الرئيس مبارك أن العقبة الأهم هى الحاجز النفسى بين العرب والإسرائيليين، لذلك فإن العمل على بناء الثقة بين الجانبين يمثل العنصر الأهم فى جهود تحقيق السلام الدائم.

أعاد الرئيس مبارك مقولة "الحاجز النفسى بين العرب وإسرائيل" إلى قاموس الصراع بين الطرفين، بعد أن اختفت منذ سنوات طويلة بفضل العربدة الإسرائيلية فى المنطقة، وعدم احترام إسرائيل لأى مواثيق دولية، وتصميمها على أن تبقى دولة احتلال تغتصب أرضا وتقتل شعبا.

لأجل كل الأسباب السابقة، لم يصمد تشخيص الرئيس الراحل أنور السادات لعقبات خلق علاقات طبيعية بين الشعب المصرى وإسرائيل، والذى حدده أيضا فى "الحاجز النفسى بين الطرفين"، فعل السادات ذلك بعد عام 1979 حين فوجئ برفض الشعب المصرى لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بعد أن فتحت سفارة ملعونة لها فى القاهرة، وبعد أن اختصر الرئيس السادات رفض الشعب المصرى لما حدث، توصل إلى تشخيص "الحاجز النفسى"، وتبارت وقتها الاجتهادات المؤيدة، وكان أشهرها آراء قالها الدكتور محمد شعلان الطبيب النفسى الشهير.

لم يصمد تشخيص السادات، لأنه كان تشخيصاً يقفز على حقائق الجغرافيا والتاريخ، فالجغرافيا تقول، وحقائق التاريخ تنطق، بأن هناك دولة فلسطين اغتصبتها إسرائيل بحروب إبادة وتشريد لشعب أعزل، فكيف يمكن اختصار الأمر بين الطرفين إلى مجرد "حاجز نفسى".

وكان من علامات عدم صمود هذا التشخيص، أنه لم يعد أحد يتذكره، كما أن الأطباء الذين تباروا فى تأييده وعملوا على ترسيخه مثل الدكتور محمد شعلان، أغلب الظن أنهم توصلوا إلى أن أسباب استمرار الصراع مع إسرائيل ليس بهذا الاختصار المخل، كما أن جرائم إسرائيل اليومية بحق الشعب الفلسطينى، وجرائمها فى كل المنطقة العربية، لم يعد يستقيم معها مثل هذا التشخيص، فماذا حدث حتى نعود إليه من جديد؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة