طهران تخترق مصر بأفلام الأنبياء عبر «الإنترنت كافيه»

«عزيزى صاحب الإنترنت كافيه.. ادينى اللينك بسرعة».. أرجوك لا تتعجب إن سمعت هذه الجملة فى أحد مقاهى الإنترنت تلك الأيام، ولا تتسرع فتفهمنى خطأ من قبيل أن «اللينك» به شىء إباحى، لكنه كان لفترة «ممنوع» سياسياً.. حل اللغز السابق ببساطة يتمثل فى انتشار مجموعة من الأفلام الإيرانية بكثرة داخل مقاهى الإنترنت كافيه، وهو ما ساهم فى تناقل روابطها وتحميلها بين شباب ومرتادى هذه الأماكن.

المصريون يعتبرون فيلم «وداعا يا صديقى» لصاحبه خدا حافظ رفيق، عملاً أكثر من رائع، فهو يأخذهم إلى «روح وريحان وعبق الشهادة وأنوار الشهداء.. يصعد بالروح إلى الملكوت الأعلى، ويذكرنا بسمو الأرواح الطيبة التى اشتراها الله فى سبيله.. ونرى من خلالها حقارة الدنيا وقذارتها، والتى قال عنها الإمام على «كرم الله وجه» يا دنيا غرّى غيرى قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة فيها».. ربما لو تأملت هذا الفيلم لبطل السبب وعرفت سر انتشار هذه الروابط، بجانب التميز فى الأداء و«الدبلجة» إلى العربية، ومناقشة القضايا بعمق وبـ«فن عال»، وهو ما تكرر أيضاً فى فيلم «ملك سليمان» الذى تم عرضه فى مهرجان «كان» السينمائى الدولى، للمخرج الإيرانى شهريار بحرانى، والذى حقق جماهيرية منقطعة النظير، وأفلام أخرى مثل «الجرذ»، و«الهروب من الكوفة»، و«ريحانة»، و«الشيخ البهائى»، و«صمت الضجيج»، و«عيسى بشير النبى أحمد«، و«طائر الكنارى».

هكذا هرب «شباب الإنترنت» إلى إيران «فنياً»، بعد أن وجدوا ضالتهم فيها، ولنا فى المسلسلات الدينية الإيرانية أسوة حسنة، بدءاً من مسلسل «النبى يوسف»، ومروراً بـ«نبى الله إبراهيم»، ونهاية بـ«البراءة المذبوحة» و«كانت ملاكاً»، والسبب فى ذلك هو «الحظر» الرسمى على هذه النوعية من المسلسلات المشتبكة دينياً وسياسياً.

أضف إلى ذلك معلومة، ربما كانت غائبة عن البعض منا، هى أن إيران أطلقت قناة أفلام إيرانية باللغة العربية على القمرين الصناعيين «عرب سات» و«نايل سات»، وبعد أن غزت الأفلام التركية السوق المصرية، فضلت طهران أن تخوض المعركة، ودخلت السباق، لدرجة أنه تم عرض خمسة أفلام إيرانية ضمن برنامج خاص فى مركز الثقافة السينمائية بالقاهرة، التابع للمركز القومى للسينما بمصر، فى شهر مارس الماضى، رغم قطع العلاقات السياسية الرسمية بين مصر وإيران منذ 31 عاماً، وهى أفلام حاصلة على كثير من الجوائز فى مهرجانات دولية كبرى، ومن إخراج نساء من عائلة المخرج البارز محسن مخملباف، وهن ابنتاه سميرة وهنا وزوجته مرضية.