لم أسع لشراء جريدة الدستور ولكنى حسبتها بمنطق البيزنس ووجدتها صفقة رابحة.. والسياسة التحريرية للصحيفة تغيرت قبل أن أشتريها

السيد البدوى: الوفد سيخوض انتخابات البرلمان إذا خاضها الإخوان وسنأخذ مقاعدنا منهم وليس من الحزب الوطنى

الجمعة، 03 سبتمبر 2010 12:43 ص
السيد البدوى: الوفد سيخوض انتخابات البرلمان إذا خاضها الإخوان وسنأخذ مقاعدنا منهم وليس من الحزب الوطنى السيد البدوى
حوار- محمد إسماعيل - تصوير- ماهر إسكندر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحول الدكتور السيد البدوى خلال الشهور الماضية إلى سؤال كبير فى عالم السياسة والإعلام.. منذ أن نجح فى الوصول إلى رئاسة حزب الوفد فى انتخابات ديمقراطية، وأصبح الحزب من وقتها موضع الأنظار فيما يتعلق بكيفية تحقيقه للمكاسب التى تؤهله بالفعل إلى زعامة المعارضة، وبينما يتواصل الجدل حول هذه القضية، فاجأ البدوى الجميع بشراء صحيفة «الدستور».. حول هذه القضايا وغيرها يأتى حوار البدوى مع «اليوم السابع»




> لماذا اشتريت جريدة الدستور؟
- الحقيقة أنا لم أكن أسعى لشراء الدستور لكن صديقى رضا إدوارد تلقى عرضا لشراء الدستور، فتحدث معى وقررنا سويا أن نشترى الدستور لكى نحافظ على صحيفة وطنية محترمة ونطورها لكى تكون نموذجا للصحافة المستقلة الوطنية المتوازنة.

> هل تسعى لان تكون روبرت ماردوخ المصرى وتكون آلة إعلامية موازية لإعلام الدولة؟
- ماردوخ رجل أسترالى أمريكى ومؤيد للاتجاه الصهيونى، أما أنا فليس لدى أجندة خاصة فى حياتى، وسبق من قبل أن عرضوا علىّ التعيين فى انتخابات مجلس الشورى عام 2002 واعتذرت.

> هل شعرت أنك أصبحت مثارا لقلق السلطة بعد صفقة الدستور؟
- نعم كان هناك قلق عام منى، والبعض ظن أننى لدى أجندة خاصة على الرغم من أن الأجندة الوحيدة التى أسعى لتحقيقها هى إعادة بناء هذا الحزب لكى يعود مرة أخرى إلى المكانة التى يستحقها ويصبح حزبا قادرا على تداول السلطة، ويوم يعود الوفد إلى مكانته الطبيعية سأعتزل العمل السياسى وأتفرغ لإدارة أعمالى الخاصة.

> بمنطق «البيزنس»، هل كانت صفقة الدستور خاسرة أم رابحة؟
- رابحة للغاية وأنا اشتريت الدستور بمنطق البيزنس لأن أرقام توزيعها أذهلتنى وأحزنتنى فى الوقت نفسه على صحيفة الوفد لأنها ذكرتنى بتوزيع الوفد زمان.

> البعض اعتبر شراءك للدستور تعبيرا عن الفشل فى إصلاح جريدة الوفد؟
- لن أترك الوفد هكذا، والجريدة ستخضع للتطوير وسيكون هناك مجلس تحرير مسؤول عن الصحيفة يطبق السياسة التى يضعها المكتب التنفيذى للحزب.

> ماهى خطتك لتطوير الدستور؟
- انتظروا الدستور والوفد أيضا بعد يوم 20 سبتمبر القادم.

> هل ستتدخل لتعديل السياسة التحريرية للدستور؟
- أنا لا أتدخل فى أى وسيلة إعلام أمتلكها، فمثلا أنا لم أظهر فى قنوات الحياة لا بالصوت ولا بالصورة منذ تأسيسها وحتى الآن لدرجة أن كل الفضائيات أذاعت نتيجة انتخابات حزب الوفد ولم يعلن فى قناة الحياة لأنى مؤمن أن أى وسيلة إعلام سواء كانت مطبوعة أو مرئية هى ملك للناس وليست ملكا لصاحبها.

> ألا ترى أن الدستور تحتاج لتدخل؟
- سأترك هذا الامر لرئيس التحرير وسأتابع الموقف، ومن المقرر ان يتم تشكيل مجلس إدارة لصحيفة الدستور يضم فى عضويته رئيس التحرير ورئيس التحرير التنفيذى، إلى جانب مجموعة من الشخصيات العامة المشهود لها بالحياد والوطنية لوضع السياسة العامة للصحيفة.

> هل ستسمح بالهجوم على الوفد فى الدستور؟
- طبعا وسأقبل بهجوم الدستور علىّ شخصيا وسأقبل أيضا أن أتعرض للهجوم على صفحات الوفد.

> هل ستقبل بالهجوم على الرئيس ونجله فى الدستور؟
- هناك فارق بين الهجوم والانتقاد..أنا شخصيا ضد الهجوم الشخصى على أى مسؤول ولكنى مع نقد السياسة العامة لأى مسؤول، واعتقد أن السياسة التحريرية للدستور فى هذه النقطة تغيرت منذ حوالى 6 أو7 أشهر فأصبح النقد موضوعيا،

> هل تفكر فى الترشيح لرئاسة الجمهورية؟
- ليس من طموحاتى أن أكون مرشحا سابقا للرئاسة وإذا قرر الوفد المشاركة فى انتخابات الرئاسة سنفتح باب الترشيح لمن يرغب من أعضاء الهيئة وسنجرى انتخابات داخلية بين أعضاء الجمعية العمومية لاختيار مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية.

> بمناسبة الوفد كيف ترى موقع الحزب من المشهد السياسى المصرى بعد مرور 3 أشهر على توليك رئاسة الحزب؟
- عندما تعهدت فى برنامجى الانتخابى بإعادة الوفد إلى صدارة المشهد السياسى المصرى خلال 18 شهرا كان لدى تصور أن الوفد يحتاج كل هذه المدة كى يستعيد مكانته كضمير لهذه الأمة، لكنى فوجئت أن الوفد استعاد مكانته خلال 3 أشهر فقط وبالفعل وهذه ليست «شطارة» منى وإنما السبب هو ثقة الشعب المصرى فى حزب الوفد.

> هناك اعتقاد بأن النظام المصرى يسعى إلى تثبيت اليمين الليبرالى ممثلا فى الوفد كمنافس له بدلا من اليمين الدينى ممثلا فى الإخوان، تعتقد أن هذا هو اتجاه النظام بالفعل؟
- لو أن هذا هو اتجاه الدولة فهو اتجاه طيب للغاية وسأكون سعيدا به لأن أى إنسان وطنى ويبحث عن ديمقراطية حقيقية يدرك أن الديمقراطية ترتكز على مجموعة من الركائز أهمها تداول السلطة، وهو الأمر الذى سيحدث إذا كان هناك حزبان أو أكثر قادران على تداول السلطة فإذا كانت الدولة رحبت بالوفد ورأت أنه قادر على تداول السلطة والمنافسة وأنه من الممكن أن يحل محل تيارات أخرى موجودة فى الشارع فأنا أعتبر أن هذه نقطة إيجابية وأتمنى أن يكون ذلك صحيحا، لأنه فى هذه الحالة يمكننى أن أقول إن النظام جاد فى إحداث ديمقراطية حقيقية وتداول السلطة وأنا أستبعد حدوث ذلك.

> هل تظن أن الوفد سيحصل على كوتة كبيرة من مقاعد مجلس الشعب إذا قرر المشاركة فى الانتخابات؟
- الكوتة تعنى منحة أو صفقة والوفد والقائمون على إدارته أذكى من أن يقدموا على انتحار سياسى لأن عقد صفقة انتخابية مع الوطنى هو بمثابة انتحار سياسى لأى حزب، وما الداعى للحصول على عدد كبير من مقاعد مجلس الشعب.. 5 مقاعد فى مجلس الشعب تستوى مع 200 مقعد طالما أننى لن أحصل على الأغلبية.

> هناك تخوف من أن الدولة ستزور الانتخابات لصالح مرشحى الاحزاب؟
- إذا نجح نائب من الوفد بالتزوير أو بشبهة التزوير أعتقد أن الهيئة العليا ستجتمع وتتخذ قرارا بفصله إذا لم يتقدم هو باستقالته فنحن نحافظ على تاريخ الوفد.

> حزب الوفد خرج من انتخابات الشورى صفر اليدين الا يعطيك هذا مؤشرا على الطريقة التى ستسير بها انتخابات مجلس الشعب؟
- هذا يثبت أن الوفد لا يعقد صفقات رغم ما أثير عن أن الإدارة السابقة للحزب عقدت صفقة مع الوطنى، وللعلم ماحدث فى انتخابات الشورى هو الذى دفعنا إلى التفكير فى خوض الانتخابات من عدمه ودفعنى إلى أن أتحمل مسؤولية هذا القرار وأن أدعو الجمعية العمومية لاتخاذ قرار.

> قلت إن رد حزب الوفد سيكون قاسيا إذا لم يستجب النظام للضمانات الانتخابية، كيف هذا؟
- مقاطعة حزب الوفد للانتخابات رد قوى جدا ومسألة خطيرة على الوفد، وأيضا على الدولة وقاسية على الرأى العام.. أنا أتمنى ألا تحدث وأتمنى أن تكون هناك استجابة للضمانات التى طرحناها وأن تأتى الانتخابات القادمة معبرة تعبيرا حقيقيا عن إرادة الناخبين، ولدى أمل ألا تكون الانتخابات القادمة بالصورة التى شهدتها انتخابات الشورى.

> هناك اعتقاد داخل الحزب بأن مقاطعة انتخابات 1990 كانت خطأ فهل يقدم الوفد على نفس القرار؟
- الأحزاب السياسية وجدت لكى تخوض الانتخابات وأذكر أننا عندما اتخذنا قرار المقاطعة عام 1990 كنت عضوا بالهيئة العليا وصوّتُّ لصالح خوض الانتخابات وكنا عددا محدودا جدا.

> دعاة المقاطعة يؤكدون أن المقاطعة تسحب الشرعية من النظام.. ما رأيك؟
- هذا شعار لا يستند إلى أى قواعد سياسية، وأذكر أننا عندما قاطعنا الانتخابات فى 1990 وأكدنا وقتها ان الهدف من المقاطعة هو سحب الشرعية من النظام، وهو نفس الكلام الذى يردده الآن مجموعة حديثة العهد بالعمل السياسى، بعضهم أساتذة فى العلوم السياسية ووطنيون مخلصون ومهتمون بالشأن العام والشأن المصرى، لكن للأسف ليست لديهم تجارب ويعتمدون فقط على النظريات المدونة فى الكتب ومازلت إلى الآن أحتفظ بوثيقة مقاطعة الانتخابات عام 1990 والتى وقع عليها فؤاد سراج الدين وإبراهيم شكرى ومأمون الهضيبى ومصطفى كامل مراد، ولم يشارك سوى التجمع وجرت الانتخابات وكانت نزيهة جدا ولم نتمكن من سحب الشرعية من النظام.

> فى تقديرك الشخصى، هل خسر الوفد فى هذه التجربة؟
- بالتأكيد فبعد أن كان لدينا 39 نائبا فى برلمان 87 بالإضافة إلى 19 نائبا حصلوا على أحكام نهائية بأحقيتهم فى عضوية مجلس الشعب وتسلموا بطاقات العضوية من وزارة الداخلية، وكاد العدد أن يرتفع إلى 58 نائبا لولا قرار حل مجلس الشعب، فى المقابل نجح 5 نواب بالكاد فى برلمان 95 بعد مقاطعة الانتخابات.

> ما رأيك الشخصى بشأن المشاركة فى الانتخابات؟
- رأيى الشخصى الذى لن أتردد فى أن أعلنه هو دخول الانتخابات لكن فى النهاية أنا واحد بين 2200 عضو بالجمعية العمومية.

> ماذا لوشارك الإخوان فى الانتخابات؟
- إذا شارك الإخوان سيشارك الوفد وهذا أمر محسوم حتى لو اختلف هذا الرأى مع رأى الجمعية العمومية التى أعتقد أنها ستجمع على المشاركة وقتها، وإلا فلنحول الحزب إلى ناد اجتماعى.

> لماذا تربط مشاركة الوفد بمشاركة الإخوان؟
- لأننى لايمكن أن أترك الساحة خالية، فالقوى السياسية التى أتنافس معها هى الحزب الوطنى والإخوان ولا توجد قوى أخرى مع احترامى لباقى الأحزاب السياسية، وبناء على هذا التقسيم فإن الحزب الوطنى له نسبة من مقاعد مجلس الشعب لن يتخلى عنها ومن ثم فالتنافس بينى وبين الإخوان لأن الفراغ الذى تركته الأحزاب السياسية شغله الإخوان ولابد من خلال المنافسة السياسية الشريفة أن نستعيد جزءا من هذه المقاعد المفقودة.

> تقصد مقاعد الإخوان الـ88؟
- هناك حوالى 120 مقعدا يجب أن ننافس عليها، من بينها مقاعد الإخوان الـ88 ومقاعد المستقلين لكننا سنخلى بعض الدوائر للمستقلين الذين نرى أنهم رموز وطنية مصرية مستقلة.

> مثل من؟
- حمدين صباحى وجمال زهران وسعد عبود والشخصيات التى نرى أن وجودها فى البرلمان أمر مهم.

> هل التنسيق بين الوفد والإخوان فى انتخابات الشعب أمر وارد؟
- ليس واردا على الإطلاق ولا تحالف مع الإخوان المسلمين.

> أليس غريبا أنك تعتبر الاخوان هم المنافس الرئيسى للوفد فى الساحة السياسية وفى الوقت نفسه تقبل على زيارة مكتب الإرشاد؟
- أنا لست أول رئيس للوفد يزور مكتب الارشاد.. الدكتور نعمان جمعة سبق أن زارهم، ومحمود أباظة أيضا والحوار مع الاخوان المسلمين سيظل قائما، والاخوان يربطهم بالوفد علاقات تاريخية قديمة.. الوفد يعود تاريخه إلى عام 1919 والاخوان إلى 1928 وهناك علاقات منافسة سياسية تصل إلى درجة الصراع فى بعض الاوقات، لكن كان هناك حوار مفتوح بين الوفد والاخوان منذ عام 1928 وحتى اليوم وسيظل الحوار قائما كما سيظل قائما مع اى قوى سياسية اخرى نتفق او نختلف معها بدءا من الحزب الوطنى وانتهاء بالإخوان.

> هناك تخوف من أن يصل هذا الحوار إلى التهاون فى ثوابت حزب الوفد لاسيما بعد توليك رئاسة الحزب؟
- أنا تربطنى علاقة طيبة بالإخوان المسلمين بشكل سياسى وشخصى لكن هذه العلاقات لن تعنى أبدا اننى سأتنكر لثوابت الوفد فنحن لدينا ثوابت فى الوفد وهذه الثوابت بالنسبة لى شىء مقدس.

> أنت متهم بالتفريط وانتهاك هذه الثوابت؟
- من ير أننى انتهكت هذه الثوابت لديه وجهة نظر قاصرة وفى بعض الاحيان مغرضة، وبعضهم يبحث عن شىء يفسد به المشهد العام الذى تحقق للوفد، والحمد لله ان هولاء قلة قليلة لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة وليسوا من القيادات وانما من الذين كانوا يستفيدون من الوفد وأنا أغلقت الباب أمام اى تربح باسم الوفد وهولاء بالتأكيد سيستثمرون اى ثغرة للمرور منها.

> المفكر القبطى كمال زاخر ذكر فى بيان استقالته من الوفد أسبابا رأى فيها انك انتهكت ثوابت الحزب فما ردك؟
- زيارة الاخوان لم تتضمن أى خروج عن ثوابت الوفد، فقد تحدثت اثناء الزيارة عن الوحدة الوطنية والدولة المدنية والمواطنة، وعندما استقبلت الاخوان فى الوفد كانت زيارة ودية وأكدت بعد الزيارة اننى ضد الدولة الدينية وضد قيام حزب على أساس دينى أوطائفى أو فئوى ولذلك انا لن أعتذر عن زيارة الاخوان كما طلب فى استقالته ولنألغى اللجنة الدينية كما طلب أيضا.

> ما رأيك فى حركة «مصريون ضد ارتداد الوفد» التى أعلن كمال زاخر عن تأسيسها؟
- أنا تحدثت مع كمال زاخر وقلت له انا معاك فى هذه الحركة لانى لن أسمح بارتداد الوفد عن ثوابته.

> البيان التأسيسى للحركة أعرب عن خشيته من اختراق الاخوان للوفد فما رأيك؟
- هذا نوع من الارهاب الفكرى والضغط وتحريض السلطة ضد الوفد وكل هذا لن يؤثر فىّ لانه لم ولن ينضم إخوانى واحد إلى الوفد، والعضوية الجديدة التى تأتى إلى الحزب نعلن عنها فورا فى الصحف ولدينا لجنة تنظيم يرأسها السكرتير العام للحزب تفحص كل طلبات العضوية، والوفد اكبر من ان يلتهمه احد لانه حزب كبير واذا أراد الاخوان ان يلتهموا حزبا سيبحثون عن حزب صغير وليس الوفد.

> هل صحيح ان هناك اتجاها لحملة استقالات جماعية احتجاجا على تصريحاتك بشأن العلمانية؟
- منذ أن توليت رئاسة حزب الوفد لم ترد إلىّ استقالة واحدة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة