أثبتت أزمة الكهرباء فى مصر أن هناك انعدام ثقة بين المواطن والحكومة. أن المدقق فى تصريحات وزير الكهرباء والمسئولين يدرك ذلك لأننا سمعنا سيلا من التصريحات المتضاربة حول الأزمة وهناك من يهون من الأمر وهناك من ينبه إلى خطورته والبعض يصرح بأن انقطاع التيار سوف يكون لدقائق معدودة والحقيقة تؤكد أن الانقطاع يستمر لساعات طويلة وحول أسباب المشكلة اختلفت التصريحات، فمنهم من يقول إن الحرارة الشديدة تقلل من كفاءة الأجهزة، ومنهم من يرجع المشكلة إلى كثرة استعمال التكييفات والبعض يؤكد على خلل أصاب بعض مصادر الكهرباء والتعليمات التى سمعناها تقرر منع تصدير الكهرباء فى ساعات الذروة فأين الحقيقة؟ إننا فى المرحلة المقبلة نحتاج إلى طرح الحقائق كاملة دون تهوين أو تهويل. إن مطالبة الحكومة للشعب بالتعاون للخروج من هذه الأزمة لن يتحقق على الوجه المرجو إلا بعودة الثقة بين المواطن والحكومة، فالمطالبة بترشيد الاستهلاك لا يمكن أن يتحقق إلا عن قناعة أفراد الأسرة بأهمية الترشيد وقيمته وأن تجاوبه فى ذلك سوف يعود بالفائدة على مريض فى غرفة العمليات أو فقير لا يجد لمبة تضىء له مسكنه أو عاطل سوف تتوفر له الوظيفة مع إطفاء الأنوار الزائدة.
وتشجيع المواطن على توفير الطاقة وترشيد الاستهلاك يمكن أن يتم بأساليب متعددة بشرط أن نعمل جميعا على عودة الثقة بين المواطن والحكومة. إننا ندرك أن التطوير والتقدم لن يحدثا بدون التعاون وتضافر الجهود ولكن لن يحدث ذلك إلا عندما يشعر المواطن أن انقطاع الكهرباء عن منزلة يتم بالتزامن مع انقطاع الكهرباء عن (فيلا أو قصر) المسئولين الكبار وحتى الوزراء؛ ولو شاهدنا كبار المسئولين وهم يرشدون الاستهلاك فعلا فسوف نحذو حذوهم. وإذا صارحتنا الحكومة بالحقائق كاملة غير منقوصة فسوف نمد جميعا يد العون أما لو كانت الأمور تسير بتقسيم المجتمع إلى طبقات يتحمل بعضها كل المشاكل وينعم الآخرون بكل وسائل الرفاهية فإن ذلك سوف يوغر الصدور ولن نجد مشاركة فاعلة من المواطنين للأزمات المتتالية التى بدأت تجتاح المجتمع. إننا بحاجة لعودة الثقة وبحاجة لأن نشارك بالرأى فى عرض الوسائل التى تعيد الثقة كاملة بين المواطن والحكومة .
أشرف الزهوى يكتب: أزمة ثقة.. العلاج: عودة الثقة
الجمعة، 03 سبتمبر 2010 12:27 ص