أرسل فاروق عبد الرحمن يقول، لى صديق يعمل لساعات طويلة فى العمل وقد أصيب بالقلب منذ فترة، وقد حذره طبيبه المعالج بعدم إرهاق نفسه فى العمل، حيث إن هذا يشكل خطراً على صحته، وقد يؤدى به إلى الوفاة، فهل هذا صحيح؟
يجيب الدكتور جمال شعبان استشارى أمراض القلب قائلا، إن هناك دراسة أمريكية حديثة تشير إلى أن العمل لساعات طويلة يزيد من خطر الموت بأمراض القلب، إلا أن الحفاظ على اللياقة البدنية قد يقلص من هذا الخطر.
وقال أندرياس هولتمان، الذى قاد الدراسة: "الذين يعملون أكثر من 45 ساعة فى الأسبوع، يتضاعف بينهم خطر الوفاة بأمراض القلب، مقارنة بالذين يعملون ساعات عمل اعتيادية، وتقل عن 40 ساعة فى الأسبوع"، وشارك فى الدراسة، التى نشرت فى دورية "القلب"، 5 آلاف رجل أبيض، تراوحت أعمارهم بين سن 40 و59 عاماً، جرت متابعتهم على مدى زاد عن 30 عاماً، وقد كشفت النتائج عن أن العمل لساعات إضافية يرهق نظام القلب والأوعية الدموية مسبباً تنشيط نبضات القلب وضغط الدم، إلا أنه وفى حال التمتع بلياقة بدنية عالية، فإن الجسم يتعافى بشكل أسرع، ويقلل من الإجهاد الفسيولوجى الناجم عن العمل لساعات طويلة، وقد خلص البحث إلى أن مخاطر الوفاة من أمراض القلب الناجم عن العمل لساعات طويلة يمكن تلافيه بممارسة قدر كاف من التمارين البدنية.
ويقدر المعهد الوطنى للصحة فى الولايات المتحدة أن ما بين 3 %-5% من البالغين فقط، يمارسون التمارين البدينة لمدة نصف ساعة يومياً، خمسة أيام فى الأسبوع، وإن كانت ممارسة التمارين البدنية لمدة 30 دقيقة، ثلاث مرات فى الأسبوع، كافية لتحسين اللياقة البدنية، وهذه الدراسة تتوافق مع نتائج بحث بريطانى كشف عن أن "الأشخاص الذين يعملون أكثر من 10 ساعات فى اليوم يكونون أكثر بنحو 60% عرضة للإصابة بأمراض القلب أو النوبات القلبية مقارنة بالأشخاص الذين يعملون سبع ساعات فقط فى اليوم"، وليس من الواضح الأسباب وراء ذلك، لكن الباحثين يشيرون إلى أن كل ذلك الوقت فى العمل يعنى وقتا أقل للاسترخاء والعناية بالنفس، كما أن الإجهاد يلعب دوراً أيضا، ووجدت الدراسة أن ساعات العمل الطويلة تضر القلب حتى وإن لم يشعر الشخص بالإجهاد أو الإرهاق أو التعب جراء ساعات العمل الإضافية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة