مسلم ومسيحى يدافعان عن الوطن فى "زهر الخريف"

الأربعاء، 29 سبتمبر 2010 09:39 م
مسلم ومسيحى يدافعان عن الوطن فى "زهر الخريف" غلاف الرواية
الإسكندرية - جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ثالث أعماله الروائية "زهر الخريف" يتناول الكاتب عمار على حسن، مسيرة شابين مصريين أحدهما مسلم والآخر مسيحى، فى قرية منسية بالقرب من مدينة المنيا وسط صعيد مصر، تحارب بالرصاص والغناء اللصوص الطامعين فى القوت والبهائم فى الليل، وذلك فى الفترة بين هزيمة يونيو عام 1967 ونصر أكتوبر عام 1973.

تحتفى زهر الخريف، بالموروث القصصى الشعبى إلى جانب العديد من ألوان الفلكلور مثل العديد والأمثال والتنجيم والحكمة الإنسانية الخالصة، التى اقتطفها عمار على حسن من مصادرها الأصلية ووظفها تباعا فى نصه السردى المتدفق.

بطلا الرواية هما على عبد القادر إسماعيل وميخائيل ونيس سمعان، صديقان جمعهما حب المغامرة، وذكريات الطفولة، والخوف على ذويهما المتعبين، قادا أهاليهما فى معارك حامية دفاعا عن قريتهما الوديعة المجهدة، ضد عصابات الليل. وذهبا سويا إلى حرب 73، عاد ميخائيل شهيدا، وضاع على فى الصحراء الواسعة لتبدأ رحلة البحث عنه،

ومن الشخصيات اللافتة فى الرواية وفاء حبيبة على عبد القادر، التى لم يتزوجها سوى أسبوع واحد قبل تجنيده وذهابه إلى الحرب. كانت وفاء تطالع دوما من شرفتها الفسيحة انحناءات الشارع الذى ينتهى بجسر طويل مفتوح على المحطات التى يحل فيها الغرباء والعائدون، لعل حبيبها الغائب يهل مع أول إطلالة للنور، أو فى سكرة الليل الراحل بلا هوادة. تغمض عينيها لتراه آتيا كالقدر، يشق الظلام بجسده الفارع وإلى جانبه صديقه الحميم، وشريكه فى الكفاح ضد أولاد الليل، وحين تفتحهما لا تجد سوى الفراغ، فتنتظر فى صبر جميل، والشيب يتسلل إلى رأسها كالسم الذى يقتل فى هدوء وعلى مهل، ولا تجد أنيسة ومواسية سوى جورجيت حبيبة ميخائيل التى افتقدته إلى الأبد.

ثم تأتى شخصية رفاعى الرجل البسيط الذى قادته قدماه حتى الصعيد الأوسط، ليبيع الخبز للفلاحين، ويروى لهم حكاية مدينة باسلة، بعد أن دمر الإسرائيليون بيته ومخبزه, ثم تترى الأحداث سخية رخية ليجد رفاعى نفسه فى النهاية عائدا إلى مدينته وما حولها للبحث عن الشاب الضائع، الذى ربطته به علاقة إنسانية خاصة، تختلط بصدى صوت العيال الذين يزفونه كل صباح وهو يضحك ويوزع أرغفته، ويغنى معهم: "يا رفاعى يا بتاع العيش .. خدنا معاك ودينا الجيش".

يذكر أن رواية زهرة الخريف هى الرواية الثالثة لمؤلفها عمار على حسن، الذى سبق أن أصدر روايتين هما "حكاية شمردل" و"جدران المدى" إلى جانب مجموعتين قصصيتين هما "عرب العطيات" و"أحلام منسية".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة