محمد ترك

قل "إفساد" ولا تقل "فساد"

الأربعاء، 29 سبتمبر 2010 08:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سئمت من متابعة الأخبار والأحداث كل يوم، فالقاسم المشترك بينها دائماً يظهر لى جلياً، هل أنتم مثلى؟ هل ترون ذات القاسم المشترك؟

الكتب الخارجية.. كتب الوزارة.. قرارات العلاج على نفقة الدولة.. حكم مدينتى وآليات تنفيذه، أو أقله حفظ ماء الوجه لتنفيذ ما يمكن تنفيذه، حتى حينما استقللت سيارتى وأنا ذاهب إلى عملى اليوم، فحاولت الهروب من زحام شارعى جامعة الدول العربية والبطل أحمد عبد العزيز فأتيت إلى عملى متأخراً كالعادة لأننى فى كل يوم أستيقظ متفائلاً واضعاً احتمال أن أذهب إلى عملى فى نصف الساعة كما هو مفترض لا فى ساعة ونصف، ولا أعلم سبباً لهذا التفاؤل المتكرر سوى أننى ربما لا أتعلم من أخطائى، ما هو القاسم المشترك فى كل ذلك؟ وفى كثير من تفاصيل الحياة اليومية لكل منا كل يوم؟

إنها حالة التردى بل التى يصل بعضها إلى الانهيار فى بعض القطاعات، إن جاز استخدام التعبير، فرغم أن المسئول عن التعليم يختلف عن المسئول عن المرور والسياحة والصحة والتنمية والصناعة، رغم اختلاف كل هؤلاء فالنتيجة واحدة، مثلما نقول "تعددت الأسباب والموت واحد"، ولا أقصد أشخاصاً بعينهم أو مسئولين علىَ تسميتهم، فأنا أتحدث عن نظام عام أصبح متعارفاً عليه، بل زد على ذلك أن شخصاً إذا أراد أن يفعل الأمر الصحيح فإنك ترى فى عيون المحيطين نظرات التعجب والحيرة إن لم تصل إلى الانتقاد، فلا تقل "فساد" ولكن قل "إفساد".. فالثمرة الصالحة وسط السلة المعطوبة لن تعيش، وكانت الرواية والمثل فيما سبق أن الثمرة المعطوبة وسط الصالحات تفسدهن، ألهذه الدرجة تبدلت الأمور وانقلبت المقاييس؟، حتى صار الحديث عن الإصلاح لا يجدى.. فالإصلاح لقطاع دون غيره وبمعزل عنه أثبتت التجربة أنه لن يكون، فالكهرباء والمياه والصرف والتليفونات يتقاسمون ذات الشوارع وذات المشتركين، وما إن لم يتم التنسيق بينهم فكل منهم سيحفر الشارع بمعزل أو ربما يتقاطع مع الآخر دون علم منه.

الإصلاح يبدأ من البشر كما بدأ الإفساد بهم، وانتهى بفساد مناحى الحياة، هل تتذكرون مشهد أحمد زكى فى فيلم "ضد الحكومة" حينما قال بصوت متحشرج "كلنا فاسدون"!!

نعم أيها السادة كلنا فاسدون، وعلينا أن نصلح من أنفسنا كى نصلح هذا الوطن وهذه الحياة، وكى لا تكون زيادة أعداد المواليد بمثابة إضافة المزيد من المشكلات والانخراط فى حياة لا يرغب أحد أن يحياها كما هى.. كى لا ننجب المزيد من الألتراس الذين يسعون فى أسوار النوادى وسيارات الأعضاء إفساداً وتحطيماً، وبعدها قطعاً لشوارع لا تسيرالسيارات بها من كثرة الزحام أساساً، حتى طال الفساد متعة الرياضة نفسها فتحول ما تبقى من استمتاع إلى جزء من ذلك القاسم المشترك الموجود فى كل مكان حتى فى البيوت.

أيها القراء الكرام أفيدونى، هل أرتدى وحدى تلك النظارة السوداء أم أن كل واحد منكم قد طالته إحدى عدساتها؟.. يا رب أكون غلطان.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة