إلى متى نستخدم مجموعة من المنشطات للجسد الميت إكلينيكياً، إنه ميت لا تفيده هذه المنشطات فى شىء، هنا أقصد التعليم، فعلاً لا يوجد لدينا تعليم بكل ما تعنى الكلمة من قصد، وهذا ما قاله الدكتور فاروق الباز، إنه وضع الحلول القاطعة لمشكلة التعليم تتلخص فى أن نتناسى أنه لدينا تعليم ونبدأ من جديد، والتعليم لابد أن يكون قضية قومية لا يهتم به الوزير فقط، التعليم لا يخص وزير التعليم، وإنما كل الناس الفلاح ورجل الشارع العادى والحكومة وكل الناس، نترك كل شىء ونهتم فقط بالتعليم؛ لأنه هو الذى سيقوم بكل شىء عندما يشتد عوده وتعود إليه الحياة من جديد، هل يمكننا أن نفعل ذلك فى القريب العاجل أو الآجل؟ لا أدرى، لكن كل ما أراه أن النفق شديد الظلمة، وأرى السيد الوزير يقوم بالتفتيش فى هذا النفق بكشاف يبعث أشعة ضعيفة، يحاول أن يرمم أركان متهاوية أتى عليها السوس والحشرات والمياه الراكدة، لن يستطيع أن يفعل شيئاً؛ لأن التعليم نظام متكامل يبدأ من المناهج غير المتناسبة مع العصر الحالى، ويمر على المعلم الذى يحارب فى كل مكان، وهو متهم من الجميع ودائماً هو المخطىء، يعمل ساعياً وكاتباً وبواباً وعاملاً فى مدرسته، فكيف يخرج لنا جيلاً يقودنا إلى التقدم، إذا كان هو نفسه لا يستطيع أن يتنفس أو يعبر عن رأيه، مكسور الظهر والإرادة، ثم المدارس التى يتلقى فيها العلم، فهى فى معظمها آيلة للسقوط، لا تصلح إلا أن تكون حظائر للماشية نحبس فيها مجموعة من الأطفال، فنعطيهم شعوراً منذ البداية بقسوة التعليم وصعوبته فيرفضونه ويهربون منه، ثم نمر على الإدارات التى تتولى عملية الإشراف على العملية التعليمية وتتابعها، فهى غير مؤهلة فى معظم العاملين فيها، وتستخدم طرق بوليسية لمتابعة المعلمين، فنجد لعبة القط والفأر تدار بينهما، وأخيراً إلى متى يستمر التعليم بهذا الوضع المهين، الذى لا نستحقه نحن كمصريين؟ فنحن نستحق الكثير والكثير، نستحق أن يكون لدينا تعليم على أعلى مستوى حتى نستثمر المواهب العملاقة التى توجد فى عقول شبابنا وأطفالنا ويقتلها نظام التعليم العقيم، نحن ننتظر أن ينادى الجميع بمشروع قومى نتحدى أنفسنا فيه، هو التعليم لمدة خمس سنوات قادمة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة