أكد الدكتور أحمد زكى بدر "وزير التربية والتعليم" أنه حتى الآن لم يحصل أى كتاب خارجى على تصريح أو ترخيص قانونى من وزارة التربية والتعليم ببيعه فى الأسواق، مؤكدا أن القانون يكفل للوزارة أن تأخذ مقابلا ماديا لصدور الكتب الخارجية التى تقوم بإعادة المادة العلمية الموجودة بكتاب المدرسة التى يمتلك الحق فيها وملكيتها وفقا لقوانين الملكية الفكرية لوزارة التعليم.
وقال بدر، خلال حواره ببرنامج "الحياة والناس" مساء أمس، إن هناك 1006 كتب خارجية تقدموا للجنة التى شكلتها وزارة التربية والتعليم للحصول على ترخيص قانونى، وطالبت اللجنة الكتب ذات المستوى الجيد بمقابل مادى، مضيفا أنه يجرى التفاوض مع ناشرى الكتب الخارجية لحل الأزمة فى أقرب وقت.
وأوضح بدر أن الكتاب المدرسى يكلف وزارة التربية والتعليم أكثر من مليار جنيه سنويا، فى الوقت الذى تأخذ فيه الكتب الخارجية محتوى الكتاب المدرسى وتعيد شرحه بطريقة تساعد على الحفظ والتلقين بدون تصريح قانونى أو مقابل مادى، مضيفا أن الكتب الخارجية موجودة فى مصر منذ أكثر من 50 عاماً لكنها لم تحسن مستوى التعليم فى مصر، كما أنها تستنزف ميزانية الأسرة المصرية مثلها مثل الدروس الخصوصية، حيث يعتمد عليها 90% من الطلبة.
وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم لم تمنع الكتب الخارجية ولكنها تحاول تقنين أوضاعها، قائلا، "إحنا ممنعناش الكتب الخارجية إحنا بنمنع الأسلوب الخاطئ فى التعامل معها"، مؤكدا أنه ينبغى مراجعتها وإصدار تصريح بصلاحيتها من قبل الوزارة باعتبارها الجهة المسئولة عن التعليم فى مصر، ومضيفا أن الكتب الخارجية بأسلوبها المعتمد على التلقين والذى لا يساعد الطالب على التفكير يؤثر على مستقبل الطلبة وعقولهم.
وقال بدر إنه ناقش مشكلة الكتب الخارجية فى مجلس الشورى وكذلك فى لجنة التعليم بمجلس الشعب، مضيفا أن هناك دعوى قضائية قائمة أمام مجلس الدولة بشأن الكتب الخارجية أيضا لم يصدر حكمها بعد.
وأكد بدر أنه لن يستمر فترة طويلة فى الوزارة، حيث قال "مش هطول فى الوزارة لأنى عارف أن العمر لحظة"، موضحا أنه لا يسعى للاستحواذ على كرسى الوزارة. وقال إنه أحد أفراد الحكومة، وقراراته تنبع من الحكومة وتعبر عن سياساتها، مشيرا إلى أن قراراته التى يصفها البعض بـ"الصادمة" تنبع وفقا لصلاحياته القانونية، مضيفا أن لديه الشجاعة والجرأة أن يتراجع عن أى قرار خاطئ يتخذه.
وأوضح أن ما أعلنته هيئة ضمان جودة التعليم بشأن الكتاب المدرسى الجديد وسوء طباعته وأوراقه هو كلام بعيد تماما عن الصحة، مشيرا إلى أن الهيئة تدخلت فيمالا يعنيها.
وأكد أحمد زكى بدر أنه منذ توليه مسئولية وزارة التربية والتعليم منذ 9 أشهر لم يطلب منه أى سياسى أو جهة خارجية أن تضيف أو تحذف أى كلمة من المناهج الدراسية، وذلك فى تعليق منه على تعديل الفتح العثمانى لمصر إلى الغزو العثمانى لمصر، حيث قال "لم يطلب منى أى شخص حذف أو إضافة كلمة من المنهج ولا يجرؤ أحد أن يطلب ذلك".
وأعرب بدر عن سعادته وافتخاره بأنه ابن وزير الداخلية السابق زكى بدر، مشيرا إلى تأثره الكبير بوالده وتمنيه أن يكون مثله فى كل شىء، وأضاف أنه وأولاده لم يستفيدوا من منصبه كوزير بل لا يعتبرونها ميزة وإنما قيد.
وحول ارتفاع نسبة الإقبال على الشعبة الأدبية فى الثانوية العامة التى تصل نسبة الطلبة فيها إلى 72% وانخفاضها لطلبة العلمى إلى 28 % قال الوزير إن الأمر يحتاج لتعديل فى نظام الامتحانات وكذلك يحتاج لتوفير أماكن بالجامعات لطلبة العلمى.
وقال إن مناهج المدارس الأجنبية فى مصر تخضع لسلطة وزارة التعليم، إلا أن محتوى المنهج والمصاريف الخاصة بهذه المدارس مسئولية المدرسة الدولية، مؤكدا أن أوضاع هذه المدارس خاطئة، لذا وقفت الوزارة هذا العام لإنشاء مدارس أجنبية جديدة لدراسة مشاكلها.
وكتاب المدرسة يكلف الدولة مليار جنيه سنويا..
بدر لـ "الحياة والناس": لم نمنع الكتب الخارجية ونريد أن نقننها
الأربعاء، 29 سبتمبر 2010 12:17 م