الإصابة بـ"فيروس سى" لا تحرم الأبوين من حضانة الطفل

هل إصابة أحد الأبوين بمرض بفيروس سى يحرمه من حضانة ابنه أو ابنته؟

هذا التساؤل القانونى كان محور الحلقة النقاشية التى عقدت اليوم والتى نظمها مركز "عدالة" لدراسات حقوق الإنسان بالبحيرة بالاشتراك مع رابطة المستقبل للمحامين، وذلك على إثر قيام إحدى نيابات الأسرة بإصدار قرار بإجبار أب حاضن بتسليم ابنته إلى أمها وحرمانه من حضانتها، لأنه مصاب بفيرس سى.. واستندت النيابة فى ذلك إلى أوراق رسمية قدمتها الأم تفيد إصابة الأب (الحاضن) بفيرس سى.

وقد أكد الدكتور نعمان الكتامى رئيس قسم التحاليل بمستشفى دمنهور التعليمى، أن المريض بفيرس سى يستطيع أن يتعايش مع أهله وجيرانه وأقاربه، حيث إنه ثبت علمياً أن عدوى فيرس سى لا تنتقل عن طريق اللمس أو التنفس، بل ثبت علمياً أيضاً أن مريض فيرس سى لا يمنع من ممارسة الجنس مع زوجته ولا ينتقل الفيرس بالأحضان أو القبلات.

وقد خلصت الحلقة النقاشية إلى أنه قانوناً لا يحرم الأب "الحاضن"، وكذلك الأم من حضانته لابنه بسبب مرض فيرس سى، حيث إن الشروط التى يجب توافرها فى الحاضن كما نص قانون الأحوال الشخصية المصرى: العقل والبلوغ رشداً والأمانة والقدرة على تربية المحضون وصيانته ورعايته والسلامة من الأمراض المعدية الخطيرة، وألا يكون قد سبق الحكم عليه بجريمة من الجرائم الواقعة على العرض.

واتفق الحضور على أن معنى "السلامة من الأمراض المعدية الخطيرة" هو الخوف أن ينتقل المرض المعدى للمحضون من الحاضن، وهذا لا يتوافر فى فيرس سى للأسباب العلمية والطبية التى تم توضيحها.

كما اتفق الحاضرون على أنه يجب الطعن على قرار نيابة الأسرة الصادر بحرمان أب من حضانة ابنته لإصابته بفيرس سى، وذلك أمام محكمة الأسرة المختصة، والتى بلا شك سوف تلغى قرار النيابة، بالإضافة إلى أنه لو أصبح قرار النيابة هذا مبدأ قانونياً وطبق أمام جميع نيابات ومحاكم الأسرة، فإنه سوف تلغى حضانة أغلبية الحاضنين والحاضنات لكون أن أكثر من 20% من الشعب المصرى مصاب بفيرس سى.

وانتهت الحلقة النقاشية إلى مطالبة الجميع الحكومة المصرية بعمل حملة إعلامية كبيرة لتوعية الناس بطرق العدوى، ولابد من دورات توعية للمواطنين بمن فيهم وكلاء النيابة والمحامين، ولابد من نشر الثقافة الطبية السليمة والوعى الصحى الصحيح من خلال الندوات والبرامج، ولابد من وضع سياسة محاربة مرض فيروس سى والتعامل معها كقضية أمن قومى.