مأساة حقيقية وبيئية بمعنى الكلمة، يعيشها مئات الأسر فى عزبة "أبو عوف" ببورسعيد منذ أكثر من 15عاما، قضوها فى البحث عن مسكن آدمى وحياة آدمية كريمة، بعيدا عن مصادر التلوث والثعابين والفئران والكلاب المسعورة التى تكشر عن أنيابها لتفتك بالصغار والكبار الذين يحلمون بمسكن آدمى يحمى أولادهم من برد الشتاء القارص وحر الصيف.
ويعتبر العائق الأكبر أمامهم هو قوانين حى الزهور التى تهدد وتؤرق حياتهم بسبب الإجراءات التعسفية التى يستخدمها موظفو إدارة الحجز الإدارى فى كيفية التلاعب لصدور الأحكام الباطلة حيالهم دون علمهم، أو التوقيع عليها بطرق غير مشروعة للنيل منهم دون رحمة ومراعاة لظروفهم كما يؤكدها الأهالي.
يقول مسعد محمد السعيد لليوم السابع إنه فوجئ بالحى يقوم بالحجز عليه ويطالبه بتسديد 16 ألف جنيه قيمة أقساط متأخرة بدون وجه حق، وأقساط متراكمة مستحقه على المالك الأصلى الذى قام "مسعد" بالشراء منه منذ 2005 محاولا مقابلة رئيس الحى ولكن دون جدوى.
أما السيدة محمد عبد الرحمن فتؤكد أنها لم تحصل على حظيرة من الحظائر التى كانت مديرية الزراعة تقوم بتوزيعها على أهالى عزبة أبو عوف الذين يقومون بتربية الماشية بالمنطقة رغم تسديدها 4800جنيه للحي، قيمة قرض من بنك التنمية الزراعي، وفى النهاية ولعدم تسديد قيمة القرض تم حبس زوجها ثلاثة شهور وقامت برفع دعوى قضائية ضد القائمين على الزراعة، لإعطاء الحظيرة التى كانت مخصصة لأسرتها للغرباء من تجار المواشى من المنزلة لإعادة حقوقهم المسلوبة.
محمد عبد الحليم الشاعر يقول، إنه تزوج واستأجر مسكنا "مفروش" ولتسديد أقساطه باع أثاث منزله وقام ببناء مسكن بسيط "عشان يرحمه من المفروش" ولكن وجد المكان يفتقد المياه والكهرباء والحياة غير آدمية على الإطلاق، وأولاده دفعوا الثمن نتيجة الأمراض الصدرية لطبيعة المكان الموبوء، وقام هو وأهالى العزبة برفع شكوى إلى المحافظ ولكن دون أن يجدوا من يسمعهم لأكثر من3 سنوات.
صباح سعيد نصر تقول عن هذه المأساة: "لا املك إلا أولادى الخمسة وقوت يومى و رزق زوجى المحدود اللى ممكن يكون يوم فيه، ويوم مفيش".
وتتطرق "صباح" إلى مأساة أخرى تعرض لها توأمها اللذين قضى عليهما ثعبان كبير داخل "العشة" المجاورة لمياه المجارى بالمنطقة، ولاذا بالفرار نظرا لسوء المنطقة التى تعتبر مأوى للثعابين والفئران والكلاب المسعورة.
وناشدت صباح، محافظ بور سعيد، لتفقد عزبة أبو عوف، ليرى بنفسه المأساة الحقيقة التى يعيشها الغلابة، متمنية أن يفتح المحافظ قلبه ومكتبه المغلق للمعدومين لأهالى عزبة أبو عوف المحرومين من كل مقومات الحياة-على حد قولها.
بالصور.. "الزبالة" والكلاب الضالة والثعابين تحاصر أهالى "أبو عوف" ببورسعيد
الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010 08:12 م
كارثة بشرية فى انتظار سكان عزبة أبو عوف ببورسعيد بسبب القمامة والحيوانات الضارة