أكد الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى، أن إصلاح المنظمة ضرورة لا مناص منها، إذا ما أُريد جدياً العمل على تفعيل عملية التجديد والتطوير فى العالم الإسلامى، مشيراً إلى أن نظام الحكم التمثيلى، وحرية التعبير، والمساواة فى الحقوق بين جميع المواطنين، تعتبر جميعها مبادئ أساسية بالنسبة للمجتمعات الإسلامية.
كما أوضح أوغلى فى كتابه الجديد "العالم الإسلامى فى القرن الجديد: منظمة المؤتمر الإسلامى فى الفترة ما بين 1969 و2009" الذى يتضمن دراسة معمقة لتاريخ منظمة المؤتمر الإسلامى فى إطار تاريخ العالم الإسلامى والمنتديات الدولية خلال السنوات الأربعين المنصرمة، ويقدم قراءة متأنية ومتزنة لمسار منظمة المؤتمر الإسلامى كمنظمة حكومية دولية، من خلال رمزيتها ودورها وأهدافها، وظروف ودوافع نشأتها.
الكتاب يقع فى تسعة فصول، إضافة إلى ملحق يشمل المؤشرات الإحصائية الخاصة بالبلدان الأعضاء فى المنظمة، فضلاً عن ملاحق أخرى تحوى وثائق مهمة مثل برنامج العمل العشرى، والميثاق الجديد للمنظمة، وإعلان مكة المكرمة بشأن الوضع العراقى، ومجموعة مختارة من الخطب التى ألقاها البروفيسور إحسان أوغلى أمام مؤتمرات ومنتديات مختلفة ،ويسلط الفصل الأول الضوء على فترة ما بعد عام 1924 الذى شهد نهاية آخر عهد للخلافة الإسلامية، باعتبار أن مؤسسة الخلافة نجحت فى توفير فضاءٍ عاش فى ظله العالم الإسلامى لقرون طويلة ككيان موحد بفضل مشاعر الانتماء إلى أمة إسلامية واحدة. وبالفعل، أطلق زعماء العالم الإسلامى دعوات عديدة ومتكررة وتبنوا مبادرات عدة لتنظيم منتديات إسلامية بهدف إحياء مفهوم الوحدة والتضامن الإسلامى فى العالم المعاصر.
لكن لم يتحقق شىء من هذا المسعى إلا بعد تعرُض المسجد الأقصى فى القدس الشريف، أولى القبلتين فى الإسلام، فى عام 1969 إلى جريمة إحراق شنعاء ومتعمدة على يد يهودى أسترالى متعصب، مما تسبب فى أضرار جسيمة لحرم المسجد الأقصى. وقتها فقط تحرك قادة العالم الإسلامى لتشكيل مؤسسة تمثل العالم الإسلامى بأسره كخطوة شديدة الإلحاح.
ويتناول الفصل الثانى بالتفصيل سنوات تكوين منظمة المؤتمر الإسلامى وما شهدته لاحقاً من توسع على صعيد عضويتها التى تمددت من 25 دولة لتضم 57 دولة، علاوة على تشكيل لجان دائمة، وإقامة أجهزة ومؤسسات فرعية ومتخصصة ومنتمية بهدف تحقيق رسالة وأهداف المنظمة فى مختلف المجالات، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو العلمية.
وينطوى الفصلين الثالث والرابع على أهمية خاصة من حيث تناولهما بالشرح والتحليل لعملية إصلاح منظمة المؤتمر الإسلامى وإعادة هيكلتها، وهى العملية التى تندرج فى صميم الموضوع المحورى للكتاب، منذ بواكير محاولات الإصلاح إلى حدود المحطة المفصلية فى تاريخ المنظمة والمتمثلة فى انعقاد القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة فى مكة المكرمة عام 2005، والتى دشنت عهداً جديداً فى عمل المنظمة من خلال إطلاق برنامج العمل العشرى ولاحقا اعتماد الميثاق الجديد للمنظمة فى القمة الإسلامية الحادية عشر المنعقدة فى داكار عام 2008.
وتتناول فصول الكتاب التالية شرح مختلف أنشطة وفعاليات منظمة المؤتمر الإسلامى ضمن إطار الدور الذى تنكب على أدائه وفقاً للرؤية التى تنبثق من ميثاقها الجديد وبرنامج العمل العشرى.
وبالموازاة مع ذلك، يعرض الكتاب لبعض القضايا السياسية التى تهم العالم الإسلامى، خاصة القضية الفلسطينية، وأفغانستان، والبوسنة، وجامو وكشمير، والعراق، والصومال، باعتبار أن متابعة المنظمة لهذه الملفات تندرج ضمن دورها فى تعزيز السلم وفض المنازعات.