أكرم القصاص - علا الشافعي

د. خميس الهلباوى

لماذا لا نعود إلى أصولنا القديمة؟

الإثنين، 27 سبتمبر 2010 07:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تلقيت عدة تعليقات على مقالى السابق بعضها من من يدافعون عن الإخوان المسلمين بدوافع دينية مندفعة بدون علم ولاثقافة إسلامية حقيقية، وأخرى تهاجم الحزب الوطنى وتؤكد تسبب هذا الحزب للفساد وإمعان الكثير من أعضائه فى الفساد والإفساد ويشجبون فكرة إصلاح الحزب الوطنى، مع أننى لم أقترح أى فكرة لأى إصلاح للحزب الوطنى، وكل ما اقترحته هو فض الاشتباك السياسى بين قوة رئيس الجمهورية السياسية وقوة الحزب الوطنى السياسية "إذا كان له قوة"، بمعنى أن ترك الرئيس لرئاسة الحزب الحاكم سوف تؤدى إلى أن تصبح جميع الأحزاب متساوية فى مسالة دعم السلطة لها، لأن انتماء رئيس الجمهورية إلى حزب معين فى ظل نظام سلطة مركزى يمنح الرئيس 100% من سلطة الشعب فى اتخاذ القرار، يعد بلا شك عاملا هام جداً من عوامل الدعوة إلى الفساد وجذب كل من يسعى إلى الفساد واستغلال النفوذ للانضمام إلى حزب الرئيس المتحكم الأوحد فى السلطة.
وقد رأيت ولمست تلك المساوئ خلال تأسيسى لأمانة الحزب الوطنى الديمقراطى فى مدينة العاشر من رمضان سنة 1998، بالرغم من أننى لست عضوا فيه حتى الآن، فقد لاحظت بمجرد بدء تأسيس الأمانة أن بعض رجال الأعمال ممن لهم نوايا خاصة وممارسات مشبوهة، يتكالبون ويتصارعون على الانضمام للأمانة ويحاولون القفز على كل شىء، مما جعلنى أنفصل عن الحزب وعن الأمانة وتسليمها لأحدهم، وهو مايؤكد لى أن السبب فى هذا كان كون الرئيس هو المشجع للحزب، وكانت تصور هؤلاء هو أن كل من يريد الصور والتصوير واستغلال النفوذ والفساد يمكنه الوصول إليه بأسرع طريق إذا انضم للحزب الوطنى، والتزاحم على الظهور أمام الرئيس فى المناسبات المختلفة.
وما اقترحته فى مقالى السابق إنما كان لإظهار هؤلاء المتكالبين على انتزاع المزايا بدون وجه حق، لمجرد انتمائهم إلى الحزب الذى يرأسه السيد رئيس الجمهورية وأعتقد أنهم وأمثالهم أول من سيتخلى عن الحزب بمجرد إعلان إلغاء انتماء الحزب إلى السيد رئيس الجمهورية لهذا الحزب، وعندها تصبح الأحزاب جميعها متساوية أمام المجتمع، وعندها ينكشف من هم الوطنيون حقا ومن هم الانتهازيون.
وأتصور أن الحزب الوطنى سيتفكك وتذهب النسبة الكبرى من أعضائه إلى أصولها، الوفديين القدامى أو بالوراثة سيذهبون إلى حزب الوفد، وبعضهم إلى حزب الأحرار وبعضهم إلى الحزب الناصرى. إلخ، وتصبح المسألة أكثر ديمقراطية من الوضع الحالى الذى يتميز بهذا الزخم والتزاحم غير المنطقى على حزب واحد وكأنه وليمة سياسية ينتزعها من ينضم إليها أولا.
أما تعليقات بعض الأخوة من المتشددين دينيا فقد تصوروا خطأً أننى أتكلم ضد الإخوان المسلمين، مع أننى أتكلم فقط وأكتب لمصلحة الشعب المصرى وليس لمصلحة حزب معين، وبالرغم من أننى مسلم وأقوم بواجباتى الدينية على الوجه الذى أرجو أن يرضى لله عز وجل، إلا أن واجبات دينى أيضا تلزمنى بأن أكون صادقاً، معتدلا فى عقيدتى غير مخرب لوطنى مصر، فما أسهل الكتابة لتأجيج الفتنة الطائفية البغيضة.
وفكرة تأييد ألإخوان المسلمين سياسيا ما هى إلا فكرة شيطاينة فى ثوب مقدس، لتدمير ما فعله المسلمين منذ عمر بن الخطاب رضى الله عنه ومنذ عمرو بن العاص رضى الله عنه، وما أوصانا به ديننا بالنسبة لإخواننا فى الوطن، فالدين لله والوطن للجميع، والدولة الدينية لن تنجح ولا يمكن أن تقوم برجال غلبهم حب السلطة وحب الحياة، فلا يوجد نص قرآنى واحد يحض على الاعتداء على أهل الكتاب وإثارة الفتنة بين أهل الكتاب.
وإننى أكرر بأن تطبيق الديمقراطية الحقيقية بتعديل الدستور، وابتعاد الرئيس عن رئاسة الحزب الوطنى، وتساوى الفرص لجميع الأحزاب، ومنع اى أحزاب دينية أو اى فتنة طائفية والضرب بيد من حديد على كل من يحاول إثارتها مسلما كان أو مسيحيا، ومرجعى فى ذلك الإسلام المعتدل الوسط المتمثل فى الأزهر الشريف، وفى الفكر الأشعرى الوسطى بالنسبة للدين الإسلامى والمسلمين، فلا حاجة لنا بالوهابية ولا التصوف الفاسد والمفسد من بعض مدعى الطرق، فكلنا أهل سنة وكلنا سلفيين بدون تعصب حيث أن كل من يعمل بسنة الرسول صلى الله على وسلم هو سلفى.
وقلت فى مقالى إن مصر بها رجال كثيرون يمكنهم قيادة المسيرة، حيث أإن قيادة المسيرة لن تكون قاصرة على فكر ما بعد ثورة 1952 فقط، فجهابذة السياسة رؤساء الأحزاب السياسية أيضا كانوا مصريين قبل ثورة 1952، وقد جربنا منذ قيام الثورة أفكار وتطبيقات مختلفة كثيرة أودت فيما أودت بالغالى والنفيس من ثروات وكرامة شعب مصر، فلماذا لا نعود إلى مبادئنا المصرية الأصيلة التى تجدونها فى مبادئ بعض الأحزاب القائمة التى تعمل على استحياء، لماذا نصر على التيارات المتشددة فى كل شىء، المتشددة فى الأديان وفى السياسات وفى الحكومات حيث التشدد فى استخدام الفساد، لقد كانت الحكومات فى عهد ما قبل الثورة تزخر بخبراء مصريين فى السياسة والصناعة والتجارة، وغيرها من الأنشطة التى يجب القيام بها، ولكن مع الأسف تجدنا قد تركنا خبرات السنين الطويلة والوطنية القوية واتجهنا لتجارب مابعد الثورة فى الحكم وفى الصناعة وفى التجارة جريا وراء مستعمر بغيض يقودنا بطرق مباشرة وغير مباشرة إلى الفشل المستمر، لماذا لا نعود إلى أصولنا القديمة، هذا هو ماقصدته من مقالى الأول وهذا المقال أيضاً.
إن مصر مليئة بخبرات أبنائها الذين يعيشون فى مصر وفى خارج مصر، ولا أقصد بهذا شخصية معينة ولكن يوجد الكثيرون، وليس كما يفكر بعضهم أنهم لا يتعدون أصابع اليد الواحدة، ومع الأسف أصبح فكرنا يدور فقط فى دوامة التخلف، وتكرار التجارب الفاشلة لهذا أقول أرحموا شعب مصر من تجاربكم الفاشلة.

* دكتوراه فى إدارة الأعمال ورجل أعمال.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة