استبشرنا خيرا بعد انتخابات حزب الوفد الأخيرة وظننا أنه سيقود قاطرة المعارضة والتغيير فى مصر وستعود أيام زعيم الأمة سعد زغلول والنحاس باشا ومثلما حملا مشاعل الاستقلال فى الماضى سيحمل أحفادهم فى حزب الوفد مشعل الحرية والديمقراطية والتغيير فى الأيام القادمة، لكن للأسف فوجئنا بموقف غير موفق من الوفديين حين قرروا خوض انتخابات الشعب القادمة، هذه الخطوة اعتبرها مخالفة للإجماع الوطنى وسيخسر فيها حزب الوفد، من الناحية المادية والأدبية، طبعا قرأنا وسمعنا تصريحات الدكتور السيد البدوى والتى أعلن فيها أن حزب الوفد سيخوض الانتخابات بكل شراسة أمام الحزب الوطنى!! لا أعلم أن لحزب الوفد مخالب وأنياب تجعله شرسا مثلما كان أيام زعيم الأمة والنحاس باشا وفؤاد سراج الدين والمستشار ممتاز نصار الذى واجه السادات شخصيا وعارضه فى سياساته، خاصة أنه سيواجه حزب جميع الأجهزة التنفيذية مجيشة تحت إمرته، لا أبالغ إذا زعمت أن خوض الوفد لانتخابات الشعب القادمة ستكون عواقبة وخيمة عليه وهذا لسببين أولهما أنه إذا تركت دوائره بدون تزوير ضده سيفشل لأن النظام الحاكم دائما يفرغ الأحزاب من مضمونها ولا يسمح لها بغير المبانى الأسمنتية وجريدة تعبر عنه وكان من نتيجة ذلك أن قطعت العلاقة بين الشعب والأحزاب عامة والسبب الثانى إذا ما أراد الحزب الحاكم مكافأة حزب الوفد لخوضه الانتخابات سيزوّر لصالح بعض مرشحيه دون وجود صفقة لكنها من مصلحة الحزب الوطنى حتى يظهر حزب الوفد بأنه حزب قوى وهذا من عمليات التلميع التى تجرى لحزب الوفد وقيادته . ثانيا . ما اتخذه حزب الوفد من قرار لخوض الانتخابات القادمة اتخذته جماعة الإخوان المسلمين من خلال تصريح مرشدها الدكتور محمد بديع بأن الأرجح خوض الانتخابات وبذلك خرجت هى الأخرى عن الإجماع الوطنى بمقاطعة الانتخابات القادمة.
لا أعرف سببا وجيها دفع حزب الوفد وجماعة الإخوان لخوض هذه الانتخابات؟ وما العائد من ورائها ؟! خاصة أن المسألة المصرية أكبر بكثير من مجرد بضع عشرات من المقاعد داخل البرلمان، فماذا قدمت جماعة الإخوان لمصر ب 88 عضوا فى البرلمان السابق؟ هل استطاعت منع التمديد لقانون الطوارئ؟ أو سحب ثقة أى من وزراء الحكومة؟ أو غيرت من الميزانية؟ أم أنها تريد شهرة أكثر من ذلك ؟ هذه الأسئلة مطروحة للأحزاب جميعها أيضا . ان سفينة الوطن على وشك الغرق ونريد حلا جذريا لها عن طريق المقاطعة والضغط على النظام الحاكم وليس المشاركة لأخذ ما يجود به علينا، أوقن بأن حزب الوفد وجماعة الإخوان بخوضهما انتخابات الشعب القادمة لن يجنيا غير المرارة والحصرم وسيرجعا بخفى حنين وسيفقدا الكثير من شعبيتهما بل ولن يتذوقا حلوى الشام ولا بلح اليمن.
البدوى رئيس حزب الوفد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة