فى ندوة عن فيلم "الغابة"..

المخرج أحمد عاطف يهاجم حذف "الرقابة" لمشاهد من أفلامه

الإثنين، 27 سبتمبر 2010 03:15 م
المخرج أحمد عاطف يهاجم حذف "الرقابة" لمشاهد من أفلامه ندوة عن فيلم "الغابة"
كتبت دينا الأجهورى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عقدت مؤخرا ندوة حول فيلم "الغابة" للمخرج أحمد عاطف، فى مركز الإبداع الفنى "الدكان" بالإسكندرية، وأدار الندوة الإعلامى محمد سعيد محفوظ، وأجاب مخرج الفيلم على تساؤلات جمهوره واستمع إلى تعليقاتهم، وذلك بعد عرض الفيلم الذى استغرق نحو ساعة ونصف الساعة.

وأثارت قصة الفيلم تساؤلات الجمهور، حيث تساءل البعض عن المشاهد الدموية الصريحة، التى عللها أحمد عاطف بأهمية أن يلمس المشاهد معاناة أطفال الشوارع، وما يتعرضون له دون تجميل، فكيف يشعر المشاهد بقوة الحدث دون أن يراه صريحاً، بعض الحاضرين وافقوه الرأى والبعض الآخر عارض فكرة إيذاء المشاعر بتلك المشاهد الصادمة، غير أن عاطف رفض مبدأ التستر على واقع الشارع المؤلم، الذى أطلق عليه "الكابوس".

كما أعلن عاطف عن تعاطفه الشديد مع أطفال الشوارع، وأشار إلى أنهم قنبلة موقوتة فى وجه المجتمع، وأنه قد تكون لديهم شراسة الوحش إلا أن داخلهم دائما طفلاً بريئاً يحن إلى العطف والشعور بالأمان، الذى قد لا يجده حتى فى دور الرعاية، سواء كانت نهارية أم دائمة.

وتحدث محفوظ عن موسيقى الفيلم التصويرية المميزة للفنان عمرو إسماعيل، كما أشار إلى تصميم عاطف وإصراره على تنفيذ أفكاره الجريئة، وروى كيف شهد رحلة أحمد عاطف فى كتابة وإخراج هذا الفيلم منذ منتصف التسعينيات، وكيف ساعده ارتباطه برجل الشارع وتردده على المقاهى الشعبية على التعبير الصادق عن مثل هذه القضايا.

وحول تدخل مقص الرقيب فى الفيلم، تساءل أحمد عاطف: كيف يمكن لأفلام خالد يوسف بما فيها من مشاهد إباحية ألا يتم حذفها، ويأتى الرقيب محاولاً حذف مشاهد حقيقية تجرى فى الشارع كما ظهر فى فيلمه، بل إن الفيلم عبر عن أخف ما فيها، ولو كان صور العنف الحقيقى ضد أطفال الشوارع لم يكن أى من المشاهدين لينام باقى عمره من هول ما يحدث لهم، وكما أثارت بعض المشاهد مشاعر الجمهور، والذى بكى منهم الكثير أو على الأقل لمعت عيناه، فهناك أيضا من بكت عيناه فى لقطة النهاية التى ظهر فيها الطفل رمضان، وهو يلهو فى النيل مع رفاقه، معلنا للحياة التى جعلته مشردا وشرسا أنه مازال طفلا مهما شاخت ملامحه، وأكد عاطف أنه انتقى أماكن التصوير الطبيعية واستعان بأطفال من "مؤسسات رعاية الأطفال النهارية" ليبدوا الأمر طبيعياً جدا.

الشاعرة أمانى سعيد محفوظ المسئول الإعلامى لمؤسسة "جدران"، والتى قامت بتقديم الدعوة لأحمد عاطف ومحمد سعيد، تساءلت عن الصورة الطبيعية جدا لأوجه الفنانين الشاحبة وأجسادهم النحيلة، وهل هى من فعل الماكياج والإضاءة وزوايا التصوير أم أنها حقيقية.

وأجاب عاطف بأنه كان صارما جدا فى هذه النقطة مع الممثلين بحيث إنه قال للجميع لن نبدأ فى العمل، إلا إذا نحفت أجسادكم وشحبت وجوهكم، وبالفعل استجاب له الجميع على مدار عدة أشهر قبل بدء التصوير، مما أعطى للفيلم مصداقية تلامس الواقع.

سعادة المخرج أحمد عاطف والإعلامى محمد سعيد كانت واضحة، وأثارت دهشتهما طريقة تعبير الجمهور السكندرى عن انطباعاته حول الفيلم بصورة شديدة العمق، وكذلك التفاعل الرصين الذى لمساه من مثقفى الإسكندرية فى تحليل الفيلم.

كما أشادا بـ "الدكان" الذى استضاف الفيلم، وأنه من الأهمية وجود مثل هذه الأماكن التفاعلية التى تصل بين الفنان وبين المجتمع المدنى، فيصل كل منهما للآخر دون تعقيدات، ودون أن يشعر المجتمع أن الفنان دائما فى برج عالٍ بعيداً عن متناول الجمهور.

كان من بين الحاضرين الشاعر الكبير فؤاد طمان والشاعر عمر حاذق ولفيف كبير من الإعلاميين، وكان هناك تنوع شديد فى الحاضرين الذين لم يقتصروا فى المهتمين بالسينما، ولكن أيضا فنانين تشكيليين ومسرحيين وكتاباً ونقاداً والمهتمين بالمجتمع المدنى.

على هامش الندوة قام أحمد عاطف بتوقيع عدد محدود من ديوانه "بنت الخير"، والذى تفاجأ به الجمهور، فلم يكن أحد يعلم أن المخرج شاعر عامية، وأثنى الكثيرون من الشعراء الحاضرين على كلمات وقصائد أحمد الهادئة والمعبرة عن ذاته الشعرية الغير متكلفة.

يذكر أن الدكان هو مساحة للفن والمجتمع، وهو أحد مشاريع جدران للربط بين الفن والمجتمع.. وهو عبارة عن مساحة من طابقين مفتوحة على الشارع فى قلب منطقة تجارية حيوية بالإسكندرية (المنشية).

ويتيح "الدكان" فرصة عرض أعمال تشكيلية وعقد ورش فنية مختلفة المجالات لأعمار مختلفة، وتقديم عروض مسرحية وموسيقية وقراءات أدبية فى الطابق الأول منه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة