على عكس ما يواجهه الشعب المصرى من تناقص نصيب الفرد من المياه النقية أكد تقرير صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء ارتفاع نسبة السكان الذين يحصلون على مياه شرب آمنة فى مصر إلى 99 % خلال عام 2008 بارتفاع يصل إلى 9 % مقارنة بعام 1990، وارتفعت هذه النسبة فى الصين بنحو 22 % ¬¬¬فى نفس الفترة، فى حين أكد الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن متوسط نصيب الفرد من المياه النقية يصل إلى 91.90 %، وهو ما جعل عددا من خبراء التخطيط و المياه يشككون فى هذه الأرقام المبالغ فيها على حد قولهم.
وكان الدكتور نصر الدين علام وزير الرى قد صرح خلال الاحتفال باليوم العالمى للمياه أن الزيادة السكانية تسببت فى تناقص نصيب الفرد من المياه خلال 20 عاما الماضية إلى 700 متر مكعب بدلا من 2200 متر مكعب، داعيا إلى الحد من الزيادة السكانية، وأضاف علام أن التحدى الآخر الذى يواجه قطاع الموارد المائية هو الإسراف فى استخدامات المياه وكذلك مشكلات تلوث المياه بالإضافة إلى التغيرات المناخية.
وفى تعليقه على هذا التقرير قال الدكتور حمدى الحسينى مدير معهد الأراضى والمياه بمركز البحوث الزراعية أنه لا تكاد تخلو محافظة من محافظات مصر من مشكلات المياه، فقد كتب عليها أن تعانى من مشاكل لا حصر لها بهذا الشأن فى مقابل المدينة التى تتمتع فى أغلب الأحيان بكل خدمات المياه التى يحرم منها الريف وهو ما يؤكد على وجود فجوة كبيرة بين توافر الخدمات فى كل من الريف والحضر أو القرى والمدن فى مختلف أنحاء الجمهورية.
وشكك الحسينى فى أرقام مركز المعومات وذلك لأن من أهم مشكلات مياه الشرب فى مصر ما هو متعلق بتلوثها أو عدم تطهير المصارف أو عدم توافر مياه الرى..الخ، ويقف الفلاح المصرى أمامها عاجزاً بسبب غياب التخطيط المركزى من قبل مؤسسات الدولة، أو تجاهل الحكومة المركزية لمشاكل الفقراء والمهمشين من سكان الريف، أو عدم أداء السلطات المحلية لمهامها، أو استشراء الفساد بين موظفيها.
مشيرا إلى أن هناك أكثر من مليار نسمة من سكان العالم أى حوالى 1.1 مليار شخص لا يستطيعون الوصول إلى مياه شرب آمنة وذلك من مجمل 6 مليار شخص يمثلوا سكان العالم، وتعتبر نوعية المياه احد أهم العوامل لقياس الفقر المائى فى جميع دول العالم إذ لا تكفى الوفرة فى المياه فقط وإنما يجب أن تكون مياه صالحة للاستخدام، وتؤكد تقارير البنك الدولى أن 80% من المشاكل الصحية فى الدول النامية ترجع إلى عدم ملائمة المياه والصرف الصحى، الأمر الذى يودى بحياة ما يقرب من 1.8 مليون طفل كل عام.
وتشير الإحصائيات إلى أن كل 15 ثانية يموت طفل نتيجة الأمراض المتعلقة بتلوث المياه، وأن الأطفال فى المناطق الفقيرة غالبا ما يحملون ديدان طفيلية فى أجسادهم تصل إلى ألف دودة، ويموت 1.4 مليون طفل كل عام نتيجة مرض الإسهال.
ومن جانبه يقول الدكتور محمود عبد الحى مستشار بمعهد التخطيط القومى إن من أهم المشكلات المتعلقة بمياه الشرب فى مصر تلوثها بسبب اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى أو المخلفات الصناعية أو المواد الكيميائية المستخدمة فى الزراعة كالمبيدات والأسمدة مع استمرار معاناة بعض المناطق فى مصر من ندرة المياه وهذا ليس لأنها قليلة ولكن المياه كميا متوافرة ولكن المياه ذات النوعية الصالحة للشرب والاستخدام توجد بكميات قليلة.
وأضاف عبد الحى أن هناك أكثر من 300 مصنع تقوم بصرف نفاياتها فى نهر النيل بواقع 4.5 مليون متر مكعب سنويا بالإضافة إلى المخلفات الصلبة التى تلقى فى النيل أيضا ويبلغ حجمها 14 مليون متر مكعب سنويا والأخطر من ذلك أن هناك 1500 قرية فى الصعيد تصب مياه الصرف الصحى مباشرة ودون معالجه فى مياه النهر، إلى جانب الأسمدة والمبيدات التى تتسرب إلى مياه الصرف وتصل إلى النيل وتنتقل منه إلى النبات والحيوان.
خبراء يشككون فى أرقام مركز المعلومات عن مياه الشرب "الآمنة".. ويؤكدون: التلوث أهم مشكلات المياه فى مصر بسبب اختلاطها بالصرف الصحى
الأحد، 26 سبتمبر 2010 08:51 م