فيما ينتهى اليوم رسميا قرار الحكومة الإسرائيلية بتجميد الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، ذكر مصدر إسرائيلى أن هناك قرارا غير رسمى بتمديد قرار التجميد حتى الخميس المقبل لأسباب داخلية.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن قرار تجميد الاستيطان فى الضفة الغربية والقدس الشرقية الذى أقرته الحكومة الإسرائيلية فى السادس والعشرين من شهر يوليو من العام الماضى سينتهى مساء اليوم، بالرغم من أن هذا الأمر قد يؤدى إلى انهيار المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل فى حال لم يتم التوافق على تمديد فترة التجميد، بينما يستعد المستوطنون للاحتفال بهذه المناسبة.
وأكد مسئولون إسرائيليون للصحيفة على أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "أبو مازن" لن يقلب الطاولة وينهى المفاوضات المباشرة، مشيرين إلى أبو مازن ونتانياهو يمكن أن يتوصلا إليه خلال الأيام القريبة القادمة يسمح باستمرار المفاوضات.
وأكد المسئولون أن أبو مازن يريد الاستمرار فى المفاوضات المباشرة وكذلك نتانياهو، وأن الإدارة الأمريكية يعلمون جيدا أن نتانياهو لا يملك الأغلبية لتمرير قرار استمرار تجميد الاستيطان.
وأشارت المصادر للصحيفة العبرية إلى أن قرار التجميد الذى أصدره قائد المنطقة الوسطى فى الجيش الإسرائيلى قبل عشرة أشهر فى أعقاب قرار "الكابينت" الإسرائيلى ينتهى مساء يوم الخميس المقبل 30 سبتمبر، وخلال ذلك ستستمر الجهود لمنع التدهور، علما بأن قرار التجميد بعد إقراره فى الكابينت يمر على قائد المنطقة الوسطى لإقراره وتطبيقه على الأرض وقرار وقف التجميد يحتاج لمدة ستة أيم لتطبيقه على الأرض أيضا.
وأضافت يديعوت أن ويزر الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك، الذى سيعود صباح اليوم من نيويورك سيحاول خلال الساعات المتبقية أن يضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو وعلى وزراء اللجنة الرباعية من أجل تمديد فترة تجميد البناء لمدة شهرين أو ثلاث أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن باراك كان قد أجرى خلال الأيام الماضية نقاشات ومباحثات مع المسئولين الأمريكيين والفلسطينيين فى محاولة للتوصل إلى تفاهمات بخصوص تجديد عملية البناء فى المستوطنات، إلا أن الفلسطينيين رفضوا جميع المقترحات، على حد قول الصحيفة.
وأشارت مصادر إسرائيلية مطلعة للصحيفة إلى أنه فى إطار الوضع القائم والطلبات الأمريكية والفلسطينية فإن الكرة الآن فى ملعب نتانياهو ويتوجب عليه الحسم إما الاستمرار فى تجميد الاستيطان أو الاستمرار فى البناء، حيث عقد نتانياهو جلسة مباحثات أمس مع كبار مستشاريه للبحث عن حل لهذه المسألة.
وفى سياق آخر، قال العضو المتشدد بالكنيست ،عوتنيئل شنيلر، من كتلة حزب "كاديما" انه يجب أن ترد إسرائيل على الولايات المتحدة والفلسطينيين بمواصلة البناء فى المستوطنات تحت مراقبة.
ودعا شنيلر الذى يشغل عضو فى لجنة الخارجية والأمن البرلمانية ويعيش فى مستوطنة المستوطنين إلى الامتناع عن تحدى الولايات المتحدة ودول الغرب والفلسطينيين، معربا عن اعتقاده بأن دعوة الولايات المتحدة والدول الأوروبية الى تجميد كامل لأعمال البناء فى المستوطنات مثلها مثل الدعوة الى تجميد العملية السلمية.
وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية، إن قادة المستوطنين أكدوا على أنهم ينوون استئناف أعمال البناء فى عدد من المستوطنات صباح غد بعد انتهاء مفعول القرار الحكومى الخاص بالتجميد.
وأشاروا إلى أن هناك العشرات من الوحدات السكنية التى يمكن الشروع فى بنائها فورا، حيث قال رئيس مجلس المستوطنات ،دانى ديان، إن المجلس يشجع كل من لديه ترخيص بالبناء على الشروع فى تنفيذ أعمال البناء فورا لأنه لا يمكن معرفة التطورات المستقبلية فى هذا المجال.
وأوضحت معاريف أن المستوطنين سينظمون فى مستوطنة "رفافا" عصر اليوم الأحد، حفلا كبيرا برعاية قادة المستوطنين بمناسبة استئناف أعمال البناء.
وعلى الجانب الآخر، قال مسئول فلسطينى رفيع مقرب من رئيس السلطة الفلسطينية ، محمود عباس، إنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى تفاهم بين الأطراف المعنية حول قضية تجميد أعمال البناء فى المستوطنات وأن الاجتماع بين ميتشيل وأبو مازن لم يسفر أيضا عن أى حل لمشكلة التجميد.
وأعرب المسئول الفلسطينى عن اعتقاده بأنه سيتم تعليق المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين إذا لم يتم التوصل الى اتفاق فى قضية التجميد اليوم الأحد، مشيرا إلى أن المشاورات الجارية بين القيادة الفلسطينية والدول العربية قد تتمخض عن اتخاذ قرار آخر.
وفى السياق نفسه، ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن المبعوث الأمريكى الخاص بالسلام للشرق الأوسط جورج ميتشل، التقى برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فى نيويورك مساء أمس فى مسعى لإقناعه بعدم الانسحاب من المفاوضات المباشرة مع إسرائيل على خلفية مسالة التجميد.
وأضافت الإذاعة أن الإدارة الأمريكية أعلنت عن أنها ستبذل كل ما بوسعها لضمان استمرار هذه المفاوضات.
وغادر عباس نيويورك متوجها إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث يجتمع غدا مع الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، فى الوقت الذى يواصل فيه رئيس الطاقم المفاوض الفلسطينى صائب عريقات فى الولايات المتحدة الاتصالات مع الإدارة الأمريكية حول مسالة تجميد البناء فى المستوطنات.
ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك، مع هيئة الإذاعة البريطانية "بى .بى. سى" قبل مغادرته نيويورك أن هناك احتمالا بنسبة 50% للتوصل إلى تسوية بشأن تجميد البناء فى المستوطنات مستبعدا انهيار المفاوضات مع الفلسطينيين بسبب هذه القضية.
وأوضح باراك أنه سيحاول إقناع أعضاء الحكومة الإسرائيلية بضرورة التوصل إلى حل وسط فى هذه القضية لكنه غير واثق من النجاح.
وأضاف وزير الدفاع أن المشكلة فى المفاوضات حاليا تكمن فى تعرض كل من رئيس الوزراء ورئيس السلطة الفلسطينية لضغوط داخلية، مؤكدا أنه يشاطر الرئيس الأمريكى بارك أوباما، تفاؤله بإمكان التوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين خلال عام إذا تم تجاوز مازق تجميد البناء فى المستوطنات.
وذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، عقد فى منزله بالقدس مساء أمس سلسلة مشاورات وجلسات مكثفة مع موظفى مكتبه لبحث مسالة مواصلة تجميد البناء فى المستوطنات علما بان مفعول القرار الحكومى الخاص بذلك ينتهى اليوم ، ومن المحتمل أن يعلن نتانياهو موقفه من هذه القضية خلال ساعات.
وأشارت هاآرتس إلى أن نتانياهو كان على اتصال مستمر مع وزير الدفاع إيهود باراك، الذى غادر نيويورك فى طريق عودته إلى تل أبيب بعد ان أجرى محادثات مع ممثلى الإدارة الأمريكية بشان مواصلة تجميد البناء فى المستوطنات.
وأعلنت الإدارة الأمريكية أنها تبذل قصارى جهدها لمنع فشل المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين بسبب هذه القضية.
الحكومة الإسرائيلية تنهى قرار تجميد الاستيطان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة