د.عبد الجواد حجاب يكتب: ما أحوجنا إلى تطور إدارى يرفع المعاناة

مع وجود الخلل الفاضح والواضح فى الكثير من مواقعنا الإدارة، التى تقدم خدمات ضرورية لأبناء هذا البلد، أجدنى أطالب وبإلحاح إلى تطور إدارى يبدأ من على مستوى الوحدات الإدارية الصغيرة، ولأسباب معروفة دعونا نبتعد عن وظائف الصف الأول مرحلياً، فما معنى أن يبقى شخص سنوات طويلة مديرًا لمدرسة أو مديراً لمستشفى أو رئيساً لوحدة محلية أو مدير إدارة فى أحد مراكز المحافظة مثلاً، مع علمى أن الكثير من السادة المحافظين صدر قرار بعدم بقاء أحد على رأس هذه الوحدات الصغيرة أكثر من خمس سنوات.

من هذا المنبر أطالب بعدم السماح لأى مدير لأى وحدة إدارية أو خدمية أن يبقى فى موضعه أكثر من سنتين، على أن يكون للعاملين فى هذا المكان دور فى اختياره، فمثلاً يتم اختيار ثلاثة، يختار السيد المحافظ أو السيد الوزير واحداً مستوفياً لشروط شغل هذه الوظيفة، ولا يتم التجديد له إلا باختيار العاملين وموافقة المحافظ أو الوزير.

مصر بلد غنى جداً بالكوادر العلمية والإدارية، لكن الفساد والرشوة تسببوا فى زيادة معاناة الناس فى المدارس والمستشفيات ووحدات الإدارة المحلية، فأصبح مدير المصلحة أحد أهم المشاكل فى مصلحته، لأنه سيف مسلط على الناس، لأنه جاء إلى هذا الموقع إما بالواسطة أو الرشوة، ولا يوجد حل أو بارقة أمل إلا بمشاركة العاملين فى اختيار الشخص، وكذلك مشاركة المسئولين الذين يصدرون قرارات تعيينهم وابتعاد أعضاء المحليات أو مجلس الشعب أو الشورى عن هذه التعيينات، وقضية نواب العلاج على نفقة الدولة ما هى إلا واحدة من قضايا الفساد المتورط فيها ناس كبار فى البلد.

أنا كطبيب أطالب السيد الدكتور وزير الصحة بوضع أسس فيها شىء من الديمقراطية لاختيار مديرى المستشفيات بمعايير محددة ولمدة قصيرة لا تزيد عن عامين، مع ضرورة إشراك العاملين فى هذا المستشفى فى اختيار مدير هذا المستشفى، وأعتقد أنه آن الأوان أن نفهم أن المستشفى ما هو إلا مدير وفقط المدير.