حمدى رسلان يكتب: كنت بحب مصر

السبت، 25 سبتمبر 2010 01:00 م
حمدى رسلان يكتب: كنت بحب مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما أصعب على أذنى أن تسمع هذه الجملة من الكثير من شباب مصر، وعندما تسألهم لماذا لم تعد تحبها؟ يقول أحدهم، ماذا فعلت لى كى أحبها، ويقول الآخر، أنا تجاوزت الثلاثين ولم أفعل شيئا فى حياتى سوى الأحلام فقط ويقول ثالث، مصر أصبحت بلد قلة من الأغنياء ولم تعد بلد الفقراء مثلما أجد لهؤلاء الشباب الصغير بعض الأعذار عندما أسمع منهم ما يقولون عن بلدهم، وذلك لأنهم لم يروا من النماذج سوى النماذج السلبية منها، حتى عندما يرون نماذج ناجحة لمصريين.

فهم مصريون يعيشون فى الخارج ونجحوا فى الخارج فلو ظلوا فى مصر ما كانوا ليتقدموا ولو لخطوة واحدة، هكذا ردهم علّى ولكنى لم ألتمس لهم الأعذار عندما يربطون بين حبهم لمصر (الأرض والوطن) وما يحدث من مسئوليها، فحب الوطن لم ولن يكون له مقابل، فالرسول، عليه الصلاة والسلام، لاقى من العذاب والأذى من أهل مكة الكثير والكثير، ومع ذلك ظلّت مكة له أحب البلاد.

فالأرض والوطن ليس لهم ذنب فى أفعال ما يسكنون عليها من البشر مصر ليست حكومة أو مجموعة من رجال الأعمال الفاسدين، و لن تختزل فى صورة أشخاص، مصر مكان موجود على الأرض له جغرافيته وتاريخه، مر عليه عبر الزمان الكثير والكثير من الغازين والمستعمرين، نهبوا وسرقوا، عذبوا وقتلوا وأحرقوا، ولكن فى النهاية ظلت مصر كما هى، موجودة على الخريطة، وذهب من ظلموها لصفحات التاريخ وسطور الزمان كلُُ بسيرته، وأنا أثق كل الثقة أن أى شاب من الذين سمعت منهم تلك الكلمات لو تعرضت مصر لأى خطر لأصبح هو أول من يدافع عنها ويفديها، لأنه يحبها بالغريزة، وعليكم فقط أيها الشباب الصغير أن تتذكروا شهداءنا فى جميع الحروب، فهم دفعوا أرواحهم ثمنا لهذه الأرض الطيبة دون مقابل، لم يفكروا وقتها بنظامهم إن كان فاسدا أو صالحا ولكنهم أحبوا مصر وولاؤهم كان لها، ظلّت مصر فى أعينهم الوطن الذى يحتويهم، مخزن ذكريات عمرهم القصير حتى استشهادهم، لم نر أبناء هؤلاء الشهداء ولا أحفادهم يذهبون للمصالح الحكومية للمطالبة بثمن استشهاد من لهم، لأن ما فعلوه هو واجب وفرض نحو وطنهم وجميعنا أولاد وأحفاد شهداء، وهذا أكبر دليل على كلامى، فلا تجعلوا الانتماء لأشخاص، عندما يحسنون نحب البلد، وعندما يسيئون نكرهها.

مصر التى ذكرها الله فى القرآن فى أكثر من موضع، وكانت دلالة على الخير والأمان ستظل كما هى، وسيذهب من ظلموا مكانتها وتاريخها وستستمر هى إلى آخر الزمان، فعليك أخى الشاب الصغير أن تكون ابناً باراً بها، لا تلومها على عقوق بعض من أبنائها الضالين فهى مظلومة مثلك تماماً منهم.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة