الزحام غير العادى على شباك تذاكر فيلم «ولاد البلد» بدور العرض السينمائية غالبيته من الشباب والمراهقين والحرفيين، يؤكد أن «الخلطة السبكية» تنجح دائما مع جمهور الشباب خصوصا لما تحمله من كم هائل من الرقص وقمصان النوم والإيحاءات الجنسية، وهو ما تشاهده منذ الدقائق الأولى للعمل التى تبدأ مع تعريف المشاهد بأبطال الفيلم الذين يعيشون فى حارة شعبية واحدة وهم سعد الصغير «جاوا» وشقيقه محمد لطفى «باندا» ودينا «سامية جمال» وشقيقها علاء مرسى «جميل جمال» والحانوتى سليمان عيد ورامى غيط وشقيقته إنجى وجدان، وأيضا أحمد راتب ويجسد شخصية رجل الأعمال «غسان» أحد أبناء الحارة والذى هاجر إلى أحد البلاد العربية وكون ثورة هائلة وعاد إلى مصر ويرغب فى ترشيح نفسه بمجلس الشعب حتى يحصل على الحصانة البرلمانية التى تساعده على استيراد بضائع فاسدة بها مواد مسرطنة، ويستعين برجال الحارة لكى يرشحوه عضوا بالمجلس.
ولا يخرج الفيلم عن «الخلطة السبكية» المعتادة التى تعتمد على الكثير من مشاهد الرقص بطلتها «دينا» وتجسد دور راقصة شعبية تعمل فى كباريه، ولكنها تخفى حقيقة أمرها عن أهل الحارة، كما أن الراقصة «شمس» لم تفوت الفرصة وأدت العديد من الرقصات حيث تجسد دور زوجة سليمان عيد الذى يعانى من عجز جنسى ولا يخلو حديثهما من الإيحاءات الجنسية حيث تقول له «نفسى تجيب جون فى الشبكة» ويرد عليها قائلا «لازم أسخن الأول»، وحرصت شمس على أن ترتدى أكثر من 4 قمصان نوم ومايوه حتى تنافس دينا التى ارتدت الكثير من بدل الرقص، ونافسهما سعد الصغير بأغانيه ورقصه أيضا.
وبعيدا عن الإيحاءات الجنسية والرقص والأغانى الشعبية نجد أن مؤلفى الفيلم سيد السبكى وعبدالله حسن تنافسا فى الاقتباس من الأفلام الأبيض والأسود وأيضا الحديثة حيث نرى فى الفيلم شخصية الحانوتى «سليمان عيد» وصبيه وهى تكرار لما قدمه من قبل الفنان إسماعيل يس فى فيلم «حماتى ملاك» وصبيه السمين الغبى الأخنف، ونرى مشاهد مقتبسة بكل تفاصيلها من الفيلم ومنها مشهد معاناة الحانوتى من عدم وجود موتى وخناقاته المستمرة مع صبيه ووصفه له بالغباء، كما أن الفنان الشاب رامى غيط أعاد تكرار نفس ملامح شخصيته التى سبق أن قدمها فى فيلم «كلمنى شكراً» بنفس طريقة الكلام والأداء، بل إن نهاية «ولاد البلد» جاءت كمشهد متقبس بصورة مشوهة من فيلم «واحد صفر» لإلهام شاهين» حيث يتراجع الأبطال عن وعدهم لرجل الأعمال بأخذ رشوة مالية مقابل مساعدته فى الصفقة المشبوهة، ولكنهم يفاجأون بجماهير كبيرة تخرج فى الشوارع والميادين للاحتفال بفوز منتخب مصر بالبطولة الأفريقية ويتراجع فجأة الأبطال عن تلك الصفقة لأن «ضميرهم صحى فجأة« ويهتفون «مصر .. مصر». ولا يخرج الفيلم عن كونه سلسلة من أفلام سعد الصغير ودينا ونفس فريق العمل، لكن المثير للدهشة هو مشاركة فنان بحجم أحمد راتب فى هذا الفيلم الملىء بالأحداث غير المنطقية والأداء المفتعل، متناسيا تاريخه الفنى الكبير ومشاركته فى العديد من الأعمال المتميزة.