كشف مسئول أمريكى سابق أن صدام حسين خطط لضربة جوية خاطفة ضد القواعد الإيرانية تنطلق من بعض الدول الخليجية لتدمر القواعد الجوية الإيرانية فى الجنوب الإيرانى قبل بدء الحرب العرقية الإيرانية عام 1980.
وقال غارى سيك، مساعد مستشار الأمن القومى الأمريكى (بريجنسكى) لشئون الخليج خلال إدراة الرئيس جيمى كارتر، فى فيلم وثائقى بثته قناة BBC بمناسبة مرور 30 عاماً على الحرب العراقية، "إن صدام حسين اتصل فعلا بالعمانيين والإماراتيين والسعوديين، وقال لهم إنه بات جاهزا لشن حرب أيام ستة فاعلة، وستكون القاضية لإسقاط النظام الثورى فى إيران، وطالبهم بأن يستخدم قواعدهم لكى يقوم بذلك، وقد وافق العديد منهم".
وأشار سيك إلى أن واشنطن اكتشفت مخطط صدام قبل يوم واحد من التنفيذ، عندما كانت الطائرات فى الجو متجهة فى هذا الاتجاه، لافتا إلى أنهم أجروا اتصالا بعمان لإبلاغها بالتوقف عن مساعدة صدام فى مخططه. من جانبه اتهم أبو الحسن بنى صدر، أول رئيس جمهورية فى إيران بعد الثورة الإسلامية، الحزب الجمهورى الأمريكى بالتخطيط لأزمة احتجاز الرهائن الأمريكيين فى إيران وما تلا ذلك من أحداث وصولا إلى الحرب العراقية الإيرانية، وقال، "إن احتجاز الرهائن خطط له فى الولايات المتحدة ونفذ فى إيران من قبل الحزب الجمهورى وبعض قادة الحزب الجمهورى، خاصة روكفلر وكسينجر. ثم تم تطبيق ذلك فى إيران، وتلا ذلك مباشرة فرض العقوبات الاقتصادية ثم الهجوم العراقى على إيران بالترتيب الذى قلته".
وأوضح سيك أن "الإيرانيين كانوا قد أرسلوا مبعوثا إلى ألمانيا فى 12 سبتمبر عام 1980 قالوا عبره ولأول مرة رسميا إنهم راغبون فى إنهاء أزمة الرهائن وإنهم يرغبون فى تجاوز العقبات والاستعداد لمناقشة ذلك معكم. والتقى الأمريكيون معهم بشكل سرى فى بون فى ألمانيا"، لكنه أرجع فشل الصفقة إلى الهجوم الذى قام به صدام حسين ونفى سيك أن تكون الولايات المتحدة قد أعطت الضوء الأخضر للعراق لبدء الحرب، أو وجود أى تنسيق مع الجانب العراقى، مؤكدا على أن بلاده فعلت العكس عندما أرسلت إلى حكومة الثورة الجديدة فى إيران لعرض فتح حوار معها وإبلاغهم أن صدام كان يحشد قواته، واصفا الهجوم العراقى فى 22 سبتمبر1980 بأنه كان مفاجأة فى منظور إدارة الرئيس الأمريكى كارتر، وقال "كنت مع بريجنسكى فى ذلك الصباح الذى حدث فيه الهجوم، وعندما سمعت به لأول مرة هرعت إلى مكتبه، وجدت فى مكتبى خارطة تبين توزيع الحدود وأنابيب النفط، أخذتها معى إلى مكتبه وجلسنا على الأرض ونشرنا الخارطة وبدأنا فى النظر إليها لتحديد الوضع الإستراتيجى".
وقدم خلال الفيلم الوثائقى "العراق وإيران: الطريق إلى الحرب"، طرفا الحرب روايتين متناقضتين لبدء الحرب، ففى الوقت الذى يعتبر الإيرانيون لحظة عبور القوات العراقية للحدود الدولية واندفاعها فى عمق الأراضى الإيرانية فاتحة هذه الحرب، يعيد الجانب العراقى تاريخ بدء الحرب إلى فترة أسبق ويقول عبد الجبار محسن الناطق باسم القيادة العامة القوات المسلحة العراقية حينذاك "إن التاريخ الرسمى للحرب نعتبره فى أبريل لأنه هناك بدأت عملية ضرب الحدود العراقية بالأسلحة الثقيلة، أما ما حدث فى يونيو، فهو رد فعل لسلسلة عمليات".
من جانبه قال الدكتور فالح عبد الجبار، رئيس مركز دراسات عراقية، إن قرار الحرب جاء من العراق وليس من إيران، بيد أنه يتوقف عند دعم إيران واحتضانها للحركات الإسلامية الشيعية فى ذلك الوقت، متحدثا عن الفرق بين النموذج الدينى فى البلدين بقوله، "أنا زرت إيران فى هذه الفترة والتقيت بهم كان اعتقادهم أن سيناريو الثورة الإيرانية قابل للتكرار فى العراق، بمعنى نزول الجماهير إلى الشارع لتهتف الله أكبر ثم تحتل مخافر الشرطة والطرق والمبانى الحكومية، مثلما حصل فى إيران دون أن يدركوا أن طريقة تنظيم الدين فى إيران تختلف عنه فى العراق اختلافا هائلا.
مسئول أمريكى سابق يكشف إبلاغ واشنطن لطهران بهجوم صدام حسين بداية الثمانينيات
الجمعة، 24 سبتمبر 2010 06:52 م