محمد تاج محمد أحمد يكتب: ممنوع بأمر وزارة البيئة

الجمعة، 24 سبتمبر 2010 07:50 م
محمد تاج محمد أحمد يكتب: ممنوع بأمر وزارة البيئة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يعلم أحد ما مدى سعادتى الآن أكثر من أى وقت مضى.. فمن يعشق ويهوى ويرى حبيبته بعد السهاد والعشق.. يفرح

ومن يحب الله ويتقرب إليه ويبكى بين يديه حتى يغفر له ويرحمه.. يفرح
ومن يحب الشتاء ببديع تأثيره على الأرض والثلج يتساقط مداعباً الأرض ومن عليها.. يفرح
ومن رزق بالأولاد بعد طول غياب وعناء.. يفرح

ولكنى فرحتى الآن بكل هؤلاء وربما أكثر منذ تلك اللحظة التى لا أعلم كيف حدثت بدون أدنى ترتيب منى، فقد كنت أسير كالعادة ووجدتنى أمام أحد أصدقائى داخل مقهى، كان الأمر بالنسبة لى عادياً ومألوفاً حتى دخلت وجلست إذ وجدت أمامى تلك الورقة التى أثارت إعجابى بشكل غير عادى فهى ورقة بسيطة للغاية مكتوب عليها بخط أسود عريض "ممنوع تدخين الشيشة بأمر من وزارة البيئة".

لا تعلمون كم سعادتى بتلك الورقة الصغيرة، وكأن صاحب المقهى كان يسمعنى فقد علق نسخاً كثيرة من تلك الورقة فى أنحاء المقهى.

حتى الآن تتساءلون لماذا أنا سعيد وأين هى السعادة فى ذلك الأمر العادى الذى لا يذكر، وهو من البديهيات التى كان يجب أن تحدث منذ زمن بعيد، ولكن هناك بعداً آخر.

فقد نويت منذ ما يقرب من سنة إرسال خطة قيمة طرأت على تفكيرى لمنع الشيشة من المقاهى، وفى نفس الوقت مع عدم الإضرار بالمقاهى، وقد بدأ "حلمى" يتحقق كما أردت أن أراه..
"الإسكندرية" بلا "شيشة" لا تعلمون مدى فرحتى بالفعل الآن.. أعلم أنها الصدفة وصناعة القدر ومن ورائهم قدرة المولى الذى أسعدنى كثيراً ما أرادته مشيئته أن أرى المقهى خالياً من تلك الماسورة الملعونة نافثة السم الذى يقتل الخلايا ببطء وهدوء وروية، والناس تضحك وتبتسم وتسحب نفساً آخر، ويضاف فى عداد صحتهم التنازلى.

فقد انتهى ذلك وبدأ علىَّ الانقراض ليطوى صفحة كريهة الرائحة غابرة المنظر مليئة بالتراب فى تاريخ الحبيبة مصر.

أود أن أراها فى كل محافظة مصرية وكل مدينة ونجع، تلك الجملة على تلك الورقة البسيطة.. "ممنوع تدخين الشيشة بأمر من وزارة البيئة".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة