كل وزير للتعليم يعين فى هذا البلد يدخل الوزارة كالفارس المغوار ويرسل ويسترسل فى شعارات عن تطوير التعليم والقضاء على الدروس الخصوصية وعودة الكتاب المدرسى الحكومى ليقضى على الكتب الخارجية ولجوء الطالب إلى الكتاب المدرسى فقط لنجد فى النهاية أن هذه الشعارات ليست إلا شعارات جوفاء، فالكتاب الحكومى هو الكتاب السابق الذى لا يغنى ولا يسمن من جوع .
ولكن وزيرنا الحالى قضى على الكتاب الخارجى بعدم الترخيص لمعظم الكتب الخارجية ليصبح الطالب وأولياء الأمور فى الأمر الواقع، فليس لديهم خيارات أخرى أى أنه إذا لم يستطع الطالب أن يلم بالمعلومات أو الفهم من الكتاب الحكومى فيخبط رأسه فى أقرب جدار، فلم يجعل أمام الطالب خيارا آخر بينما المنطق يقول إن هناك شيئا اسمه التنافس الشريف بين جميع الأطراف فيكون أمام الطالب مفترق الطرق والبقاء للأصلح، فالطالب هو الذى يشعر بالفارق فيلجأ للأصلح له ولا نجبره على هذا أو ذاك .
أما بالنسبة للدروس الخصوصية، فكل وزير يقول كلاما ويطبق عكسه، فالنظام الذى يريد تطبيقه وزير التعليم على طلبة الشهادة الإعدادية والابتدائية من يقرأه لأول وهلة يدرك أن الوزير الفاضل يقذف الكرة فى ملعب المدرس بنظام التقويم الشامل ومواد الإنجاز التى تكون مادة خصبة فى يد المدرس ليلوح بها للطالب ليضطر إلى اللجوء للدروس الخصوصية عند نفس المدرس حتى لا يضطهده ويجعل منه شخصا غير لائق لدخول امتحان التيرم الأول كما ينص التعديل الجديد.
اين هو التطوير والقضاء على الدروس الخصوصية؟ بالله عليكم بعد أن كان الطالب لا يهمه سوى الامتحان آخر العام، فإذا كان لا يفهم من مدرس الفصل فله الحرية فى اختيار مدرس آخر من خارج مدرسته ليشرح له مالا يفهمه من مدرس الفصل أو يعتمد على نفسه فى المذاكرة.
لكن اليوم لا خيار للطالب، خاصة وأن هناك مدرسين سيستخدمون صلاحياتهم التى تعلو يوما بعد آخر ومن وزير إلى آخر فى استظراف طالب واستتقال دم طالب آخر، وذلك هو ما يحدد مصيره فى التقويم الشامل اللهم إلا إذا أخذ عنده درسا خصوصيا وهنا نحن نساعد المدرس المسكين فى تجميع أكبر قدر من الدروس وليذهب أولياء الأمور الكادحين إلى الجحيم بالصرف على الدروس الخصوصية لتكون عبئا من الأعباء التى تثقلها حكوماتنا المتتالية على كاهل أولياء الأمور من غلاء أسعار كل شىء من طعام وكهرباء ومياه وضرائب ليزيدها الوزير بنظامه الجديد الذى يراه معظم الناس ما هو إلا لخدمة الدروس الخصوصية والمدرسين وذلك هو التطوير بحق.
لكم الله يا أولياء الأمور، وفى النهاية بعد التخرج يجلس ابنك بجانبك بلا عمل ينتظر فى طابور العاطلين الذى طال أمده والذى لا نهاية له.
