◄◄الخيانة.. والبيع.. «لغة السماسرة» أمام اللجان.. ودوائر «المال» تشعل أسعارهم قبل أسبوعين من الاقتراع
◄◄ الجمالية ومنشأة ناصر والظاهر ومدينة نصر والمرج وشبرا والوايلى على صفيح ساخن
نهاية نوفمبر المقبل.. هناك 8 ساعات فى يوم واحد يتكبد خلالها المرشحون لانتخابات مجلس الشعب المقبلة أموالاً طائلة، فالبعض منهم يعتبرها خسارة مالية مؤقتة لاقتناص مقعده تحت قبة البرلمان، بينما تعتبر الـ8 ساعات، وهى المدة المخصصة للتصويت بعد فتح الصناديق الانتخابية فى التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءً، وتعد تلك الساعات موسماً لـ«سمسارة» الانتخابات الذين يشترون الأصوات الانتخابية الصالحة للتصويت لصالح مرشح بعينه يدفع «الثمن» للوصول إلى قبة البرلمان بأى وسيلة.
فى التاسعة صباح يوم 29 نوفمبر المقبل.. يبدأ فتح الصناديق الانتخابية للاقتراع فى انتخابات مجلس الشعب 2010، التى يعتبرها البعض الأكثر «سخونة» عن الانتخابات البرلمانية الماضية، حيث أعلن صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطنى الديمقراطى نيته عدم تكرار سيناريو حصول جماعة الإخوان المسلمين على 88 مقعداً تحت قبة البرلمان كما حدث فى انتخابات 2005.. وأكد خوض الحزب الانتخابات البرلمانية المقبلة على جميع المقاعد بـ508 مرشحين، فى الوقت الذى تحدت فيه «جماعة الإخوان» مرشحى الحزب من الوزراء والقيادات الحزبية، الذين تقدموا بأوراق ترشحهم لخوض الانتخابات، وأكدت الجماعة قدرتها على المنافسة.
قبل 15 يوماً من يوم الاقتراع، تبدأ التربيطات الجدية للمرشحين مع «السماسرة» أو ما يطلق عليهم «بلطجية» الانتخابات، الذين يعتبرهم عدد كبير من المرشحين أحد أضلاع مثلث نجاحهم فى الانتخابات.. «سماسرة الانتخابات» كشفوا لـ«اليوم السابع» استعدادهم لانتخابات مجلس الشعب المقبلة، وأكدوا أنهم لا يلتقون بالمرشح بشكل مباشر، بينما يكون اللقاء مع أحد المقربين منه، ويكون عادة أحد أبناء أشقائه الشباب الذين لهم شعبية بالدائرة أو مساعدوه فى الحزب المنتمى له، بسبب تخوف المرشح من خيانة «السمسار» الذى قد «يبيعه»، بـ«لغة الانتخابات»، حال القبض عليهم أمام اللجان الانتخابية أثناء شرائهم الأصوات الانتخابية أو تورطهم فى أحداث شغب داخل أو خارج اللجان.. ويجتمع السماسرة مرة واحدة بالمرشح داخل مكتبه فى الدائرة، أو بمنزل السمسار، فى لقاء سرى للاتفاق على عدد الأصوات التى يرغب المرشح فى شرائها لصالحه، على أن يتسلم السمسار «عربون» يشغل بيه نفسه ويتفق مع الناس»، يقدر عادة بـ500 جنيه. والخيانة والبيع وعربون أشغل بيه نفسى، جميعها كلمات لن تجدها إلا فى قاموس السماسرة الذى يستخدمونه أمام اللجان الانتخابية.
7 أيام مرت على الاتفاق بين المرشح والسمسار، يعقد بعدها الأخير لقاءات مع مساعديه يضع خلالها خطة تحركهم يوم التصويت داخل صناديق الاقتراع، وتربيطات مع الناخبين الذين سيبيعون أصواتهم لصالح المرشح.
الاتهامات العديدة التى توجه فى الغالب، لمرشحى الحزب الوطنى بشراء أصوات الناخبين لاقتناص المقاعد البرلمانية لصالحهم، تجعلهم «مصدر رزق» للسماسرة الذين يعرضون عليهم تقديم خدماتهم ومساعدتهم، وتسود حالة من الترقب بين أوساط سماسرة الانتخابات، فهم ينتظرون إعلان المعارضة وجماعة الإخوان نيتها لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، خاصة أن هذا الأمر يعنى لهم مقابلاً مادياً أعلى، فالدوائر التى يشتعل فيها التنافس بين مرشحى الحزب الوطنى وجماعة الإخوان والمعارضة تكون الأكثر جمعاً لسماسرة الانتخابات.
الدوائر الساخنة هذا العام فى مقدمتها دائرة الجمالية ومنشأة ناصر، الظاهر والأزبكية، وعابدين، ومدينة نصر، والمرج ، وشبرا، والوايلى، وغيرها، ستكون أرضاً خصبة للسماسرة، فعلى الرغم من أن سعر الصوت الواحد يبدأ فى صباح يوم الانتخابات بـ100 جنيه، فالتوقعات تؤكد أن سعر الصوت هذا العام سيبدأ بـ200 جنيه فى الساعات الأولى.. بينما ينتظر العديد من الناخبين الراغبين فى بيع أصواتهم الساعات الأخيرة قبل غلق الصناديق، وهى الفترة التى تشهد رواجاً كبيراً لأسعار الأصوات، فبعدما كان سعر الصوت 100 جنيه فى الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الانتخاب، يصل فى الرابعة عصراً لـ400 جنيه، وفى بعض الأحيان يصل لـ600 جنيه.
لقاءات سرية بين «المرشحين» و«سماسرة الانتخابات» لشراء الأصوات
الجمعة، 24 سبتمبر 2010 01:22 ص
دعاية مكثفة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة