مشاكل كثيرة يواجهها الإخوان المسلمون فى محاولاتهم ترويج فكرهم وبرنامجهم السياسى. أبرزها بالتأكيد موقفهم من الأقباط، مع شعور الأقباط بالخوف كلما مر بخاطرهم أن الإخوان ربما يصلون إلى منصة الحكم، ويبدأون تنفيذ حلمهم بإقامة دولة إسلامية، يتعاملون فيها مع الأقباط باعتبارهم «أهل الذمة» فيحرمونهم من حقوق المواطنة الكاملة.
راشيل سكوت، أستاذة مساعد الدراسات الإسلامية فى قسم الدين والثقافة بجامعة فيرجينيا، عبرت عن هذه المشكلة فى كتابها الصادر منذ أسابيع عن جامعة ستانفورد، بعنوان «تحدى الإسلام السياسى: غير المسلمين والدولة المصرية».
الكتاب يتناول المشكلة منذ جذورها، ويرصد الدور الذى قام به غير المسلمين، وأوضاعهم فى المجتمعات الإسلامية التى عاشوا فيها.
تستهل الكاتبة مقدمة كتابها بالحديث عن التوتر الطائفى الذى اندلع بمصر فى ديسمبر عام 2004 بين المسلمين والأقباط حول ما أثير عن إشهار وفاء قسطنطين، زوجة كاهن قبطى، إسلامها هرباً من مشكلات زوجية، خاصة أنها سعت من قبل ودون أن تنجح إلى الحصول على الطلاق. وبسبب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية فإن التحول إلى الإسلام من قبل الأقباط فى مصر أصبح أمراً شائع الحدوث. وفى مجتمع قائم على العائلة الدينية، فإن مثل هذا التحول الدينى يعد مصدراً للخزى والعار. وكان تحول وفاء قسطنطين للإسلام بمثابة فضيحة، وهو ما رفضه كثير من الأقباط، فاحتشدوا غاضبين مطالبين بعودتها، حتى سلمت قوات الأمن قسطنطين للكنيسة، وهو ما وصفه أحد المعلقين بأنه «لىّ لذراع الدولة من قبل الكنيسة».
وأثارت هذه الواقعة النقاش حول العلاقة بين الكنيسة والدولة. فالبعض انتقد الدولة لفشلها فى حماية قسطنطين، فى حين قال البعض الآخر إن الدور السياسى للكنيسة كان انحرافاً غير مسيحى، ودعا إلى إدماج الأقباط بشكل كامل مع المسلمين فى مؤسسات الدولة.
وهكذا ترى الكاتبة أن حقوق الأقباط فى القانون المصرى قائمة على خليط من الشريعة الإسلامية والقوانين العلمانية، فى حين أن النظام القانونى فى مصر مستمد من أنظمة قانونية غربية.
كتاب أمريكى: قضية وفاء قسطنطين أساس التوتر الطائفى
الجمعة، 24 سبتمبر 2010 01:23 ص
وفاء
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة