سعيد سالم يكتب: تحية إلى حزب الوفد الجديد

الجمعة، 24 سبتمبر 2010 11:06 ص
سعيد سالم يكتب: تحية إلى حزب الوفد الجديد السيد البدوى رئيس حزب الوفد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحزب القوى، أو الجماعة القوية، أو الجمعية القوية، لا ينبغى لها أن تأخذ من مقاطعة الانتخابات سبيلاً فى منهجه أو منهجها السياسى، أما المنادون بالمقاطعة فهم هؤلاء الضعفاء الذين لا يملكون من أمر أنفسهم شيئاً، ويدركون تماماً مدى حجمهم الضعيف فى شارع الانتخابات، كما يدركون أن منافساتهم على زعامة وأمانة حزبهم أو جمعيتهم أو جماعتهم أهم بكثير من المنافسة على كرسى فى مجلس الشعب أو الشورى أو حتى المحليات.

ومن ثم - فإنى أوجه التحية الخالصة إلى حزب الوفد الجديد الذى قرر خوض انتخابات مجلس الشعب فى قرار تاريخى لجمعيته العمومية، أثبتت فيه غالبية مريحة من أعضائها أن حزب الوفد هو الحزب صاحب التاريخ والخبرات السياسية المتراكمة، وأنه الحزب القادر على إرساء الكثير من مبادئ الديمقراطية التى مازلنا نفتقدها فى مصر، بل والقادر على ممارسة لعبة الديمقراطية.

نعم – فالديمقراطية لعبة تقتضى - أولاً - من الحزب السياسى الذى يرى أن له أى وجود وتواجد فى الشارع مهما كان حجمه، وله مؤيدون فى مختلف المحافظات مهما كان عددها، ومن ثم فعليه أن يمتنع عن إصدار قرار المقاطعة، بل ولا يفكر فيه أبداً.

كما أن لعبة الديمقراطية تقتصى - ثانياً - من الحزب أن يقدم خدمات للمواطنين فى صورة مادية أو معنوية من شأنها أن تُرد إليه فى صورة انتخاب أعضائه فى المجالس المحلية والنيابية لإدراك المواطنين أن ذلك سيُزيد من تقديم الخدمات لهم كمواطنين يبحثون عن أحوال معيشية أفضل.

كما أن لعبة الديمقراطية تقتصى - ثالثاً- من الحزب عدم ترك الساحة السياسية لمنافسيه من الأحزاب، وأن يجد الحزب "فى نفسه" دوماً خصماً عنيداً وقوياً لا يسمح للأحزاب الأخرى بتزييف إرادة الأمة، بل - ويعمل – دوماً - ودون كلل أو ملل لكى يكون صندوق الانتخابات هو وسيلته الأولى والأخيرة لتداول السلطة.

فالحزب أو الجمعية أو الجماعة صاحب أو صاحبة النوايا الصادقة فى التغيير وفى إصلاح أحوال البلد وأحوال مواطنيه لا يمكن بحال من الأحوال أن يلعب أو تلعب ديمقراطية على مزاجه أو على مزاجها، وينسحب أو تنسحب من سوق الانتخابات وفق هواه أو هواها، ويُطالب بالمقاطعة حين يريد أو حين تريد، أو بالأحرى - حين يشعر أو تشعر بانسحاب مؤيديه عنه "سواء فعليين أو إليكترونيين" أو أنه لا يملك مؤيدين له ولأعضائه ولسياساته.

وفى رأيى أن الحزب الذى يصدر قرار المقاطعة عليه قبل إصداره القرار أن يصدر قرار بالامتناع عن الحصول على دعم الدولة له.

وفى رأيى كذلك أن عليه قبل إصدار القرار أن يتحرى رأى مؤيديه وجمعيته العمومية فى القرار – كما فعل حزب الوفد - ولا يُترك القرار لرئيس الحزب أو أمينه العام أو سكرتيره.

وأخيراً.. اسمحوا لى أن أدعو جميع أحزاب المعارضة فى مصر أن تتعلم من الحزب الوطنى، ومن حزب الوفد بعد قراره بخوض الانتخابات - كيفية لعب الديمقراطية لو أرادوا أن يلعبوها.

وقبل أن يتعلموا، فعليهم أن يعلموا، أنه لا مكان للضعفاء أو الحنجوريين فى ساحة ملعب الديمقراطية، ولا مكان فى ذات الملعب للمُنشقين عن أنفسهم، والمنقسمين عليها قبل انقسامهم على الآخرين.. والحدق يفهم.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة