◄◄ اتهم النحاس بالانشغال بتقليم أظافره بالباديكير وقت حريق القاهرة.. وأخيراً وضع السادات فى دائرة المتهمين بقتل عبدالناصر
على كثرة الوثائق التى بحوزة الأستاذ محمد حسنين هيكل لكنه اعتاد على دس معلومات من الذاكرة لا تستند إلى دليل حول أحداث تاريخية هامة بين هذه الوثائق، فتكتسب تلك المعلومات صفة التوثيق على غير الحقيقة، وربما كانت أزمة «فنجان القهوة» التى أثارها مؤخراً أحد آثار قراءة التاريخ من ذاكرة رجل لا يفصله عن العقد التاسع من عمره إلا سنوات قليلة.
أبرز ما فى قصة فنجان القهوة أنها حالة نموذجية للحديث عن الأموات نظراً لأن جميع أبطالها الرئيس عبدالناصر والرئيس السادات والزعيم الفلسطينى ياسر عرفات وحتى الطباخ الخاص للرئيس عبدالناصر لقوا وجه ربهم ولا يستطيع أحد منهم أن ينفى الرواية أو يؤكدها.
واللافت أن أزمات الأستاذ هيكل منذ ظهوره على قناة «الجزيرة» خلال السنوات الأخيرة لم تنته، فسبق أن أثار عاصفة فى الأردن بعد أن تناول الملك الراحل الحسين بن طلال بالنقد اللاذع، ووجه له اتهامات بإقامة علاقة وثيقة مع إسرائيل ترجع إلى ما قبل حرب يونيو 1967، وتقاضيه راتبًا شهريًا من المخابرات الأمريكية «سى آى إيه»، استنادًا إلى ما قال إنها «وثائق» أمريكية أكدها الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر.
ووقتها ردت الصحافة الأردنية بعنف على الأستاذ هيكل، ووصفته بالمهرج وأسطورة الأكاذيب.
الدكتور أحمد القصير أكد أن هيكل تجنى على التاريخ عندما زعم أن الشيوعيين المصريين كانوا الأبعد عن ثورة 23 يوليو، وذكر أن التاريخ لا يمكن أن يغفل أن حركة «حدتو» التنظيم الشيوعى الأكبر والأكثر تأثيراً قبل الثورة، كانت شريكاً أساسياً فى صناعة حركة الضباط الأحرار، ودلل على ذلك بمشاركة خالد محيى الدين فى الحركة، وكذلك مشاركة حدتو فى كتابة منشورات الضباط الأحرار وطباعتها وتوزيعها.
الأسوأ فى هجوم هيكل كان على حزب الوفد، حينما ذكر أن النحاس باشا رئيس الوزراء آنذاك كان مشغولاً وقت حريق القاهرة بتقليم أظافر يديه وقدميه بمعرفة إخصائى باديكير ومانيكير، وأن فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية كان مشغولاً بتسجيل عمارة اشتراها،
من ناحيته يرى الدكتور وحيد عبدالمجيد أن هيكل فى الحلقات التى يظهر فيها على قناة الجزيرة يعيد قراءة تاريخ المنطقة بما فيه من أزمات متعددة ويلقى الضوء على وقائع لم يسلط عليها الضوء بشكل كاف، ونظراً لأن صوته مسموع فإن كل ما يثيره يحدث جدلا كبيرا.
وأكد عبدالمجيد أنه يرى أن الهدف من واقعة «فنجان القهوة» التى ذكرها هيكل هو تبرئة السادات من الاتهامات التى وجهت له بقتل جمال عبدالناصر وليس العكس، مشيراً إلى أنه أكد عدم وجود أى دليل يدين السادات.
وأضاف عبدالمجيد: «بعض الروايات التى يذكرها هيكل تثير جدلا وغضبا على نطاق واسع نظراً لأن العقل العربى لم يستسغ بعد الكشف عن مثل هذه الوقائع».
وأكد الدكتور عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ بجامعة حلوان، أن الميزة الوحيدة التى يتمتع بها هيكل، هى حجم المعلومات التى حصل عليها من خلال قربه من مؤسسة الرئاسة.
وقال: «هيكل لديه صندوق سحرى، ومن آن لآخر يخرج منه معلومة يشغل بها الناس».
ووجه الدسوقى اتهامات لهيكل بأنه يتلاعب بالقراء والمستمعين، ووصفه بالزئبقى، وقال: «لا أعرف لماذا ذكر واقعة فنجان القهوة من الأساس إذا كان لا يوجد لديه شك بأن السادات تورط فى قتل الرئيس عبدالناصر»، وتساءل: «هل الهدف هو إشغال الناس فقط؟».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة