حسام الشيخ يكتب: رايات بيضاء

الجمعة، 24 سبتمبر 2010 01:13 ص
حسام الشيخ يكتب: رايات بيضاء أديسون مخترع المصباح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نماذج لا يعرف اليأس طريقاً إلى قلوبها، آمنت بأن لكل مجتهد نصيبا، ديدنها العمل ثم العمل ثم العمل، فلا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس، منهجها قانون التوقع "ما نتوقعه يصبح سبباً نحو ما يحدث"، فإذا توقع المرء النجاح وحدث نفسه به أسهم ذلك بشكل كبير فى حدوثه، أما توقع الفشل فسيفقده القدرة على التركيز وسيصيبه بالإحباط وسيصبح فى النهاية غير قادر على صناعة النجاح لقناعة عقله الباطن بذلك.

كولونويل ساندروز، صاحب أشهر خلطة تستعمل الآن فيىأحد أكبر مطاعم الـ "فاست فود"، عمل - بعد بلوغه الخامسة والستين وبعد تقاعده من الوظيفة – فى أحد المطاعم، وحاول استعمال خلطته السرية التى لم تنل إعجاب أهل منطقته مرات ومرات وسمع كلمة (لا) 1009 مرات، نعم 1009 مرات إلا أنه لم ييأس، وفى المرة 1010 لاقت خلطته القبول والاستحسان وذاع صيتها وصيته معها.

توماس ألفا أديسون صاحب 1093 اختراعات، أهمها المصباح الكهربائى، طرد من المدرسة الابتدائية فى وقت مبكر، لأن حجم جمجمته كبير فاتهموه بأن "مخه تخين"، فعكف فى منزله يدرس ويقرأ ويتعلم، فيما تدفعه أمه التى يصفها بأنها هى من صنعته. وفى ليلة ظلماء تعرضت أمه لآلام مبرحة قرر طبيبها على إثرها ضرورة خضوعها لجراحة عاجلة، إلا أنه لم يتمكن من ذلك فضوء الشموع لم يسعفه، فانتظر حتى الصباح، فيما ظلت الأم تتألم طوال الليل، فكان ذلك حافزاً لتوماس ليواصل الليل بالنهار، حتى توصل إلى اختراع المصباح الكهربائى الذى أضاء ليل العالم، بعد خوضه حوالى 899 تجربة فاشلة وفى المرة الـ 900 نجح فى الوصول إلى السلك الحرارى «التنجستين» الذى ظل مضيئاً فترة طويلة دون احتراق، وعند سؤاله عن عدم يأسه بعد المرة الـ 500، أجاب: لم أيأس لأنه أصبح لدى 500 طريقة لا تؤدى إلى اختراع المصباح، وبعد نجاحه أطلق مقولته الشهيرة "2 فى المائة وحى وإلهام، و98 فى المائة عرق وجهد واجتهاد".

"شا. سيو" سيدة كورية تبلغ من العمر 68 عاماً فشلت 771 مرة فى استخراج رخصة قيادة سيارة خاصة، إلا أنها تقدمت قبل أيام للمرة الـ 772 للحصول على الرخصة. الغريب أنها ودون قصد سجلت رقماً قياسياً عالمياً جديداً لتنضم إلى موسوعة جينيس للأرقام القياسية محققة أكبر مرات فشل فى استخراج رخصة قيادة خاصة.

تلك نماذج تمسكت بالحياة، ووثقت فى قدراتها، وانتصرت على يأسها.. ولم تنع حظها ولم تنتظر من يأخذ بيدها! فما رأى شبابنا وفتياتنا الذين يرفعون الرايات البيضاء عند أول منعطف فى حياتهم، ويتسرب اليأس إلى نفوسهم بعد محاولة أو اثنتين؟

قدراتنا تقاس بمحاولاتنا لا بإنجازاتنا، وإن لم نستطع أن نأتى بأعمال عظيمة فعلينا فقط محاولة القيام بأعمال صغيرة قد تكون آثارها عظيمة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة