BBC: الشباب الأمريكى المسلم يواجه ضغوطاً بمجتمعه

الجمعة، 24 سبتمبر 2010 06:08 م
BBC: الشباب الأمريكى المسلم يواجه ضغوطاً بمجتمعه الشباب الأمريكى المسلم يواجه ضغوطاً بمجتمعه
إعداد ميريت إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية تقريراً حول الضغوط التى يواجهها جيل الشباب الأمريكيين المسلمين، ومحاولاتهم للاندماج بالمحيط الذى يعيشون به.

وتقول إحدى الفتيات المسلمات ياسمين أولاه (17 عاما)، والتى تقيم مع عائلتها بولاية فرجينيا الشمالية، إن من حولها يتوقعون أن تكون هادئة لأنها ترتدى الحجاب، ولكنها تضيف، وهى تضحك بصوت عال: "يمكنك أن تصفينى بأى شىء ما عدا الهدوء"، ولدت ياسمين فى الولايات المتحدة، لأسرة مكونة من خمسة أطفال، بعد سنوات قليلة من هجرة أبويها من بنغلاديش.

وتضيف كلير بولدرسون كاتبة التقرير أنه بالرغم من المرح البادى على ياسمين، "فإن صوتها يصبح أكثر جدية، حين تحدثنى، عن شعورها حين يصفها بعض زملائها الطلاب بـ "الرأس المنشفة"، داخل ردهات المدرسة، مستهزئين بحجابها"، ولكنها تقول، وبشكل قاطع: "أنا فعلاً أمريكية.. ولدت هنا وتعلمت القيم الأمريكية حول المساواة والحرية".

وفى الوقت ذاته، تقول ياسمين إن مواقف بعض الأمريكيين تتركها عاجزة عن الرد. وتضرب مثلاً على ذلك بأنها كنت مرة فى متجر للكتب، واقترب رجل منها، وقال: "أنا أكره المسلمين"، وعاد بعد خمس دقائق ليكرر الجملة ذاتها، مرة أخرى.

وتضيف ياسمين، قد أرد على مثل هذه التصرفات فى المدرسة، ولكن عندما يحدثى رجل راشد بهذه الطريقة أرتبك ولا أعرف الرد.

ويشير التقرير إلى أن ياسمين ترأس مجموعة من الشباب المسلم فى المسجد القريب منها، وهى تؤمن إيمانا عميقا بضرورة الانفتاح على أتباع الديانات الأخرى، وبناء جسور التواصل مع الأمريكيين الذين قد ينظرون بريبة للأقلية المسلمة، ولكنها تستدرك، بالمقابل، بأن على المجتمعات الإسلامية داخل الولايات المتحدة بذل المزيد من الجهود للتصدى للشكوك والمخاوف من بعض الشبان المسلمين.

فى جزء آخر من الولاية ذاتها، يقبع منزل صغير تم تحويله إلى مسجد قبالة مركز للتسوق، يرفض إمام هذا المسجد الحديث عن خمسة مصلين شبان تتراوح أعمارهم بين 18 حتى 25، هم مواطنون أمريكيون من أبناء مهاجرين من شمال أفريقيا وجنوب آسيا، اختفوا بين ليلة وضحاها فى أواخر العام الماضى، ولاحقاً تم العثور عليهم فى باكستان، ولكن مدانين بتهم الإرهاب.

قيادات الجالية المسلمة فى الولايات المتحدة المطلعون على القضية، يقولون إن خلفيات الشبان لم تشر على الإطلاق، بأنهم قد يتورطون فى نشاطات متطرفة.

عندما تأخر هؤلاء الشبان فى العودة إلى منازلهم، بعد أن أخبروا أسرهم بأنهم ذهبوا لحضور مؤتمر فى عطلة نهاية الأسبوع، ذهبت الأسر إلى المسجد بحثاً عن مساعدة، عوضاً عن الذهاب إلى الشرطة.

ويقول رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية نهاد عوض بأن هناك انعداما للثقة ما بين المسلمين وسلطات تنفيذ القانون بالولايات المتحدة.

وكانت منظمته نصحت أسر الشبان الخمسة بالذهاب للشرطة، وبتوكيل محامٍ على الفور.

يقول عوض: "لسوء الحظ، الثقة تضررت بين الطرفين بسبب كثير من الحالات فى الماضي، حيث شعر المسلمون الأمريكيون بأنهم كانوا مستهدفين، ومع مرور الوقت انعكس هذا سلباً على علاقة المسلمين بسلطات تنفيذ القانون". الحكومة بدورها تسعى إلى تغيير هذا الوضع، وبعض المساجد كذلك.

فى المسجد الذى ترتاده ياسمين فى ولاية فرجينيا، كان أحد عناصر مكتب التحقيقات الفدرالية FBI من المدعوين لصلاة مشتركة بين الديانات وحفل عشاء.

لكن تقريرا صدر هذا الشهر من قبل لجنة مستقلة كانت قد حققت فى الأحداث التى أدت إلى تفجيرات الحادى عشر من سبتمبر عام 2001، أشار إلى أن جهود التواصل هذه بين السلطات والمسلمين الأمريكيين تأتى متأخرة جداً.

وقال التقرير الرسمى إن الولايات المتحدة كانت بطيئة فى أخذ التهديد الذى يشكله المتطرفون محليو النشأة على محمل الجد، حيث كان هذا البعد غائباً عنها. وكانت الولايات المتحدة كالأعمى فى حقل الألغام هذا.

الأمين المساعد فى وزارة الأمن الداخلى عارف عليخان، ينفى بأن رد الحكومة كان بطيئا. وقال: "لا أعتقد بأننا تجاهلنا هذا الأمر، لقد كنا دوماً يقظى بهذا الخصوص".

وفيما يورد عليخان الخطوط العريضة لجهود تعزيز العلاقات بين أجهزة تنفيذ القانون المحلية والجالية المسلمة، يرى بأن الطرفين يستطيعان تحديد الأشخاص الذين قد يلجأون إلى العنف.

ويضيف: "ولكن هذا يفترض أن الآباء، والأئمة وغيرهم يعرفون الشبان الذين يتم استمالتهم من قبل المتطرفين، ولكنهم غالباً لا يعرفون. كما أنهم ليسوا على دراية دائما بالمواقع الإلكترونية التى تثير مشاعر هؤلاء الشبان من خلال تصويرات مؤثرة حول معاناة المسلمين فى الحروب، سواء فى أفغانستان أم فى العراق، أو الفلسطينيين وهم يحاربون ما يرونه احتلالاً إسرائيلياً مدعوماً من الولايات المتحدة".

تقول ياسمين: "سواء أحببنا ذلك أم لا، أصبح المسلمون أكثر تسييساً.. ينبغى على الجالية المسلمة البحث عن وسائل لجعل الشبان نشطين سياسياً دون أن يكونوا عنيفين".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة