فى بيانهم الختامى أعلن وزراء داخلية دول جوار العراق فى اجتماعهم الوزارى السابع فى المنامة بالبحرين إدانتهم للتصرف المشين بالإساءة إلى نسخ من المصحف الشريف، كما أدان وزراء الداخلية بدول جوار العراق الأعمال الإرهابية التى وقعت فى مملكة البحرين مؤخرا.
شارك فى المؤتمر وزراء داخلية المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية الإسلامية الإيرانية ومملكة البحرين والجمهورية التركية والمملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية وجمهورية العراق ودولة الكويت وجمهورية مصر العربية، وبمشاركة ممثلى منظمة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامى وجامعة الدول العربية والأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، حيث استعرض الوزراء ما تم إنجازه من القرارات والتوصيات الواردة فى البيانات الختامية للاجتماعات الوزارية السابقة.
وقد أشاد الوزراء بنجاح الانتخابات النيابية الديمقراطية التى شهدها العراق فى السابع من شهر مارس الماضى، والدور المتميز للقوات الأمنية العراقية فى إنجاحها، وأكدوا على أن عملية تشكيل حكومة عراقية تمثل أطياف المجتمع العراقى هى أمر داخلى تقرره القوى السياسية العراقية، وفقاً لمصالح الشعب العراقى، وأن الإسراع فى تشكيلها يعد مطلبا وطنيا وإقليميا ودوليا، وأعربوا عن ارتياحهم لتنامى القدرات الأمنية العراقية وانسحاب القوات المقاتلة الأمريكية من العراق وتسلم قواته الوطنية للملف الأمنى والسير قدماً باتجاه تعزيز هذه القدرات بما يلبى متطلبات أمن، واستقرار العراق ودفع مسارات التنمية وبما يؤمن تحقيق الرفاه الاقتصادى المنشود للشعب العراقى الذى عانى الكثير من الجرائم الإرهابية.
وأدان وزراء الداخلية بشدة التصرف المشين بالإساءة إلى نسخ من المصحف الشريف وهو كتاب الله المنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين الذى جاء بالحق والهدى والنور والخير للبشرية جمعاء، وأشادوا بالدور المعارض لهذه الأفعال المتطرفة.
كما أدان وزراء الداخلية بدول جوار العراق الأعمال الإرهابية التى وقعت فى مملكة البحرين مؤخرا، وأشادوا بكفاءة الأجهزة الأمنية البحرينية فى كشف وتفكيك شبكة تنظيمية ضمن مخطط إرهابى يستهدف أمنها واستقرارها، وأكدوا على الوقوف والتضامن مع مملكة البحرين ودعمهم وتأييدهم لكافة الإجراءات التى اتخذتها لمواجهة تلك الأعمال الإرهابية وكافة أنواع التحريض والتخريب التى من شأنها زعزعة النظام العام والاستقرار واستهداف الأبرياء وترويع الآمنين من مواطنين ومقيمين.
كما أدانوا أيضا العمل الإرهابى الذى ارتكب بمدينة مهاباد فى الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذى أدى إلى قتل وجرح عشرات الأشخاص، والأعمال الإرهابية التى وقعت فى العراق ودول الجوار والتى عرضت المواطنين الأبرياء للخطر وتلحق الضرر بالممتلكات وتؤثر سلباً على النظام العام والقانون، وأكدوا على دعمهم لإجراءات الدول الأعضاء الشاملة فى المواجهة الصارمة ضد المجاميع الإرهابية التى تستهدف سفك دماء الأبرياء وترويع الآمنين وتقويض اقتصاد الوطن وتدمير المنشئات والممتلكات.
وبعد استعراض ومناقشة الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الاجتماع اتفق الوزراء على عدة نقاط أهمها، التأكيد على وحدة العراق وسيادته واستقلاله وهويته العربية والإسلامية وعدم التدخل فى شئونه الداخلية ودعمه لتحقيق الأمن والاستقرار فيه ومباركة ممارسة دوره الإيجابى على الصعيد العربى والإقليمى والدولى.
والإشادة بالتعاون المثمر والبناء والتنسيق بين العراق ودول الجوار والذى انعكس على تحسن الوضع الأمنى فى العراق والمنطقة، وجدد الاجتماع مساندته التامة والشاملة للجهود التى تبذلها الحكومة العراقية فى محاربة الإرهاب بكافة أشكاله، مع إدانة كافة أعمال العنف والإرهاب التى تستهدف المواطنين العراقيين وممتلكاتهم والبنية التحتية لمؤسسات الدولة العراقية.
بالإضافة إلى التأكيد على توصيات الاجتماعات السابقة والتى تدعو إلى منع استخدام أراضى العراق أو دول الجوار كمقر لتدريب أو إيواء أو تمويل أو دعم العناصر الإرهابية أو ممر لارتكاب الأعمال الإرهابية داخل أراضى العراق ودول الجوار.
مع التأكيد على تفعيل آليات التعاون والتنسيق بين العراق ودول الجوار فى المواضيع الأمنية المشتركة وتفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون الأمنى الثنائى أو متعدد الأطراف، والتشجيع على توقيع المزيد من تلك الاتفاقيات ومذكرات التفاهم دعماً لتحقيق الاستقرار فى العراق ودول الجوار.
وتم التوصية أيضًا بتكليف لجنة من المختصين من وزارات داخلية العراق ودول الجوار لإعادة تقييم التعاون الأمنى الحالى فيما بينها بما يتلاءم مع المرحلة المقبلة فى ضوء المستجدات والتطورات الإقليمية والدولية، مع الدعوة إلى عقد اجتماعات نصف سنوية أو فصلية لضباط الاتصال لدى العراق ودول الجوار مع تحديد وسائل الاتصال بهم للاتفاق على تبادل المعلومات بشكل فعال، والتأكيد على عدم تجاوز العلامات الحدودية والتى تعتبر الحد الفاصل بين العراق ودول الجوار احتراماً لسيادة كل دولة وتفاديا لأى احتكاك قد يقع بين الدوريات على الحدود المشتركة.
والإشادة بإجراءات دول الجوار التى لديها حدود برية مشتركة مع جمهورية العراق، والمملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية التركية والمملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية ودولة الكويت، فى تعزيز أمن الحدود مع العراق، ومن ذلك ما قامت به مؤخراً المملكة العربية السعودية بإنشاء السياج الأمنى الحدودى على طول حدودها مع العراق، والذى يشتمل على أحدث أنظمة المراقبة والسيطرة الحدودية، مما أدى إلى الحد من عمليات التسلل والتهريب بنسبة عالية، بالرغم من أنه لم يستكمل بعد ولم تعمل أجهزة المراقبة والتحكم بكامل طاقتها.
والإشادة بالتسهيلات التى قدمتها دول الجوار للأشقاء العراقيين الذين أجبرتهم ظروف العراق على مغادرته، بما فى ذلك إتاحة الفرصة لهم للمشاركة فى الانتخابات النيابية العراقية الأخيرة، بالإضافة إلى تعزيز الآليات الدبلوماسية والقانونية والأمنية لتسليم العناصر الإرهابية التى يثبت تورطها بارتكاب جرائم إرهابية داخل أراضى العراق أو دول الجوار إلى الدول الطالبة منها، وذلك للحد من النشاطات الإرهابية والحيلولة دون إفلات العناصر الإرهابية من قبضة العدالة بما لا يتعارض مع الدساتير والأنظمة والقوانين الداخلية فى كل دولة.
والتأكيد على ضرورة تبادل المعلومات عن النشاطات الإرهابية التى تهدد أمن وسلامة جمهورية العراق ودول الجوار بما يضمن عدم وقوع الأعمال الإرهابية فيها وتشكيل لجنة تعقد اجتماعا سنويا أو كلما دعت الحاجة للمختصين لتعزيز علاقات التعاون والتنسيق وتبادل المعلومات فى مجال مكافحة الإرهاب، ومنع نشر الأفكار الإرهابية أو أفكار التطرف الطائفى التى تحرض على العنف والإرهاب عبر مختلف الوسائل وفقا للأنظمة والقوانين المرعية فى كل دولة، واستمرار تقديم الدعم اللازم لتدريب أجهزة الشرطة العراقية وتنمية قدراتها وفقاً لإمكانيات كل دولة من دول الجوار، والعمل على إغلاق المنافذ الحدودية غير الرسمية بين العراق وبعض دول الجوار والتى تستغل لأغراض التهريب وتلحق ضرراً بالأمن والاقتصاد للجانبين.
والتأكيد على التعاون المشترك للسلطات الحدودية لدول الجوار مع السلطات الحدودية العراقية فى القبض على المتسللين من العناصر الإرهابية والمهربين.
التأكيد على الدول التى لم تصادق على بروتوكول جدة 2006 إلى سرعة المصادقة عليه وتجديد العمل به لمدة ثلاث سنوات أخرى ابتداء من تاريخ انتهاء العمل به.
مع مواصلة التصدى للمحاولات الرامية للإساءة للإسلام من خلال ربطه بظاهرة الإرهاب والتأكيد على مبادئ الدين الإسلامى التى تدعوا للمحبة والتسامح وإرساء السلم والأمن فى المجتمعات البشرية فالإسلام برىء من الأعمال الإرهابية التى ترتكب باسمه وتحت رداءه من قبل هؤلاء الإرهابيين وهم أبعد ما يكونون عن الإسلام.
تقدير الجهود المبذولة من قبل منظمات الأمم المتحدة والمؤتمر الإسلامى وجامعة الدول العربية ومجلس وزراء الداخلية العرب وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية لدعم الأمن والاستقرار فى العراق.
ثم الترحيب بالدعوة المقدمة من معالى وزير الداخلية التركى لعقد الاجتماع الثامن لوزراء داخلية دول جوار العراق فى العام القادم.
هذا وقد رفع أصحاب السمو والمعالى وزراء داخلية دول جوار العراق فى ختام أعمال اجتماعهم برقية شكر وتقدير إلى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة ملك البحرين على استضافة المملكة لأعمال الاجتماع السابع لوزراء داخلية دول جوار العراق ونجاح أعماله.
فى بيانهم الختامى للاجتماع السابع..
وزراء داخلية دول جوار العراق تدين الإساءة إلى المصحف الشريف
الخميس، 23 سبتمبر 2010 05:41 م