محمد حمدى

معركة القرآن .. والإنجيل

الخميس، 23 سبتمبر 2010 12:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ 14 قرنًا جاء الإسلام إلى مصر ليصبح دين الأغلبية فيها، بعد أن كانت المسيحية هى دين المصريين الوحيد تقريبا باستثناء بعض اليهود، وخلال نحو 1400 عام عاش المسلمون والمسيحيون كل فى حاله، أو كل على دينه، دون محاولة التفتيش فى عقائد الآخرين والبحث عن أوجه الاختلاف، واختلاق ذرائع للصدام، حتى فقدت الأمة عقلها وبدأ المصريون من الجانبيين يفتشوف فى دين الآخرين، ويبحثون عن مناطق الاختلاف، ويشككون فى صحة كتب الله.

ولا يتوقف بعض دعاة السلفيين والمتشددين عن التشكيك فى الإنجيل، وهم يصرون على ترويج إنجيل برنلنبا باعتباره الكتاب المقدس الأصح رغم أن الكنيسة لا تعترف به، وتعتبره مزعوما، وفى المقابل دخل سكرتير المجمع المقدس الإنبا بيشوى فى هذا السجال بالتشكيك فى آية قرآنية وتساءل عن موعد إضافتها.

وأنقل عن صحيفة الوفد لأننى لم أستمع إلى محاضرة الإنبا بيشوى، وكم أقرأ نص محاضرته التى تناول فيها الآية الكريمة "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح عيسى بن مريم"، وتساءل الأنبا بيشوى: "هل نزلت فى حياة النبى محمد (ص).. أم نزلت بعد وفاته؟

بالعقل والمنطق من حق الإنبا بيشوى أن يتساءل عن آية قرآنية تكفر المسيحيين، خاصة إذا كان بعض المتشددين يستخدمونها كثيرا، لكن فى الوقت نفسه لابد وأن نتساءل لماذا يدخل الرجل الثانى فى الكنيسة فى هذه المعركة بنفسه؟.. وإذا كانت هناك مناوشات بين المتشددين من الجانبين حول صدقية الكتب المقدسة، لكن أليس من الواجب أن تلتزم القيادات الدينية الرسمية فى الجانبين باحتواء التوتر وعدم الانزلاق فى مناقشات من شأنها خلق حالة من الاحتقان وإثارة الفتنة؟

ما فعله الأنبا بيشوى حق شخصى له لا ينازعه فيه أحد.. لكن ماذا لو خرج شيخ الأزهر أو المفتى، وشكك فى صحة ما جاء فى الإنجيل استنادا إلى نصوص القرآن.. هل سيكون الوضع مقبولا للمسيحيين ليس فى مصر وحدها وإنما فى العالم كله؟

نعم الأديان كلها من عند الله، وهى فى غاياتها النهائية واحدة، سواء بالدعوة إلى تعبيد الناس، أو إلى مكارم الأخلاق، لكن فيها أيضا بعض الاختلافات، ومهمة أبناء الوطن الواحد ليس التنقيب عن التعارض بين الأديان، وإنما التركيز على المشتركات، لأنه ليس مفهوما أو مقبولا، أن نضحى بألف وأربعمائة عام من التعايش بين الملسمين والمسيحيين فى مصر، ونشعل معركة بين القرآن والإنجيل، إن امتدت نيرانها ستحرق الجميع.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة