صرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس مبارك قام بزيارة سريعة إلى ألمانيا استغرقت عدة ساعات اجتمع خلالها مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى مشاورات أعقبها عشاء عمل أمس، الأربعاء، حيث استعرض الرئيس جهود مصر للانتقال من المفاوضات غير المباشرة إلى المفاوضات المباشرة، وتهيئة الأجواء وإقناع الجانب الفلسطينى والرئيس محمود عباس لقبول المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.
وقال عواد إن الرئيس استعرض مع ميركل ما أجراه من مشاورات فى واشنطن لدى مشاركته فى إطلاق المفاوضات المباشرة، وفى شرم الشيخ عندما استضافت مصر الجولة الثانية من المفاوضات مع كل من رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو.
وأشار عواد إلى أن الرئيس مبارك، أكد خلال محادثاته فى برلين، أن المفاوضات التى انطلقت فى واشنطن الشهر الجارى تتعرض لامتحان حقيقى يوم 26 من سبتمبر الحالى لدى انتهاء المهلة الإسرائيلية لتجميد الاستيطان، وأن الرئيس مبارك أوضح للمستشارة الألمانية ميركل، أنه حذر نتانياهو من عواقب عدم تمديد هذه المهلة، وأكد لها أن أبو مازن جاد فى تأكيد عزمه عدم مواصلة التفاوض، إذا ما استأنفت إسرائيل بناء المستوطنات، كما أكد الرئيس مبارك لميركل أن مصر تتفهم هذا الموقف الفلسطينى تماماً وتدعمه.
وأوضح عواد، أن الرئيس مبارك أطلع ميركل على خريطة للمستوطنات الإسرائيلية المنتشرة على امتداد الضفة الغربية وفى محيط مدينة القدس، وذكر الرئيس أن الاستيطان والسلام والمفاوضات لا يمكن أن تسير فى مسارات متلاقية، "وأنه لا مفاوضات مع استمرار الاستيطان".
وذكر الرئيس أيضاً شارحاً على الخريطة لميركل، أن هذه المستوطنات تلتهم الأراضى الفلسطينية بما لا يترك للفلسطينيين أرضاً لإقامة دولتهم المستقلة، وهو ما يضرب عملية السلام فى مقتل.
وأضاف عواد، أن الرئيس مبارك أكد أن أحداً لا يستطيع وحده أن يصنع السلام مهما بلغت قوته وتأثيره ونفوذه، وأن الراعى الأمريكى لعملية السلام بحاجة إلى جهد فاعل من دول الاتحاد الأوروبى بصفه عامة، ومن دوله الكبرى بصفة خاصة، ومن محبى السلام على اتساع العالم، ومن باقى أطراف الرباعية الدولية بما يشمل الاتحاد الروسى والأمم المتحدة.
ولفت إلى أن الرئيس مبارك أوضح لميركل أنه يأتى لبرلين فى هذه الزيارة الخاطفة، ليضع المستشارة الألمانية فى صورة هذه الأوضاع، وأضاف أن الرئيس مبارك استرجع مضمون مشاوراته مع ميركل فى مارس الماضى وما ذكرته المستشارة الألمانية آنذاك من عدم اقتناعها من جدوى المفاوضات غير المباشرة وتأكيدها على ضرورة الانتقال إلى المفاوضات المباشرة.
وخلص الرئيس إلى أن هذه المفاوضات التى انطلقت فى واشنطن مطلع الشهر الحالى، ليس من المعقول أو المقبول أن تهدر أو تجهض وهى فى بدايتها وقبل مرور الشهر على انطلاقها، هذا فى حال ما إذا اختارت الحكومة الإسرائيلية استئناف بناء المستوطنات.
وأكد عواد، أن الرئيس مبارك طلب من المستشارة الألمانية، بحكم علاقاتها الوثيقة المعروفة بينها وبين إسرائيل، أن تقوم بإجراء الاتصالات اللازمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى ومع شركائها الأوروبيين ومع الرئيس أوباما، حيث ركز الرئيس على أهمية وإلحاح عامل الوقت من اليوم حتى السادس والعشرين من سبتمبر، أى بعد أيام قليلة.
وقال عواد، إن المستشارة الألمانية أبدت اتفاقها مع ما طرحه الرئيس مبارك ووعدت ببذل جهودها لضمان استمرار المفاوضات وإنجاحها، مشيراً إلى أن الرئيس مبارك أبلغ ميركل أنه قرر القيام بزيارة كل من برلين وروما سعياً لتحقيق هذا الهدف، ولاستعراض المرحلة الدقيقة التى تمر بها عملية السلام، مؤكداً أن مشاوراته فى كلا البلدين، تأتى لتستكمل ما سبق وأجراه من مشاورات مع الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى لدى توقفه فى باريس، وهو فى طريقه إلى واشنطن بداية الشهر الجارى للمشاركة فى إطلاق المفاوضات المباشرة.
كما أبلغ الرئيس مبارك المستشارة الألمانية، أنه يعول على تفعيل دور دول الاتحاد الأوروبى دعماً للجهود الأمريكية والمصرية وحفاظاً على مفاوضات السلام.
وشجع الرئيس المصرى حسنى مبارك وميركل الإسرائيليين والفلسطينيين على التحلى بـ"الشجاعة والقدرة على الإبداع" خلال مفاوضات السلام المباشرة.
مع انتهاء مهلة تجميد الاستيطان..
مبارك: المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية تتعرض لامتحان حقيقى
الخميس، 23 سبتمبر 2010 10:41 ص
لقاء مبارك وميركل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة