انتقد الشاعر السكندرى مهاب نصر مهاب نصر، فى مقال منشور له بجريدة القبس الكويتية، موقف إدارة معرض الكويت الدولى للكتاب، والتى أصدرت قراراً بمنع مشاركة بعض الكتب المصرية فى الدورة القادمة للمعرض، والتى من المقرر عقدها فى الثالث عشر من الشهر المقبل، طالبا تفسيراً من قبل أمانة المجلس الوطنى للثقافة والفنون والمسئول عن تنظيم تلك الفاعلية.
كما أشار نصر فى مقاله لانفراد جريدة اليوم السابع بنشر الخبر مرفق به قائمة الكتب الممنوعة من المشاركة داعياً إدارة المعرض بسرعة التدخل والرد، وتأكيد مدى صحة أو كذب هذا الخبر، وفيما يلى نص المقال.
أصبحت تظاهرة معارض الكتاب فى الكويت تظاهرة كما يقال "بلا طعم"، بل تظاهرة فيها ما يسىء للثقافة وللمثقفين، ليس فقط بسبب الهزال الذى تتسم به فعالياتها، ولكن، وبالإساس، لأن معرض الكتاب بدلا من أن يكون احتفالية بالكتاب صار مأتما سنويا بمنعه ومصادرته.
هى تظاهرة مسيئة حيث ترتبط بالمنع ليس للمثقفين فحسب، بل للمواطن والإنسان الذى يفترض أن الله وهبه عقلا لم يفرض عليه رقابة، بل جعله مسئولا عن قراراته واختياراته على هدى من بصيرته، وحثه على البحث والتقصى والتأكد من صحة المعلومة من مصادرها ما دام المرء سيسأل وحده عما اختاره. لكن لإدارة المعرض بالكويت رأى آخر يتأكد كل عام. فبالإضافة إلى ضعف الحضور الذى صارت تتسم به معارضها من حيث عدد الناشرين والكتب قياسا إلى الإمكانات الفعلية لدولة تملك أن تقيم أضخم معرض للكتاب، فإن فكرة الرقابة وأسلوبها المتعنت والمتواصل تتناقض أصلا مع صيحات الديموقراطية وحرية الرأى، وتتعارض جذريا مع أى "خطة تنمية" ما دامت تتجاهل تنمية الإنسان أولا، بل تعتبره قاصرا غير مدرك لما يصلح أولا يصلح له.
والسؤال هو على أى شىء تتأسس الديموقراطية الصحيحة إذا كان الإنسان محبوسا داخل معارف بعينها، ومقصيا عن كل رأى جديد أو مغاير؟ وإذا كان عليه أن يرى العالم بعيون الرقيب كمن ينظر إلى الحياة من وراء قضبان السجن ثم يطلب منه أن يعبر عن رأيه فيها؟ ولماذا يُدين المسئولون والسياسيون حالة التعصب فى السجال السياسى الدائر وانتشار الطائفية والتشرذم وهى كلها ظواهر رديفة، إن صحت، لضيق الأفق والانكفاء على الذات؟
لا توجب الديموقراطية حرية التعبير والرأى فحسب، بل حرية البحث عن المعلومة وإتاحتها بكل الوسائل الممكنة.
والحال أنه منذ أيام نشرت صحيفة اليوم السابع المصرية تحقيقا عن قوائم الكتب الممنوعة التى أرسلتها إدارة المعارض استباقيا إلى الناشرين قبل افتتاح معرضها الخامس والثلاثين، تتضمن هذه القوائم كتبا لجمال الغيطانى وعلاء الأسوانى ومحمد حسنين هيكل وفهمى هويدى ود. جلال أمين ورضوى عاشور ود. محمد عمارة، مع العلم أن هذه القوائم تخص دار نشر واحدة فقط، فما بالنا بالقوائم المرسلة إلى دور النشر الأخرى؟ ولسنا فى حاجة إلى التنويه بمكانة الكتاب الذين شمل كتبهم الحظر، والجمهور الواسع من القراء الذين يتابعون مؤلفاتهم.
وقد نشرت الصحيفة صورا من «الفاكسات»، المرسلة من إدارة المعارض، التى تفيد استبعاد مؤلفات هؤلاء الكتاب أو بعضها. كما نشرت الصحيفة تصريحات لبعض الناشرين تفيد امتناعهم عن حضور المعرض، بينما ذكرت تصريحا آخر يشبه الاستغاثة من رئيس اتحاد الناشرين المصريين يدعو رؤساء الدول العربية للتدخل لحماية الكتاب العرب من قرارات المنع.
أى إساءة؟!
فإذا لم يكن ما نشرته اليوم السابع صحيحا، فإن على إدارة المعارض فى الكويت أن تنفى ما ورد فيها، غير أننا أيضا ندعو المسئولين عن الرقابة ومسئولى إدارة المعارض لقراءة التعليقات التى نشرت فى الصحيفة تعقيبا على هذا التحقيق ليعلموا أى إساءة يلحقونها بالثقافة الكويتية.
وإذا كان الخبر صحيحا فالتصرف مرهون بالمثقفين الكويتيين أنفسهم، فالقضية لم تعد تخص إدارة أو مؤسسة ثقافية، بل أصبحت تضع كل ما قدمته الكويت للثقافة العربية على المحك.
موضوعات متعلقة:
يوسف القعيد: أرفض الذهاب لمعرض الكويت
سلماوى يطلب تفسيراً بشأن منع كتب مصر
"الناشرين العرب" يطالب الكويت بإعادة النظر فى قرار منع الكتب المصرية
رئيس اتحاد الكتاب: منع كتب مصر عمل غير مقبول
عرب: سنشارك بمعرض الكويت رغم منع بعض الكتب المصرية
مثقفون: منع الكويت كتب مصرية موقف غير مبرر
الكويت تمنع عرض كتب هيكل والغيطانى وجلال أمين والأسوانى وهويدى وجويدة فى معرضها الخامس والثلاثين الدولى للكتاب.. ورئيس اتحاد الناشرين المصريين يطلب تدخل الرؤساء العرب لحل هذه الأزمة