اهتمت مجلة التايم الأمريكية بالحديث عن الانقسام بين المعارضة حول مقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة، وقالت إن كل المعارضين فى مصر للنظام الحكم السلطوى المستمر منذ عقود يعلمون أن الانتخابات التى ستشهدها البلاد هى عار على الديمقراطية، لكنهم منقسمون حول كيفية التعامل مع الانتخابات البرلمانية فى نوفمبر المقبل. فالمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية دعا إلى مقاطعة الانتخابات، واعتبر أنصار البرادعى أن الابتعاد هو أفضل طريقة لتحدى شرعية النظام الذى يزعم أنه يستمدها من انتخابات يتم التلاعب بقواعدها من أجل ضمان بقائه فى السلطة، إلا أن جماعة الإخوان المسلمين أكبر جماعات المعارضة فى مصر ليست متأكدة من ذلك.
ويأمل أنصار المقاطعة أن البقاء البعيد عن الانتخابات سيجعلها تبدو مجرد واجهة للديمقراطية، مما يزيد الضغوط على القاهرة لفتح المجال الديمقراطى قبل الانتخابات الرئاسية المقررة فى العام المقبل وسط جهود من الرئيس مبارك لتوريث الحكم لنجله جمال. كما أن المقاطعة ستقدم عرضًا نادرًا للوحدة بين قطاعات من المعارضة منقسمة ولا تزال ضعيفة إلى حد كبير.
لكن الإخوان، على الرغم من تحمسهم الأول لرسالة البرادعى، إلا أنهم يتجهون نحو رفض المقاطعة، كما أن حزبى الوفد والتجمع قررا عدم المقاطعة. ورغم أن حزب الغد بزعامة أيمن نور قرر المقاطعة، إلا أنه أعلن أن بإمكان أعضائه خوض الحزب كمستقلين، وهو ما يعد سخرية من فكرة المقاطعة.
وتنقل التايم عن طارق مسعود، أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد، قوله "الأمر ربما كان مفيدًا لو أن معارضة حقيقية وقوية هى التى قامت بمقاطعة الانتخابات، لكن الأحزاب التى قررت المقاطعة هى أحزاب ضعيفة" بالفعل.. ودعا مسعود المعارضة إلى إيجاد وسيلة أخرى للفت انتباه الشعب المصرى الذى يسوده شكوك تجاهها.
واعتبر الخبير السياسى أن الدعوة إلى المقاطعة تعبر عن خيبة الأمل الأخيرة فى الإستراتيجية الكسولة التى وضعها البرادعى. فالإخوان حصلوا على القوة والشرعية من خلال مشاركتهم فى الانتخابات، ويجب أن تتعلم الجماعات الأخرى منها. ويشير مسعود إلى أن كل ما تحتاجه مصر شخص مثل البرادعى لكى يلقى بنفسه داخل هذا ويضع نفسه فى مخاطرة ويمضى كثيرًا من الوقت فى المصر مشاركاً فى الاحتجاجات الشعبية.
ويتساءل آخرون عما إذا كان الناخبون المؤهلون سيسعون حقيقة الدعوة إلى المقاطعة، إلا أن المحللين وأعضاء المعارضة يرون أن الحزب الوطنى الديمقراطى سيكتسح أغلب المقاعد مهما كانت الظروف لأن النظام يتم التلاعب به لصالح الحزب.
وتوقعت التايم أن تحصل جماعة الإخوان على مزيد من المكاسب فى ظل حملة القمع القاسية التى تعرضت لها بعد انتخابات عام 2005.
ويرى ضياء رشوان، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن نسبة المشاركة فى الانتخابات تكون منخفضة فى الأحوال العادية وأن الناس ليسوا فى حاجة إلى دعوة المقاطعة. فرغم أن المصريين يتناقشون ويتحدثون فى السياسة لكنهم لا يشاركون فى الانتخابات.
التايم: الإخوان يحصلون على مزيد من المكاسب فى الانتخابات المقبلة
الخميس، 23 سبتمبر 2010 08:07 م