عندما يمضى الركب يسير خلفه الصغار ويسعون للحاق به على أمل رؤية من بداخله، ولكن هؤلاء ينظر لهم من بعيد، لا يستطيع أى شخص أن يقترب من الموكب أو من راكبيه، دائماً تفتح لهم الإشارات، الحمراء تصبح خضراء، الحر يصبح برداً، التعب يصبح راحة، المطبات لا يشعرون بها، السائرون فى الشوارع لا وجود لهم.
وفى قاعة الاجتماعات، كل منهم له مكانه، والكل يعلم ما سوف يقوله، والجميع يعلمون بنتيجة الاجتماع قبل بدئه، يجلسون على مقاعدهم، يذكرونى بفرسان الدائرة المستديرة فى العصور الماضية، خاصة سنة 1155م عندما كانوا يجتمعون على الطاولة الدائرية فى حضور الملك آرثر ولم يكن هناك مكان مخصص للقائد، وإنما كان الكل متساوٍ، لا تعرف القائد من التابع، وكانوا يتخذون قرارات مصيرية وأغلبها حربية، والناس ينتظرون خروجهم ليعلموا ما هو القرار الذى اتخذه فرسان الدائرة المستديرة، ويلتف الشعب لمعرفة ما هو الجديد، والذى سوف يغير حياتهم.
لكن فى عصرنا الحالى تغيرت المسميات والأفعال وردود الفعل، ففرسان الدائرة المستديرة أصبحوا أعضاء الطاولة المستطيلة، يدخل القائد أو المدير أو رئيس العمل ويأخذ موقعه على رأس الطاولة، ويبدأ بالاستماع إلى أقوال وآراء المجاورين له، ويتكلم الجميع والكل يعلم أن القرار مكتوب مسبقاً والأوامر فى طريقها للتنفيذ قبل انتهاء المؤتمر أو الاجتماع، وعند خروجهم يشعرونك أنهم قاموا باتخاذ قرارات تاريخية سوف تغير من الأمر شيئاً.
الشعب لا يهتم بما سوف يسفر عنه الاجتماع، تجد ردود فعلهم، إما عدم اهتمام أو فى قناعتهم لا جديد سوف يذكر، وقلة فقط من الشعب عندها أمل أن الاجتماع المنفض أسفر عن واقع جديد ولكن ليس لهم دور فيه، فالواقع الجديد لمصلحة أصحاب رؤوس المال وبالطبع المنفعة القليلة سوف تعود على الشعب.
نظرة على السائرين خلف الركب، واهتماما بأصحاب الدخول الضعيفة.
محمد فاروق أبو فرحة يكتب: أعضاء الطاولة المستطيلة
الأربعاء، 22 سبتمبر 2010 05:59 م