خبراء: الغزل المتبادل بين واشنطن وطهران تحكمه المصالح الأمريكية

الأربعاء، 22 سبتمبر 2010 03:37 م
خبراء: الغزل المتبادل بين واشنطن وطهران تحكمه المصالح الأمريكية الغزل المتبادل بين واشنطن وطهران تحكمه لعبة المصالح
كتب إبراهيم بدوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد خبراء فى الشئون الإيرانية، أن الغزل المتبادل بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران تحكمه لعبة المصالح للطرفين ولا يعنى حدوث تغيير فى سياسة البيت الأبيض تجاه طهران، ويأتى استمراراً لسياسة "العصا والجزرة" التى تتبعها واشنطن تجاه إيران التى توددت مؤخراً للشعب الأمريكى وطالبت فى الوقت نفسه العالم بالاعتراف بها قوة عظمى، مما رفع من سقف المخاوف والشكوك لدى شعوب المنطقة من تنامى النفوذ الإيرانى فى الآونة الأخيرة.

جاءت عبارات الغزل المتبادلة على لسان الرئيسين الأمريكى باراك أوباما ونظيره الإيرانى إحمدى نجاد لتؤكد على سيطرة لعبة المصالح والاحتياج المتبادل على حوار الدولتين بحسب آراء الخبراء.

فبينما يرى السفير محمود فرج – سفيرنا السابق فى إيران أن تصريح أوباما بفتح الحوار مع إيران ليس جديداً ويأتى فى إطار لعبة المصالح بين البلدين، لأن كل منهما يحتاج للآخر، خاصة الجانب الأمريكى الذى يعلم مدى تغلغل التواجد الإيرانى بمناطق ملتهبة مثل العراق وأفغانستان والجميع يعلم مدى النفوذ الإيرانى داخل العراق وتعد طهران لاعباً أساسياً فى تشكيل الحكومة العراقية بسبب المد الشيعى الذى يعتنقه ما لا يقل عن 70% بالداخل العراقى، مؤكداً أن تشكيل الحكومة لن يتم إلا بإعطاء إيران الضوء الأخضر للساسة والزعماء، خاصة أصحاب المذهب الشيعى منهم.

وأضاف سفيرنا السابق فى إيران - أن دول الخليج تعلم جيدا أن إيران "قوة رهيبة" نفطياً وعسكرياً وسياسيا ولذلك تحترمها قبل أن تخشاها وللدول العربية والخليجية علاقات وطيدة مع إيران وليس من مصلحتنا أن نتجاهل ذلك فيما يعد "كارت سياسى" غير سليم يفقدنا مساحة من دورنا بالمنطقة ويؤكد ذلك اللقاءات الأخيرة التى تتم بعيداً عن القاهرة الأمر الذى يستوجب دراسة مستفيضة للوضع الحالى قبل أن نفقد دورنا بالمنطقة مثلما حدث فى أزمة دول حوض النيل، مؤكداً أن محاولة تناسى القوة الإيرانية أو إلغائها أمر غير عملى.

وأوضح السفير فرج أن من مصلحة واشنطن والخليجيين الحفاظ على علاقات طيبة مع طهران، نافياً أن تستجيب واشنطن لضغوط إسرائيل بما يتعارض مع المصالح الأمريكية فى المنطقة ولا يمكنها تجاوز تلك الخطوط الحمراء وما يحدث من تهديدات ما هو إلا نوع من المناورات السياسية لأن أمريكا تبحث عن تهدئة مع إيران لخدمة مصالحها وحلفائها من الدول العربية، خاصة الخليجية منها وبما يساعد على تحريك مسارات السلام.

فى حين يؤكد د.محمد حسن أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن تصريحات أوباما "لا قيمة لها" وأنه قالها فقط فى محاولة لتلطيف الأجواء قبل كلمة الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد أمام الأمم المتحدة وتجنباً لهجومه المتوقع على المجتمع الدولى وهى طريقة تتبعها الإدارة الأمريكية باستمرار من أجل تهدئة المواقف الملتهبة بما يصب فى مصالحها، لافتاً أن تلك التصريحات لا تمثل أى تغير فى السياسات الأمريكية فى المنطقة والداعمة لإسرائيل على طول المدى فالعقوبات لا تزال مستمرة على طهران ونرى الإدارة الأمريكية تؤكد أن العقوبات لها تأثير على النظام الإيرانى تارة فى حين ينفى الإيرانيون تارات أخرى فى مسلسل لا ينقطع من التصريحات المتضاربة بالتزامن مع تخوفات عربية من أى مواجهة محتملة مع إيران.

وأشار د.حسن إلى أن أمريكا تعتمد على سياسة الكر والفر لإنهاك الفريسة الإيرانية حتى تسقط و من ثم تنقض عليها مثلما فعلت مع العراق.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية أن إسرائيل داعم رئيسى لهذا السيناريو ضد طهران وأنها المستفيد الوحيد بالمنطقة مما يحدث ولا يمكن لواشنطن أن تفرض أى خطوط حمراء على إسرائيل التى تدير البيت الأبيض من خلف الستار.

من جانبه، أكد د.محمد نصر مهند أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط على تنامى قوة إيران فى الفترة الأخيرة، مما يضع الجانب الأمريكى فى موقف صعب فى التعامل مع الملف الإيرانى ويدفعه إلى ضرورة البحث عن بدائل للمشاكل العالقة بين البلدين وطرق أبواب جديدة للتعاون بدلاً من الانفصال والبعد الذى يولد المزيد من المشكلات التى تؤثر على المصالح الأمريكية بالمنطقة، لافتاً إلى أن دول الخليج تلجأ إلى واشنطن لتخوفها من النفوذ الإيرانى، إلا أن بعضها لديه علاقات طيبة وأطر تعاون مشترك مع طهران.

ولفت د.مهند إلى أن تغلغل الوجود الإيرانى بالمنطقة يقابله تراجع الدور المصرى الذى يعتبر دور أمريكى 100% فما تقوله أمريكا تقوله مصر وعلى دول المنطقة أن تتفق على سياسة موحدة تحقق مصالحها ومصالح شعوبها العربية.

كانت مصادر أمريكية، قد أشارت الى عزم الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى وقت لاحق هذا الأسبوع، ينتظر أن يؤكد خلالها على أن "الباب مفتوح" لإيران من أجل تحسين العلاقات مع المجتمع الدولى "إذا كان بوسعها إثبات النوايا السلمية لبرنامجها النووى".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة