شهدت جلسات اليوم الأول للمؤتمر الدولى الأول للدراسات القبطية مساء أمس، والمنعقد فى الفترة من 21 وحتى 23 من الشهر الجارى بمكتبة الإسكندرية، والذى ينظمه مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية بعنوان "الحياة فى مصر خلال العصر القبطي...المدن والقرى، رجال القانون والدين، الأساقفة"، بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار وجمعية الآثار القبطية، عرض لمجموعة من الدراسات الحديثة حول ملامح الحياة فى مصر فى العصر القبطى، كشفت عن تفاصيل جديدة من المنتظر صدورها فى العدد الخامس لمجلة أبجديات السنوية، وسوف يصدر العدد فى عام 2011 متضمنًا مائة وعشرون بحثًا للدراسات والأبحاث التى عرضها المشاركون فى المؤتمر.
حيث عرض د.بيتر جروسمان، أستاذ علم القبطيات ونائب رئيس جمعية الآثار القبطية بحثًا بعنوان "اكتشافات جديدية فى مدينة أنتينوبوليس"، وقدم من خلالها عرض لمجموعة من الاكتشافات لمعمار الكنائس الموجودة فى الجزء الجنوبى من مدينة أنتينوبوليس، المدينة التى أنشأها الإمبراطور الرومانى هادريان، وتقع الآن شرق مدينة ملوى بمحافظة المنيا.
وتحدثت منة الله الدرى، الباحثة فى علم المصريات بجامعة مونستر الألمانية، عن دور الزراعة الديرية ومنتجاتها، والتى كشفت عن معلومات جديدة تمهد الطريق نحو التوصل إلى فهم أفضل للممارسات الزراعية واستغلال الأراضى الزراعية فى سياق الرهبانية.
وعرض د.عاطف عبد الدايم دراسة فنية أثرية بعنوان "مختارات من التحف الفنية القبطية بمتاحف المملكة المتحدة"، حيث قدم دراسة لمجموعة من التحف القبطية المعروضة بمتاحف المملكة المتحدة، ومنها التحف الخشبية، والمنحوتات الحجرية، والمنسوجات، والتحف المعدنية.
وقدمت د.هدى عبد الله قنديل، الأستاذ المساعد بقسم الإرشاد السياحى بكلية السياحة والفنادق بجامعة المنوفية، ود.نشوى محمد طلعت؛ الأستاذ المساعد بقسم الدراسات السياحية بالكلية، بحثًا بعنوان "الآثار القبطية فى مدينة أخميم ومقوماتها التاريخية والآثرية وتوظيفها سياحيًا"، والذى ركز على دراسة الآثار المسيحية الموجودة بمدينة أخميم بمحافظة سوهاج، مثل دير السيدة العذراء بالحواويش، ودير الشهداء، ودير الملاك بالسلاموني، ودير الأنبا توماس السائح، ودير الأنبا بسادة شرق المنشاة، ودير مارجرجس الحديدى بالعيساوية، ودير الأنبا باخوم وضالوشام اخته بالصوامعة، ودير السبعة جبال، وهى الأديرة التى تشهد على مدى انتشار المسيحية والرهبنة فى أخميم التى تعتبر من أغنى مناطق مصر بتراثها القبطي.
وكشفت الدراسة عن عدد من المعالم التى تميزت بها مدينة أخميم، فالشوراع لم تكن مستقيمة وبعض المنازل كانت تقع داخل أزقة أو عطفة وبعضها مهدم وبعضها جديد، أما سكانها فقد تم تعريفهم على أساس وظيفتهم أو عملهم، وقد وصل عدد المهن بها حوالى 33 مهنة مع وجود عناصر غير قليلة من السكان اليونانيين، والرومان، مما يشير إلى انفتاحها كمدينة على حضارات مختلفة. وقد تميزت المدينة بوجود كثير من الأعمدة الرخامية فى مبانيها سواء الكنسية أو العامة أو حتى مساكن السكان، وقد حفلت صخور أخميم بكل أنواع النقوش الهيروغليفية واليونانية واللاتيية والقبطية.
وعرضت د.شروق عاشور دراسة أثرية فنية حول كنيسة الشهيد مار جرجس كأهم المزارات الدينية فى قرية ميت دمسيس بالدقهلية، وأشارت إلى أن الكنيسة تأسست عام 1875 والتى تشبه فى تخطيطها معظم كنائس دلتا مصر التى أنشأت فى هذه الفترة.
وأكدت عاشور على أن مزار الكنيسة يحتوى على العديد من القطع الفنية المتنوعة كخامات مستخدمة وأساليب صناعية وزخرفية، وقد تم إلقاء الضوء على الايقونستاز الخشبى المطعم بالعاج والأبنوس، كما يوجد بالمزار مجموعة هائلة من المنسوجات، والتحف المعدنية، ومجموعات الأيقونات، وكراسى المذبح.
وتطرقت سمية حسن محمد؛ الباحثة فى كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان، إلى الحنايا فى الفن القبطي، حيث قدمت دراسة لبعض الحنايا المعروضة بالمتحف القبطى بالقاهرة وبعض الكنائس، بعضها منحوت على الحجر وبعضها مرسوم بالألوان المائية، ونماذج التصوير الجدارى وتحديد سماته الفنية، من خلال تحديد المناظر والملامح التعبيرية على الوجوه، ونوع الملابس، والخلفيات النباتية والهندسية لهذه المناظر.
وأوضحت سمية حسن أن الفن القبطى حفل بالعديد من الحنايا التى زخرف بعضها بالألوان المائية، والآخر بالمنحوتات الحجرية التى تحمل صورة الصليب والصدفة، وكانت للحنايا أهميتها الكبرى حيث أنها تشير إلى اتجاه الصلاة، كما فى حنايا قلايات الرهبان بالأديرة والكنائس المصرية. وقد أهتم الفنان القبطى بزخرفة تلك الحنايا برسوم القديسين والسيدة العذراء والسيد المسيح والمبلئكة والرسل والشهداء، أو موضوعات من التوراة والإنجيل، وقد وجه الأقباط عناية كبيرة إلى زخرفة الجدران والمحاريب الموجودة فى الكنائس بالتصوير الحائطى وخاصة الحنايا.
وتحدث د.عبد الحليم نور الدين، الأستاذ بكلية الآثار بجامعة القاهرة، فى جلسة موازية، عن القبطية كمرحلة من مراحل اللغة المصرية القديمة، مشيرًا إلى أن القبطية هى المرحلة الأخيرة من مراحل اللغة المصرية القديمة، وهى تمثل للمراحل السابقة للغة المصرية، وظلت تستخدم فى مصر حتى القرن الثانى عشر الميلادي، ولا تزال تستخدم حتى الآن فى كنائس مصر القبطية.
كذلك وقد عرض د.لويس سعيد مدير مشروعات مركز الخطوط والمنسق العام للمؤتمر، دراسة حول "استخدام رمزية الصليب بين القبائل المسلمة فى الصحراء المصرية الليبية"، وعرض يوحنا نسيم دراسة حول "بعض ملامح الحياة اليومية وفقًا للنصوص القبطية"، بالإضافة إلى عرض نص قبطى ينشر لأول مرة، يبين حوار بين رئيس الأساقفة وأحد الملحدين، قدمته الباحثة أوليفيا الفرعوني.