محمد تاج محمد أحمد يكتب: تاكسى 36

الفكاهة من أجمل المشاعر والأحاسيس التى تبعث على البهجة والسرور فى نفوس الناس، والتى تكون بمثابة الباعث على السعادة فى ظل الضغوط المالية والحياتية التى تكون كالإعصار الذى يحاول الكثير الفرار منه إلى حياة أخرى حتى لو كانت خيالية، مثل "الفكاهة" ولكن هناك ما يرسم الابتسامة على وجهك ومنها ما يلطخه كالحبر الذى يكاد أن يشوه وجهك مالم تنتبه.

منذ عدة سنوات ظهر ما يسمى ببرامج "الكاميرا الخفية" والتى كانت مقتبسة من برامج أجنبية وأيضاً بأفكارها تماماً مع بعض التغيير الطفيف وانتشرت بشكل كبير فى كثير من دول العالم العربى، وخاصة "مصر" التى برعت فى ذلك المجال وساهمت فى انتشار وذياع سيط الكثيرين من الفنانين وأشباههم فى المجال الفنى والإعلامى وساعد ذلك على انتشار أفكار كثيرة من تلك النوعية فى الفترة الماضية، مما دعى العديد من أبطال المقالب برفع دعاوى قضائية على منتجى ومقدمى تلك البرامج والتى كان لها صدى كبير للدرجة التى أدت إلى اقتراب انتهاء ذلك العهد من لبرامج، ولكن كان هناك رأى آخر وهو أخذ إذن "مرئى" ممن صنع فيهم المقلب حتى لا يتعرضون للمساءلة القانونية.

ولكن ما أثار انتباهى أحد الأخبار التى تفيد بأن هناك طريقاً لمقاضاة القائمين على برنامج "تاكسى 36" وهو أحد البرامج المغربية التى تنتمى إلى برامج "الكاميرا الخفية" والتى كانت تعرض فى شهر رمضان الماضى ويعتمد على صنع مقالب كوميدية فى الراكبين لهذا التاكسى وهو ما اعترضت عليه "الجمعية المغربية لحماية حقوق المشاهدين" من وجهة نظرها أنه يستهين بالـ "مغربيين" ويساهم فى "الإقلال من كرامتهم" وهو ما اعترض عليه الأستاذ "مصطفى بنعلى" مدير الجمعية، موضحاً أنه لا يرضى بأن تكون هناك مثل تلك النوعيات حفاظاً على كرامة "المغربيين".

وهنا فى "مصر" أجد العديد من تلك البرامج "المستخفة" بعقولنا ولا حياة لمن تنادى ولم أجد أحد قد حرك ساكناً وهو ما ساعد على زيادة تلك البرامج فى بلدى "مصر" الفترة الماضية.

يذكر أنه قد نشر خبر منذ عدة أيام عن تعرض موقع وزارة الإعلام المصرى لـ"هاكر" مغربى سيطر على الموقع لمدة ثلاث دقائق لمجرد ظهور فتاة تقوم بدور سيدة مغربية فى مسلسل "العار" المصرى وتظهر فى المسلسل على أنها يستهان بها.

لكن ما أعجبنى فى ذلك الخطوة التى بدأتها "الجمعية المغربية لحقوق المشاهد" هو خوف الشعب المغربى على كرامته الغراء فى أى شىء حتى ولو كان فى برنامج فكاهى من صنع أيديهم.